جويا نجمة على جبين الجنوب… عمل لا ينضب وذكريات من التاريخ

تحقيق غادة دايخ وفرح مصطفى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عرفت بـ ” نجمة الصباح ” من قِبَلِ أهلها في القدم و “جوبيه” من قبل الفرنسيين أيام إستعمارهم في لبنان وتعني المكان الجميل.

هي جويا التي تألقت بشروق شمسها ذي الرونق الذهبي والتي لطالما كان لها طابع مميز وملفت لدى كل صدى ونفس… فرشت عبر الزمن أجنحتها محتضنة ابن البلد وغيره مستقبلة الفقير والغني على أرضها الخضراء الواسعة.. وهي اليوم كما دوما في صدد تقديم ما يتوجب عليها من خدمات لأهلها في إطار حب لا ينتهي.

جويا تبلغ مساحتها حوالي 12 كلم مربع وعدد سكانها 24 ألف نسمة مقيم منهم حوالي 8 الاف، تبعد عن العاصمة بيروت 95 كلم، وعن مركز المحافظة صيدا 54 كلم، و16 كيلومتراً عن مدينة صور نحو الشرق، وترتفع عن سطح البحر بمعدل 300م.

عائلاتها: أيوب، أمين، أبو الحسن، أحمد، أقرع، إبراهيم، إسماعيل، بعلبكي، بيرم، بغدادي، بط، بلاغي، بيلون، جعفر، جمّال، جشي، جابر، حاج، حسين، حيدر، حمود، حسن، حداد، حسيني، حسون، حجيج، حجازي، حسون، خليل، خاتون، خضرة، خازم، دايخ، درويش، دياب، رضا، رحّال، رشيّد، رميتي، زين، زيدان، زبد، زين الدين، سرحان، سعيدي، سليمان، سليم، سيد أمين، ساحلي، سلما، سويدان، سلامي، سعد، سمرة، شومان، شيخ علي، شامي، شرّي، شهاب، شحّوت، شومر، شور، شفيق، شحادي، صالح، صوفان، صمادي، صفدي، طه، طنّيش، طاهر، طحيني، عواضة، عطوي، عنتر، عيسى، عيساوي، عكر، عيتاوي، عجمي، عليان، عطار، عياد، عيّاش، عبيد، عماشا، غزال، غندور، فواز، فارس، فضل الله، فاعور، فيّاض، فقيه، فوزي، قليط، قضامي، قاسم، قنديل، كرّام، كمال، لقيس، مهدي، موسى، مروّة، محسن، مصري، مصطفى، مكي، منصور، مكحّل، مغنية، مواسي، نحلة نوري، نشار، نزّال، نور الدين، هادي، هاشم، وهبي، ياسين، يحي، ياطر، يوسف.

مشينا في دروب جويا اتجهنا رأساً نحو البلدية ليستقبلنا رئيسها الدكتور مصطفى نور الدين ونائب رئيس البلدية الأستاذ إبراهيم حيدر وأعضاء من المجلس البلدي: الأستاذ نعمان هاشم، رمضان قليط، غسان لقيس وهم أسرة البلدية ويدها المعطاء.

وعن الوضع الإقتصادي في بلدة جويا فإنها ترتكز بنسبة 99% على ريع الإغتراب علماً بأن مغتربين مدينة جويا يتركز معظمهم في نيجيريا، تحديداً في مدينة كانوا. وإنها تعتمد على ثلاث قطاعات أساسية: قطاع التعليم, الإدارة والخدمات أما الإنتاج الزراعي في جويا فلا اعتماد عليه.

ولطالما عرفت جويا بقوتها من حيث موقعها الاجتماعي والتربوي واعتبارها مركز خدماتي أساسي في المنطقة فهي مؤهلة لتكون قضاء وتعمل بلدية جويا على هذا الأساس وسلك الاتجاه نحو منحها ذلك ولكن ليس هناك معرفة لمدى الوقت الذي سيأخذه حدوث هذا الإجراء.

وحول انجازات البلدية فان بلدية جويا قدمت الكثير ولا تزال تعمل على تحقيق المشاريع المستقبلية، ومن أهم انجازاتها: البنى التحتية التي لم تكن موجودة سابقاً من حيث المياه الكهرباء والتلفون. فمشكلة المياه تم حلها عبر إنشاء خزان مياه يتسع لـ 600 متر مكعب، أما على صعيد البيئة فهناك جمع للنفايات وتنظيف للشوارع الذي يتم يومياً بالإضافة إلى إنشاء حديقة عامة تبلغ مساحتها 10 ألاف متر مربع وحديقة خاصة بالأطفال مساحتها 3000 متر.

البلدية اليوم على أبواب الانتقال إلى قصر بلدي جديد مع استحداث موقف سيارات للمبنى يفتقرون له حالياً..

وقد كان التركيز الأكبر على الصعيد التربوي، فالتاريخ التربوي قديم جدا لذلك يتم الاهتمام بهذا المجال من خلال دعم المدارس الرسمية بأساتذة وتجهيزات وصيانة، والقيام بدورات تقوية لطلاب الشهادات الرسمية مع حفل تكريم للناجحين، مما قدم لهم طلاب أوائل في لبنان.

ولا يخلوا الأمر من الصعوبات التي تواجه البلدية، فأي عمل إنشائي، اجتماعي أو معماري يقف العامل المادي بوجهه، فالطموحات والمخططات كثيرة لكن الدعم شخصي لذلك يتم العمل قدر الإمكان، على اعتبار أن النطاق البلدي لمنطقة جويا واسع وحجم المطالب كبير والموارد قليلة ورغم ذلك تحاول البلدية القيام بما هو مميز، فقامت بدراسة كاملة وخطط واضحة لمعالجة الوضع عن طريق فعاليات المجلس بجهودهم الشخصية المتكافئة.

تحتوي جويا على أكثر من عين لكل منها قصة خاصة أدت إلى تسميتها مثل عين الدروز، عين الحاوي، عين الجديدة، عين الفوقا، عين تغليد…، بالإضافة إلى وجود مقام لولي يدعونه “الصيّاح” يقصده سكان المنطقة لوفاء الندر، والذي يشيّد حوله الآن مجمعاً ضخماً يحتوي على مسجد وحسينية وغيرها بكلفة عالية جداً.

هذا وتشتهر المنطقة بوجود مساكن شعبية للفقراء، فالسيد جواد رضا هو أول من قام بهذه الخطوة وتبعه متبرعون كُثر لتقديم الخير وإيواء 400 عائلة دون مقابل.

ومن وجهاء المنطقة، إلتقينا فضيلة الشيخ علي نور الدين الذي عاش الحلو والمر، السلام والحرب، لكنه لم ييأس يوماً وصمد لتحقيق أحلامه في وجه المعوقات والتنقل الذي لاحقه من فلسطين جنة الخيرات إلى لبنان ثمّ العراق الذي وصله بخدمة من السيد عبد الحسين شرف الدين بعد أن سهّل له أمور سفره في وقت مُنع فيه السفر لغير التجار، وهناك أكمل تعليمه وتنقل من مدرسة دينية إلى أخرى، وعاد إلى جويا عالماً بعد جدّه الشيخ حسين نور الدين، فجدّه في السابق قام بحماية برج قلواي من الدمار في عهد الاحتلال الفرنسي وذلك بحمل العلم الفرنسي بعد قول فرنسا بعدم قصف أي شيء يحمل العلم الفرنسي، وهكذا منع دمار المنطقة.

أمّا سكان المنطقة فيرون في جويا البلدة الأم الطيبة والمسالمة بسكانها، فهي بلد الخير والعطاء حيث الألفة والمحبة لذلك هم متمسكين بها رغم الاغتراب الكثير فيها، والبعض منهم من سكان المدينة لكن الأرض تشدهم بحنانها ليقضوا نهاية الأسبوع بين أهلهم وأقاربهم.

وفي الحديث مع السيد هاني سعد مسؤول وعضو في نادي جويا الثقافي الاجتماعي والرياضي، يلفت فيها إلى الدور الإيجابي الذي يلعبه النادي للإرتقاء بالبلدة، إذ يؤكد على أنه الرابط بين المقيم والمغترب ويتحدث عن الإنجازات والمقتطفات التي قام بها النادي وميّزته عن غيره من مجلة جويا التي أصدرها في فترة من الفترات، ومدرسة محو الأمية والمهرجانات المتتالية كل سنة والتي كان يحضرها الجميع وأغلبهم مجاناً حيث يتم التنسيق وتغطية العمل قبل القيام به كي يتناسب مع أوضاع الجميع.

ويشير إلى ترميم النادي السنة الماضية ب 240 ألف دولار أمريكي من أجل جعله الأفضل في مواصفاته ومضمونه، واليوم يسعى إلى أن تلعب فرق دولية على هذه الأرض وقريباً جداً، عدا عن القيام بنشاطات عدة مثل الالتفات إلى موضوع المخدرات وإعطاء المحاضرات ومعالجة المدمنين مجاناً، وسرطان الثدي الذي يلقى الانتباه أيضاً وغيرها من النشاطات التي نسعى إلى إفادة كل منزل منها وذلك بالتكامل والتعاون مع البلدية فالمجلس البلدي متفهم لأهمية الأندية في المجتمعات.

غادرنا جويا تلك القرية المدينة، ونحن نشعر أنها بحاجة إلى حلقات للكتابة عن تاريخها وقصص أهلها، إلا أن موعداً آخر ضرب لنا مع قرية من قرى عاملة لنكمل التسبيح بسبحة جبل عامل الأشمّ..

Leave A Reply