معركة كسر عظم في 3 دوائر بـ”نكهة رئاسية ومارونية”

علي ضاحي-

الانتخابات النيابية قائمة حتى الساعة، ولا مؤشرات على تعطيلها او تعطلها وكل القوى الاساسية تدفع الى إجرائها. هذه المعطيات التي يؤكدها مرجع رئاسي امام زواره، يدعمها بنفي شديد اللهجة لكل ما يتسرب في الاعلام والمجالس السياسية عن توجه لتأجيل الانتخابات لثلاثة اشهر حتى ايلول.

كما ينفي المرجع السيناريو الذي طرحه مرجع حزبي في اليومين الماضيين ، ويسعى الى تسويقه، ويقول بإستصدار “وعد رئاسي” بالتمديد لحكومة ميقاتي بعد إجراء الانتخابات في ايار 2022، عبر اصدار مرسوم يعيد تسمية ميقاتي والوزراء انفسهم، خشية من ان تطول فترة تصريف الاعمال، وان لا تشكل حكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الرئاسية في 31 تشرين الاول 2022.

ومع تشعب الحديث عن حكومة ما بعد الانتخابات، ومصير الاستحقاق الرئاسي، والذي يتبقى له ما يقارب الـ200 يوماً، تبرز معالم معركة “كسر عظم” مسيحية- مارونية في 3 دوائر انتخابية يتنافس فيها “التيار الوطني الحر” و”المردة” و”القوات”، وهي دائرة الشمال الثالثة، ودائرتي جبل لبنان الاولى (جبيل كسروان) والثانية (المتن).

وتضم دائرة الشمال الثالثة: زغرتا وبشري والكورة والبترون، وفيها 7 مقاعد ماورنية و3 روم ارثوذوكس. ومن هذه الدائرة يتحدر 3 مرشحين رئاسيين: سليمان فرنجية (زغرتا)، جبران باسيل (البترون) وسمير جعجع (بشري). ويدعم الثلاثة 3 لوائح ستتنافس بشدة لنيل الحاصل الاكبر، ولزيادة “الغلة” من المقاعد عن انتخابات العام 2018.

واظهرت نتائج انتخابات العام 2018 فوز فرنجية بثلاثة مقاعد في هذه الدائرة: طوني فرنجية واسطفان الدويهي بمقعدين مارونيين في زغرتا من اصل 3، والمرحوم فايز غصن عن احد المقاعد الارثوذكسية الثلاثة في الكورة. وفازت “القوات” بالمقعدين المارونيين في بشري لمصلحة ستريدا جعجع وجوزيف اسحق، وبمقعد ماروني في البترون ذهب لمصلحة فادي سعد. اما “التيار الوطني الحرّ”، ففاز بمقعد ماورني من اثنين في البترون لمصلحة جبران باسيل وبمقعد ارثوذوكسي من 3 لمصلحة جورج عطالله.

وتؤكد اوساط مسيحية عاملة في ملف الانتخابات في هذه الدائرة، ان المعركة ستكون قاسية و”بنكهة رئاسية” لمحاولة الحصول على اكبر كتلة مسيحية. ولكن حسب المعطيات قد يكون هناك حسابات مختلفة عن العام 2018 في ظل التخبط في توجه الناخب السني مع عزوف “تيار المستقبل” ورفض جمهوره التصويت لـ “القوات” و”التيار” في هذه الدائرة.

وتجدر الاشارة، الى ان نسبة السنّة في البترون تبلغ ما يقارب الـ8 في المئة من عدد الناخبين، ويشكلون مع الشيعة كتلة ناخبة من حوالى 40 الف صوت.

اما في دائرة جبل لبنان الاولى، والتي تضم جبيل (مقعد شيعي و2 موارنة) وكسروان تضم

(5 موارنة). يخوض المعركة الانتخابية كل من “التيار الوطني الحر” متحالفاً مع حزب الله معركة انتخابية قاسية في جبيل ليحصد حاصلين (الماروني والشيعي)، وفي كسروان ليحصد حاصل والثاني عليه معركة.

وكذلك تفعل “القوات” والتي لديها مقعد في جبيل، وتحاول الحفاظ عليه، اما في كسروان فلديها مقعد بحاصل مضمون وتعمل على الحاصل الثاني والمقعد الثاني. كما يخوض سليمان فرنجية متحالفاً مع النائبين فريد هيكل الخازن وشامل روكز معركة الحصول على حاصلين.

كذلك يفعل النائب المستقيل نعمة افرام، والذي يقود لائحة لنيل حاصل والثاني عليه معركة. وكذلك يفعل فارس سعيد المتحالف مع منصور غانم البون وآخرين على لائحته لحصد حاصل بمعركة بعد فشل تحالف سعيد مع القوات.

اما في المتن الشمالي (دائرة جبل لبنان 2)، والتي تضم 4 مقاعد مارونية، 2 روم ارثوذوكس وروم كاثوليك و1 ارمن ارثوذوكس، فالامور ايضاً معقدة على “القوات” و”التيار” مع تعدد اللوائح وتحالف “الطاشناق” مع آل المر ومستقلين. وكذلك تحالف “القوات” و”الاحرار” مع مجموعات من الحراك في 17 تشرين.

بينما يتكل “التيار” على حضوره المتني وحضور العائلات لكل من النائبين الحاليين ابراهيم كنعان والياس ابو صعب. وتكشف الاوساط المسيحية نفسها عن معركة قاسية بين “القوات” و”التيار” على المقعد الماروني الثاني، على اعتبار ان كلاً من الفريقين ينطلق من حاصل ونصف ماروني، بينما لن تكون المعركة على المقعدين الارثوذوكسي والكاثوليكي سهلة بتاتاً.

Leave A Reply