إسرائيل تغتال الإنسانية في غزة… و”العار” الدولي يغطّي الجريمة

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: مجزرة وحشية جديدة بمستوى الإبادة الجماعية ارتكبها العدو الإسرائيلي، تضاف إلى سجله الإجرامي، تمثلت بقصف مستشفى المعمداني في قطاع غزّة حيث اغتالت صواريخ الاحتلال “الإنسانية”، فاستشهد ما يزيد عن 800 شخص أمام أنظار المجتمع الدولي “الأعور” الذي ينظر باستنسابية للصراع الحاصل، وفي ظل “صمت العار” الذي تعيشه عواصم العالم الحرّ، كما تدّعي.

وباستثناء بعض المواقف الدولية القليلة التي صدرت وندّدت بالجريمة الموصوفة، فإن عواصم القرار في العالم لم تُحرّك سكاناً، في حين أنها مدعوة للضغط على العدو الإسرائيلي وحلفائه، وبشكل خاص الولايات المتحدة، من أجل وقف هذه الجرائم المتكرّرة بحق المدنيين في غزّة.

وقد علّق الحزب التقدمي الإشتراكي عبر مفوضية الإعلام على المشهد المروّع في غزة بالقول إن “جرائم إسرائيل تفضح وحشيتها المدعومة بغطاءٍ دولي شريك في الإجرام”، مؤكداً أن “الاعتداء الآثم على المستشفى المعمداني في غزة جريمة حرب موصوفة، وفوق كل ذلك ثمّة من يريد تجريم الضحية. كل الرحمة لشهداء فلسطين، والإدانة للصمت الدولي المتواطئ، وكل الإدانة لدولة الإرهاب- إسرائيل- التي توقّع اسمها بدماء أبناء غزة”.

وعلى إثر هذه المجزرة التي حصلت، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس مغادرته الأردن بعدما كان من المفترض أن يعقد قمّة مع العاهل الأدرني الملك عبدالله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزور الأراضي المحتلة غداً ويُشارك في اجتماع لحكومة الاحتلال.

لبنان كان شهد قبيل مجرزة غزة امس حركة ديبلوماسية لافتة تُسابق قرع طبول الحرب التي ترتفع أصواتها في الجنوب، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة عند الحدود مع فلسطين المحتلّة، رفعت من منسوب الحماوة عند الجبهة، هذا في وقت كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يعقد اللقاءات والاتصالات الديبلوماسية مُحاولاً تنجيب لبنان الحرب.

وفي تفاصيل اليوم الجنوبي الدامي، أعلن “حزب الله” استشهاد خمسة من عناصره في قصف إسرائيلي، في حين كشف الصليب الأحمر أن فرقه توجّهت لنقل جثث أربعة أشخاص، يُرجّح أنهم فلسطينيون حاولوا القيام بعملية تسلّل فاغتالتهم إسرائيل، في حين نُقلت معلومات عن تسجيل إصابات في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي نتيجة قصف الحزب مواقع في فلسطين المحتلة.

وفي سياق الاتصالات المحلية، زار الرئيس وليد جنبلاط امس برفقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، الرئيس ميقاتي، مشدداً بعد اللقاء على الجهود المتواصلة لتجنيب لبنان الحرب، آملاً ألا يُستدرج لبنان إلى الحرب، داعياً لترميم الجبهة الداخلية، حيث البعض يبدو وكأنه في غير عالم.

ومما تبدت عليه ساعات الليل بعد مجزرة المستشفى المعمداني في غزة حيث خرج الالاف في شوارع المناطق اللبنانية وفي مدن العالم منددين بوحشية إسرائيل، تبدو فصول التصعيد في المنطقة أكثر ضراوة بفعل المجزرة الإسرائيلية التي فتحت حمام دماء، وهو ما ينذر بأقصى درجات التصعيد اذا ما لم يتحرك ما تبقى من ضمير انساني في العالم لوقف الجرائم الإسرائيلية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه، وإلّا فالحرب قائمة.

Leave A Reply