عن صوت الفرح

حين إنطلقت إذاعة صوت الفرح من صور عام 1989 على موجة ال إف إم، بقوة إرسال 2000 واط، أخذت على عاتقها زرع الفرح والوعي والرقي في كل شبر من ربوع لبنان وخاصة جنوبه الجريح.

كانت انذاك الإذاعة الأولى في الجنوب … وعبر سنوات كانت تسير بخطى حثيثة واعدة ومدروسة ، حتى استطاعت كسب ثقة اللبنانين على اختلاف إنتماءاتهم وأماكن تواجدهم.

ثم ، وبشكل سريع انطلقت بقوة 12000 واط، لتصبح من بين الأوائل في لبنان، حيث غطّت حينها معظم الأراضي اللبنانية وأطراف سوريا وفلسطين ومصر وقبرص، وقدمت برامج ترتبط بقضايا الشعب اللبناني الحياتية والإجتماعية، والوطنية، أشرف عليها فريق عمل من المختصين، كل داخل حقله، حيث قدموا المستوى الراقي الذي يلائم المستوى الفكري والوعي العام الذي يسود المجتمع.

إذاعتكم صوت الفرح من صور، وعلى مرّ سنوات، لاقت نجاحاً كبيراً على مستوى لبنان، وما من شك أنكم من محبي العمل الناجح، وهذه المحبة تطلبت منا الإستمرارية في الإبتعاد عن الارتهان لأي طرف سياسي، وبالتالي شكلت الدعامة الأكيدة في الحفاظ على إستقلالية الإذاعة، مع الإحتفاظ بالخط الوطني السليم.

هذا كله أدى بطبيعة الحال إلى تطوير المؤسسة بالشكل الذي نريده، لتكون دائماً المؤسسة الحضارية التي تليق بالأرض والوطن، وبعد هذا التقديم نرغب في إعطائكم نبذة سريعة عن تاريخ نشوء الإذاعة، وعملها طوال هذه الفترة من البث.

بدأ العمل في الإذاعة في 7 كانون الأول عام 1989، من خلال توجهنا الأساسي لبناء مؤسسة حضارية ملتزمة بصدق الكلمة، وأمانة الهدف، كان لا بد من السهر الدؤوب لاختيار البرامج المميزة، التي إن دلت على شيء، إنما تدل على المستوى اللائق بالوطن وأهله، لذلك تنوعت برامجنا لتشمل كل الموضوعات التي تهم المستويات الإنسانية، والأعمار والإهتمامات كافة، إن كان على المستوى الثقافي أو الصحي أو الإجتماعي أو الرياضي أو الترفيهي، فقد أجرينا لقاءات وحوارات مع العديد من المختصين كلٌ في مجاله.

أما على صعيد المناسبات الدينية والوطنية : هذا ولم تكن الإذاعة بعيدة عن المناسبات الدينية. على هذا الأساس قمنا بتغطية جميع المناسبات الدينية لجميع الطوائف، وخصوصاً خلال ذكرى عاشوراء العظيمة وشهر رمضان المبارك حيث بثينا المئات من المحاضرات ومجالس العزاء.

وكان شرفاً للإذاعة أن تواكب كل المناسبات الوطنية، وأن تسعى جاهدة للتخفيف من معاناة اهلنا في لبنان عامةً والجنوب خاصة. لذلك خصصنا برنامجاً لأهلنا في الشريط المحتل، نحثهم خلاله على التعلق بالأرض والتاريخ عبر لغة وجدانية، صادقة مؤثرة.

كما وكنا صامدين مع أهلنا إبان العدوان الإسرائيلي في الأعوام 1993 و 1996 و 2006 نحثهم على التشبث بالأرض ونقدم لهم العون عبر إيصال صوتهم ونداءاتهم.

وبالطبع لم ننسَ القضية الأساس فلسطين، واكبنا أهلنا في الأراضي الفلسطينة المغتصبة من خلال برامج تسلط الضوء على معاناتهم وإحياء قضيتهم التي هي قضية كل حرٍ شريف في هذا العالم، كما رافقنا المبعدين الفلسطينين إلى مرج الزهور أوائل العام 1993 وحتى عودتهم إلى فلسطين في شهر أيلول من العام نفسه وكان لنا شرف إجراء مقابلات عديدة مع الناطق بإسم المبعدين حينها الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

أما على صعيد الإغتراب : كان من مميزات الإذاعة أيضاً، أنها وجهت اهتمامها إلى أهلنا في بلاد الإغتراب، بالقدر نفسه الذي وجهته إلى أهلنا في الوطن، لقد زرعنا مندوبين للإذاعة في العديد من بلدان المهجر، ليتم التواصل بين أهلنا هناك، وأهلنا في لبنان، ومن أبرز هذه البلدان : أستراليا – كندا – ألمانيا – الدانمارك – ساحل العاج – نيجيريا – الكويت – الإمارات العربية المتحدة – السعودية.

على المستوى الفني: لقد أجرى مندوبنا في مصر لقاءات مع كبار الفنانين المصريين، وقد زار الإذاعة وجوه فنية عديدة وكان لهم لقاءات مباشرة على الهواء.

عيد صوت الفرح، هو أعيادٌ في عيد. والفرح أحوج حاجات جبلنا العتيق خاصةً ولبناننا عامةً. فما أحيلاه عيدنا وما أغناه !! في ذكرى تأسيس الإذاعة كان قد أمّ الإذاعة في سني أعيادها المئات من الوفود السياسية والحزبية والوطنية والإجتماعية والثقافية والتربوية والإقتصادية والرياضية والكشفية والطبية والدينية والإعلامية والفنية لتقديم التهنئة والتبريك وتقديم الدعم المعنوي.

إنها صورة نرجو أن تكون واضحة المعالم، نقدمها بصدقنا المعهود، إستناداً إلى معطيات واقعية مائة في المائة، إننا إذ نعلن سعادتنا وإعتزازنا بنجاحنا الباهر، فلا ننسى ولن ننسى دور مستمعينا وأهلنا الذين يشكلون لنا الدعامة الأساسية، والحالة المعنوية الكبرى التي هي الحافز على هذا الإستمرار بمزيد من القوة والنجاح ..

وكما كنا في مسيرتنا حريصين على التقدم الدائم ومواكبة روح العصر، نجدّد عهدنا أمامكم ولكم بأن نستمر في الحرص إياه، وها نحن معكم في كل بقعة من بقاع الأرض، عبر شبكة الإنترنت، نتواصل، نتفاعل، نتكامل، هدفنا الأساس إيصال الرسالة الإعلامية بأسلوب مشوِّقٍ يرتكز إلى البعد الإنساني في كلّ ما نبثّ من كلامٍ وأفكارٍ ورؤىً وتجارب، وسيبقى سعينا حثيثاً لنشر الفرح والوعي، ورفع إسم لبنان عالياً في أرجاء الدنيا.