بعد هجماته الشرسة في سوريا.. مخاوف من عودة ″داعش″ الى لبنان!

لاشك في أن لبنان اليوم ونظراً للظروف القاتمة التي يمر بها، يُعتبر ارضا خصبة لتحركات التنظيمات الارهابية وعلى رأسهم ″داعش″ التي وبشكل مفاجئ إستفاقت من سباتها وعادت الى شن الهجمات العنيفة في سوريا.

بعيداً عن تفاصيل الهجوم الشرس الذي نفذه التنظيم في دير الزور على حافلة مبيت للجيش السوري وتسبب بقتل وجرح العشرات وما تبعه من استهدافات للجيش السوري، فإن عودة “داعش” الى الساحة بقوة بعد دحره في العام 2019، شكل ارباكاً للبنانيين الذين بدأوا يطرحون مخاوفهم من امكانية عودة “داعش” الى التحرك في لبنان.

لا يمكن التغاضي عن ان ″داعش″ موجود في لبنان، وقد ظهر ذلك من خلال التوقيفات التي قامت بها القوى الامنية مؤخراً لعدد من الاشخاص الذين يدعمون افكاره ويتولون تجنيد أشخاص لمصلحته.

وفي السياق نفسه، لا يمكن التغاضي عن فلتان الحدود اللبنانية ـ السورية حيث توجد العديد من المعابر غير الشرعية في الشمال وتحديداً في وادي خالد العكارية والبقاع حيث يستخدمها “مهربو البشر” ويُدخلون ما لا يقل عن 200 سوريا يوميا، وفي حال أرادت التنظيمات الارهابية استخدامها لا يمكن ردعها، خصوصا أنه يصعب على الجيش اللبناني السيطرة عليها بكاملها نظرا لوعورتها وحاجتها الى عدد كبير جدا من العناصر والآليات والمعدات لا يمكن توفيرها اليوم في ظل الانهيار الحاصل، لذلك لا يمكن الجزم بأنه لم يتم دخول عناصر إرهابية مدربة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي قد يعيد خطر الخلايا النائمة.

تقول مصادر مطلعة على التحركات الارهابية في سوريا: من المعروف ان “داعش” اليوم موجود في منطقتين رئيستين في سوريا، الأولى في الجهة الجنوبية من محافظة الحسكة التي تنتهي حتى ريف الباغوز من جهة ريف دير الزور الشرقي. والأكثر انتشاراً في غرب الفرات على الحدود العراقية وهي بعيدة عن لبنان وفي حال اراد الارهابيون العبور اليه فعليهم ان يتخطوا الكثير من الحواجز الأمنية المختلفة.

وتربط هذه المصادر الهجمات الاخيرة لـ”داعش” بتعيين أمير جديد للتنظيم، هو أبو حفص الهاشمي القرشي خلفاً للحسيني القرشي الذي قتل في اشتباكات شمال غربي سوريا، حيث عمد الى إجراء تغيير كبير بالقيادات العسكرية والامنية للتنظيم ما يشير الى نهج جديد على الارض سيتّبعه “داعش” لجهة تكثيف هجماته الارهابيه.

وتختم المصادر: يبدو ان عواصم القرار الدولي لا تريد انزلاق لبنان الى مستنقع الارهاب حتى الآن، وهي تعمل بجدّ لتجنيبه حربا قد تأخذ البلد الى المجهول كما هو حاصل في كثير من البلدان التي مزقها الارهاب ولكن السؤال الابرز هو، الى متى سيصمد هذا القرار؟!..

 أحمد الحسن – سفير الشمال

Leave A Reply