إستفزاز إسرائيلي وغرف سوداء.. وحركة أمل ترفع السقف اليوم!

في الوقت الذي تعكف فيه الدولة اللبنانية على دراسة الورقة الأميركية وتستعد للرد عليها وتسليمها الى توم باراك المفترض أن يصل الى لبنان يوم الاثنين المقبل، تمعن إسرائيل في إستباحة الأجواء اللبنانية تدميرا وإغتيالا وغدرا وإستهدافا للسيارات عند مداخل العاصمة بيروت، وذلك من دون حسيب دولي أو رقيب محلي، في ظل تقصير فاضح من الحكومة رئيسا ووزير خارجية في التواصل مع المجتمع الدولي ومجلس الأمن لردع إسرائيل عن غطرستها وإعتداءاتها وخروقاتها التي تجاوزت الـ3700.

وبموازاة العدوان الاسرائيلي المستمر والذي يؤكد أن العدو لم يوقف حربه على لبنان ولم يلتزم بوقف إطلاق النار الذي إلتزمت به الدولة وإحترمته المقاومة الى أبعد الحدود، تنشط بعض الغرف السوداء سواء في مقار رسمية أو مراكز حزبية تعمل على إستهداف الثنائي الشيعي ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري وكل صاحب موقف منطقي وطني تجاه كيفية التعاطي مع الورقة الأميركية، فضلا عن محاولة إستفزاز المقاومة بشتى الطرق سواء إصطفت خلف الدولة وإلتزمت بوقف إطلاق النار، وسواء ردت على الاعتداءات، أو عبرت عن موقفها تجاه العدوان أو رفعت السقف أو لاذت بالصمت.

هذا السلوك يوحي بأن هناك في لبنان من يسعى الى أن يكون موقف المقاومة سلبيا من المفاوضات الجارية والى إستجداء العدو الاسرائيلي للإستمرار في الحرب على لبنان وعدم قبول رد الدولة على الورقة الأميركية، وأخطر ما في الأمر هو إيحاء هؤلاء أن ما يشهده الجنوب أو الضاحية من إعتداءات هو أمر حزبي وطائفي، وليس أمرا وطنيا، حيث فات هؤلاء أن أي عدوان على أي منطقة لبنان هو عدوان على مساحة الوطن ككل.

وفي هذا الاطار تشير معلومات “سفير الشمال” الى أن حركة أمل تتجه اليوم نحو إصدار بيان من هيئة الرئاسة فيها، يقارب كل العناوين المتصلة بالمستجدات السياسية والاستفزازات الحاصلة خارجيا عبر الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة وداخليا عبر بعض المواقف الساعية الى توتير الأجواء، وقد يسمي البيان الأشياء بأسمائها، وهو سيتضمن تأكيد الالتزام بإتفاق الطائف والتمسك بإعادة الاعمار، وبضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الراعية لإتفاق وقف إطلاق النار المسؤولية الكاملة حيال ما يشهده لبنان من وحشية إسرائيلية خصوصا أن صدقيتهم باتت على المحك، فضلا عن الرد على ما يتعرض له الرئيس نبيه بري من إستهداف من قبل الغرف السوداء.

وفي المعلومات أيضا، أن الرد على الورقة الأميركية لا يمكن إلا أن يكون منسجما مع الثوابت الوطنية اللبنانية، وأن النقاش في ملف السلاح لا يمكن أن ينطلق قبل حصول لبنان على ضمانات حقيقية للانسحاب الاسرائيلي ووقف العدوان وإطلاق الأسرى، بالرغم من أن كل ما يُحكى عن ضمانات هو “سراب يحسبه الظمآن ماء”، خصوصا أنها تترجم في غزة بقتل الفلسطينيين في مراكز المساعدات الأميركية، وترجمت في إيران بخديعتيّ الجلسة السادسة للمفاوضات ومهلة الاسبوعين للمشاركة في الحرب، فكيف يمكن أن يركن اللبنانيون لمثل هذه الضمانات.

يمكن القول، مع تقديم الورقة الأميركية، فإن لبنان دخل في مفاوضات مفتوحة حول سلاح المقاومة الذي لن يُتخذ أي قرار بشأنه في القريب العاجل، بل يُفترض أن يتضمن الرد حسن نوايا لبنانية، يقابلها صدق أميركي وإلتزام إسرائيلي، والى أن يصدق الأول ويلتزم الثاني عندها لكل حادث حديث.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply