قرية المجادل… لكل قطعة أرض فيها ألف حكاية

تحقيق غادة دايخ وكوثر عيسى

تصوير حيدر فارس

هي واحدة من تلك القرى في جنوب لبنان وإن تحدثنا عن الجنوب فإننا نلتف الى الجمال والبساطة، جمال الأرض والشجر والبشر، حكاية طالت وما زالت تستمد العطاء من أناس لهم في كل قطعة من الأرض حكاية.

هي قرية المجادل التي تقع في محافظة الجنوب قضاء صور وتبعد حوالي 98 كلم عن العاصمة بيروت والتي ما زالت تحمل صورة ذاك الفلاح المجاهد، وتلك المرأة المقاومة التي تكدح في العمل حتى آخر أنفاسها، يشتهر أبناء هذه القرية بحبهم للأرض والعمل بها لتحصيل المنتوجات الزراعية، فهي قرية ترتفع عن سطح البحر حوالي 450 أمتار فقط ، ويتجاوز عدد سكانها 5200 نسمة وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 225 هكتاراً (2.25 كلم²).

يرجح البعض عودة أصل اسم المجادل الى اللفظة السريانية magdle’ وهي تفيد معنى الأبراج والأماكن العالية المشرفة.

تمتلك المجادل العديد من العائلات الكبيرة منها والصغيرة مثل : رميتي، حمادي، درويش، بيلون، عواضة، فريدي، سلامي، حاوي، عيسى، يونس، منّون، عبد الحسين، عكاش.

ورغم أن لهذه القرية اكتفاءها الذاتي إلا أنه يوجد 1500 مغترب سافروا بهدف العمل.

هذا وتُعدّ المرجعية الدينية أهم ثروة ثقافية تاريخية يفتخر بها أبناء المجادل على صعيد العالم تتمثل برجل من أبناء هذه القرية غير علماء الدين الذين هم واجهة مثالية للقرية، هو آية الله العظمى الشيخ حسن رميتي الذي يعتز به الوطن والتاريخ وهذا ليس بجديد على أرض جبل عامل.

وخلال لقائنا للمرجعية الشيخ حسن رميتي أكد أن رئيس البلدية ينوب عنه في الكلام.

وفي زيارتنا لرئيس بلدية المجادل الأستاذ ابو علي رميتي أكدّ أن الانسان يوجد الإنماء وهم وجدوا لتسهيل أمور البلدة بكل صدق واندفاع، أما النشاطات التي قامت بها البلدية : إشتراك كهرباء 24/24، بئر ماء، أعمدة كهرباء تصل لأبعد بيت في البلدة، تأمين بنى تحتية، إنشاء ملعب كرة قدم للشباب، تأسيس جمعية خيرية “مركز روضة للأطفال”، وفي مستهل كلامه قال:” الي ما عندوا الرئيس بري يشتري الرئيس بري” ، بعد المساعدات المتتالية المقدمة لقريتهم، فلطالما وُجد الخيّرون فيها، ووجدنا في رميتي حب خدمته لأبناء بلدته وهذا ما قرّبه منهم فبادلوه نفس المحبة ووصفوه بالرئيس الجيد جدا والمميز والمساعد والمحب والمتواضع.

وأثناء تجولنا في القرية ولقائنا للعائلات الطيبين فيها عبّروا بكل عفوية عن محبتهم لأرضهم وانتمائهم العميق لها، إذ يعتمدون على عملهم الذاتي بزراعة الدخان في الأغلب، الزيتون، القمح والسميد.

ومع حديثنا لبعض السيدات أكدن أنهن ينتجن مونة السنة بأيديهن، من صعتر، زيتون، كشك، قمح، عدس، زيت، سميد، مربى، حر..

وهناك من كان لهم حكايا أعادتهم روحها الجميلة بالزمن الى الوراء عند ذكرها، مثل قصص الزواج والإرتباط ولحظات كثيرة مرّت بها القرية وحُفظت بذاكرة أبنائها.

ولا ننسى الحداثة التي طرأت على المجادل مثل باقي الجوار في ترميم المنازل وبنائها بطرق معاصرة، إلّا أن أصالة التراث لا تزال موجودة ببعض منازلها القديمة التي تتميز بلمسات الماضي .

وإن تغير لون الزمان تبقى البساطة والإلفة تضفي لونا من الحب والتواضع والبراءة على بشر غيروا مسار التاريخ بأيديهم، وصنعوا من أرض جنوبهم لباساً يكسيهم ولقمة عيش من عرق جبينهم.

Leave A Reply