الحاج عاطف عون ضيف برنامج اراء وآفاق… المفاهيم الكونية واثرها على التربية

لعل الجميع يستغرب طرح عنوان من عناوين التربية البشرية في موقع و برنامج انما هو مخصص للحديث عن السياسة حيث ان التربية هي المنطلق الاول لكل المشاريع السياسية التي نراها في عالمنا ولطالما احتاج الانسان هذا المخلوق الذكي الذي اظهر فيه الله تعالى ارقى ابداعاته الى مفاهيم كونية تشكل له القوانين القائدة لكمال الحياة وسعادته حتى يرتقي الى الجمال و الكمال ويحاكي في سلوكه و تصرفاته اهداف الخالق الذي من اجلها خلق الخلق .

ولطالما كانت حركة الصراع منذ بداية الخلق بين اضداد الحياة بين النفس شرها وخيرها وبين الامم والاعراق والمجتمعات والانساب وتحولت البشريه من امة واحدة تدعو الى الخير، الى امم تتصارع تحكمها القوة والسيطرة والتسلط وكان الفتك والتدمير لروح الانسان و حضارته واثاره وعلومه سيد الموقف والحال .

واندرج ذلك الصراع ليشمل حتى المفاهيم التربوية نفسها وبمفرقيها السلبي والايجابي حيث ان نظريات الحكم و ادارة البشر احد ابرز الوسائل للسيطرة و السطو الفكري والاقتصادي والامني وقد تمترس البعض خلف الدين واخرون مارسوا نظريات وضعية واليوم يدفع العالم و بالخصوص العالم الاسلامي والعربي واحيانا العالم الغربي اثمان تلك التربية و المدارس التي شجعت الطائفية و المذهبية والعرقية والدينية.

المربي الفاضل والباحث التربوي والانساني العضو المؤسس لحركة امل ورفيق الامام السيد موسى الصدرالحاج عاطف عون ضيف برنامج اراء وافاق مع الاعلامي قاسم صفا عبر إذاعة وموقع صوت الفرح الذي يذاع على الموجة 104.3 يوم الأربعاء الساعة العاشرة والنصف ويعاد الجمعة الثالثة بعد الظهر.

فبعد المقدمة التربوية، ربط الحاج عاطف عون التربية بالأديان التي تعبر المشروع الأساسي لنقل الانسان من حال إلى حال ومن نهج إلى نهج، فهي منذ البداية تسعى للتحكم بنفسية الانسان وتفكيره لتخليصه من العادات السيئة والظلم والطغيان سواء على دور النبي موسى أو عيسى أو غيرهم من الرسل والأنبياء الذين كان هدفهم تخليص البشرية من الظلم وجعلهم يعيشون حياة مستقرة مطمئنة، ورغم ذلك نجد حتّى الآن انحرف وتلوث اجتماعي.

وأكمل أن هناك مشاريع ظلم تتحكم بالناس تقوم بها الطبقة السياسية الظالمة التي تعطي فتات فكري مسمم لعقلية الانسان كي يعيش على انحراف ما وذهنية معينة، مؤكداً أن اسرائيل تضع السيناريوهات ونحن ننفذها، وهذا ما يجعلها في تطور مستمر وجعل المجتمع العربي استهلاكي.

وأضاف الحاج عاطف أن انتاج أسرة يحتاج إلى أم واعية وأب واعٍ، فلكي يكون الطفل كريماً أو بخيلاً فهذا يعتمد على أصل التربية، وبين السخاء والكرم والبخل خيط رفيع، وما أسهل أن يرمي عليه صفة الخروج عن مفاهيم تلقّاها فأصبح هدفاً للصيد وسقط.

أمّا الذات فقد تعوّدت على العصبية وهذا اللون القاتم جعل الجاهلية والحقد يملآن نفسية الانسان ليقتل أخيه الانسان فيخرج بذلك عن الدين والانسانية تحت اسم وحكم الدين، وهذه هي التربية السلبية التي تؤدي إلى الكره والقمع والحسد والاحتقار، وهذا هو السيناريو الذي يتحكم بنا والذي يكتبه الأجنبي بيده.

في حين أن التربية الايجابية مخالفة لهذه الصورة وتقوم على الحب والاستقامة والعدالة، فالحب هو باب الانفتاح.

وأشار إلى اتساع الوطن للجميع باختلافهم ولكن ليس من الضروري أن نجعل هذا الاختلاف تخلفاً ليأتي العسكري الاسرائيلي ويقول عدنا بالعرب إلى ما قبل 1943 أي إلى التعصب، فالتعدد بالوحدة جمال لماذا لا يكون هذا المجموع المتناقض موحداً؟

وختم بالحديث عن وجود هدف شرس وغاية شريفة ويجب أن يكون الهدف من جنس الغاية وإلّا لن تكون النتيجة إيجابية، وبعدها أوصى الجميع بكلمة سواء قالها الامام موسى الصدر تهدف إلى الانطلاق إلى آفاق الرحمة والحرية والعدالة والمساواة والاعتراف بالآخر وحيث الحب الذي يتسع للجميع من أجل أن نكون كمجتمع فيه عيش كريم لهذا الإنسان المكرم من كل الأديان.

ختاما من نافلة القول ان السياسة المتبعة في عصرنا الحالي هي نتاج التربية و النظريات التي يتلقاها الناس من اجل السيطرة والحكم لا من اجل الالفة والمحبة والمودة .

Leave A Reply