الأحد, نوفمبر 3

الغارة الصوتية والسنوار والمفاوضات

أصداء عمليتي خرق جدار الصوت فوق بيروت، لم تبدِّد مشهد المأزق الإسرائيلي المتفاقم، بسبب مغامرات نتنياهو في التصعيد، الذي إستهدف رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر القائد العسكري الأول في حزب الله. فضلاً عن إصراره على رفض وقف النار في غزة، ولو أدّى ذلك إلى خسارة كل الرهائن الموجودين لدى حماس.

توقيت الغارة الصوتية على بيروت قبل دقائق من خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، مناورة متعمدة في الحرب النفسية، للضغط ليس على حزب الله وحسب، بل إرهاب كل اللبنانيين، وخاصة بيئة الحزب، وذلك من باب إستباق الرد المنتظر على إغتيال شكر في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الثلاثاء الماضي.

ومع ذلك لا بدَّ من إعتبار هذه الغارة خطوة إستفزازية جديدة في مسار التصعيد المستمر، الذي يعتمده نتنياهو لفتح جبهة الشمال، وصولاً إلى الحرب الشاملة مع إيران وفصائل الممانعة، وتوريط الإدارة الأميركية الغارقة في التنافس الإنتخابي الرئاسي في مواجهة مباشرة ضد إيران وأذرعتها العسكرية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهو الهدف الذي كان يعمل له نتنياهو قبل حرب غزة، وقام بأكثر من زيارة إلى واشنطن منذ ولاية ترامب الأولى، لإقناع صُنَّاع القرار في الإدارة الأميركية بتوجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني.

تكتيك الإنتظار الثقيل الذي إعتمدته طهران، أتاح المجال لحركة ديبلوماسية ناشطة قادتها الولايات المتحدة في خطوط التواصل «الخلفية» مع الإيرانيين، لإبقاء الرد على إغتيال إسماعيل هنية في طهران خاطفاً ومحدوداً، وفي إطار مُخفف، ولا يشكل ذريعة لنتنياهو، لتنفيذ مخطط التوريط لواشنطن ودول المنطقة في حرب شاملة ومدمرة، تُغطي على فشله في غزة، وتساعده على البقاء في السلطة، والهروب من المحاسبة السياسية والقضائية على فشله. كما أن تأخير الحزب لضربته من لبنان أشاع أجواء من القلق والرعب في الشارع الإسرائيلي، وأربك الحركة الإقتصادية إلى حد كبير، حسبما يتردد في وسائل الإعلام الاسرائيلي.

أما حماس فقد ردّت على جريمة إغتيال رئيس المكتب السياسي بإنتخاب السنوار خلفاً له، وهي خطوة تعد تحديًا كبيراً لنتنياهو ومناوراته الخبيثة في تمديد الحرب، وإعتماد أسلوب الإغتيالات، وعرقلة مفاوضات الهدنة.

السنوار خلفاً لهنية، الذي كان يقود المفاوضات في الدوحة والقاهرة، يعني عملياً أن الطرف المفاوض عن حماس موجود في غزة، والقرار بيد المقاومين في غزة وليس في أي مكان آخر.

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply