بري حاضر للدعوة لجلسة انتخابيّة عندما يوافق الآخرون على التشاور

يكشف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم عن نيات “إسرائيلية” لتوسيع الحرب على لبنان، معتبراً أنه “ومع كل الحكمة التي تتعاطى بها المقاومة بتقديرها للظروف مع البقاء على كل ما يمكن أن يحمي البلد، والكل يشهد على العقلانية التي تعمل على أساسها المقاومة في مواجهتها لعدو متفلت من كل الضوابط، لأنه في ضوء عدوان إسرائيلي محتمل، لا نستطيع أن ندير ظهرنا للعدو الذي يخشى ما نملكه من قوة”. ويؤكد لـ “الديار” أن “كل الحراك الدولي في لبنان، يهدف إلى إعداد الظروف فقط من أجل إعادة المستوطنين، وهي المهمة التي حملها الموفدون في كل زياراتهم إلى بيروت، علماً أن لبنان ردّ على أكثرية هؤلاء بأن وقف الحرب في غزة، هو البداية والمبتدأ والخبر، لأن أساس اللااستقرار هو الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني منذ 75 إلى اليوم، فالمنطقة ستبقى في حالة غليان إن لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه”.

وبالتالي، يجد إن “نتنياهو يحاول تصدير أزمته للخارج وقد تفيده عملية توسعة الحرب سواء على غزة أو باتجاه لبنان أو حتى على الإقليم لأن هذا يطيل من عمر حكومته، حتى أنه داخل الكيان، بدأ البعض يشعر بخطورة ما يجري وبأن الحرب لم تصل إلى نتيجة والبعض في المجتمع الدولي قد بدّل موقفه وبدأ يدين جرائم هذا الكيان في غزة وضد الشعب الفلسطيني”.

وعن احتمالات اتساع رقعة الحرب في الجنوب، يرى أنها “تزداد ما دام أننا ما زلنا أمام عدو متهور، ولذلك حتى اللحظة تبدو كل الخيارات واردة، لأن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية لم تمارس الضغط اللازم من أجل وقف العدوان في غزة، ولو حصل ذلك كان من المفترض أن نصل إلى وقف هذه الإبادة في غزة”.

وحول ما يُحكى عن ضغط أميركي لضبط الوضع، يقول أنه “إذا كان من ضغط أميركي كما يحاول البعض أن يصور فهو ليس على مستوى ما يجري من عدوان، بل يهدف فقط لحفظ ماء وجه الإدارة الأميركية التي تستعد لانتحابات جديدة، كي لا تخسر الصوت العربي، ولكن عليها اتخاذ موقف حازم لوقف النار في غزة، وأمّا بالنسبة لجنوب لبنان، فواشنطن ترى المشهد من منظار واحد وبعين واحدة ومن خلال المصالح الإسرائيلية لا أكثر ولا أقل، ولا تريد التطلع إلى مصلحة لبنان الذي يرى أن هناك فرصة اليوم لإنهاء كل هذه التوتر بدءًا من الإنسحاب من كل الأراضي المحتلة، لأنه عندئذ يتمّ البحث في الاستقرار الدائم وكيفية الوصول إليه في الجنوب”.

وحول الاقتراح الأميركي للتهدئة، يجيب ” بأنه بعد اتصالات أجراها آموس هوكستين وأطراف لبنانية، وجه رسائل إلى بعض المسؤولين، بأنه مستمر في المساعي وتمّ وتسريب بعض الأفكار، يبدو أنه لم يصل إلى نتيجة نهائية في زيارته الى الكيان، لأنه إذا كانت لديه أفكار وهو قادر على تسويقها لدى الإسرائيليين، من الممكن أن تكون خطوات بشكلٍ أو بآخر، وخصوصاً أن هوكستين يعلم أنه إن لم يتمّ وقف الحرب في غزة، فإن التوتر لن تطوى صفحته في الجنوب بشكل نهائي وسيبقى التوتر في كل المنطقة”.

وحول تراجع الملف الرئاسي، يجزم بأنه “لم يتراجع بل الجهود متواصلة من أجل الوصول إلى تقريب وجهات النظر في مقاربة الإستحقاق الرئاسي، بعدما دخلنا إلى مرحلة متقدمة من الشغور، وبات واجباً على كل الفرقاء، القناعة بأن تقريب وجهات النظر وتجاوز الشغور هو مصلحة وضرورة، وإذا كان لدى الرئيس نبيه بري النيّة للدعوة إلى جلسة انتخابية، فيجب أن تكون مستندة إلى رؤية تفسح المجال أمام انتخاب رئيس وليس الذهاب إلى جلسة انتخابية لمجرد الدعوة وإلا ستكون مشابهة للجلسات السابقة مع العلم أنه في الجلسة الأخير حصل تقدم على مستوى التقاطع لدى كل فريق وكانت محاولة وجرت الجلسة، وعندما ثبت أنها لم تصل لنتائج تمّ التريث لبحث كيفية مقاربة الأمور من زاوية مشتركة، فنحن اليوم في ظرف استثنائي والظرف الاستثنائي يستدعي معالجة بطريقة استثنائية، واقتناع الجميع بأننا محكومون بالتوافق والتجارب وتجاوز أزماتنا بالتفاهم والتقارب والتشاور والحوار وهو منطق دائم يجب أن يكون بين اللبنانيين لأن تركيبة لبنان تحتم ذلك”.

وعن احتمال العودة إلى مشاورات في هذا المجال، يقول إنه “عندما يرى الرئيس بري أن الآخرون سيوافقون على التشاور حول الملف الرئاسي، فهو يعرف موقعه ودوره وما تتطلبه المصلحة الوطنية، فالموضوع ليس فقط شعاراً بل يجب الاستناد إلى إمكانية ضمناً لانتخاب رئيس الجمهورية، والتواصل والتشاور والدعوة وارد في أي لحظة، والرئيس بري في بحثٍ دائم في كيفية الخروج من مأزق الشغور الرئاسي ويبحث في بعض الأفكار، إنما ما من مبادرة محددة، وعندما يرى الظرف مؤاتياً سيكون حاضراً في أي لحظة، فالظروف هي التي تحكم واليوم نحن بظرف يتعرض فيه لبنان لخطر كبير، ما يستدعي التنازل والتفتيش عن كل ما هو مشترك”.

وعن زيارة الرئيس سعد الحريري ولقائه مع بري، يؤكد هاشم على أهمية “الدينامية السياسية في الظرف الحالي، فالحريري تحدث ووجه رسائل متعددة الإتجاهات، والتواصل بين اللبنانيين مفيد وإيجابي دائماً، والعلاقة التي تجمع بين بري والحريرين تعود إلى زمن استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وموقفه واضح مع وصول الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة منذ تلك الفترة، بان لبنان يحتاج إلى جهود كل الأطراف، ومن هذا المنطلق كانت رؤيته حول عودة الحريري وأهمية وجوده في الحياة السياسية في ظل الظروف التي يعيشها البلد، لكن الحريري قال: كل شي بوقته حلو، بمعنى أن الظروف هي التي تحكم توقيت العودة”.

هيام عيد – الديار

Leave A Reply