‎المقاومة مشروعٌ وطنيّ كرّس عيدَ التحرير

‎كتب الاعلامي قاسم صالح صفا –

‎فجرُ يوم جديد امتدّ بياضُه الناصع الى الجنوب والوطن، وأزال عتمة الاحتلال الاسود منذ العام ١٩٧٨ وحتى التحرير عام ٢٠٠٠ م

‎شمسٌ أشرقت من الجنوب تحمل معها نكهة العزّ والكرامةِ والإباء وترسل الى كل الوطن دفء التّحرير من صقيعِ الاحتلال القارس .

‎أزهاره وعصافيره تفوح وتشدو ترحب بالمقاومة والاهالي الذين تدفقوا منذ الفجر وكأنهم على موعد في ساحات القرى والبلدات، وهنالك عقدت أعراسُ النّصر والتحرير، ونثر الورد والرز وتقلّدت الأعناقُ عقودَ الاقحوان والوزال.

‎هنا مركز عسكري لجيش العميل «انطوان لحد» قد هرب جنوده وتركوا العتاد والسلاح، وهناك قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال الصهيوني فيها آلياتٌ دون جنود، لقد هربوا جميعا وتحوّلت تلك المواقع إلى العاب ومراكز لهو للرجال والنساء والاطفال يلتقطون معها الصور التذكارية احتفالا بالانتصار.

‎وهناك رجال المقاومة يغنمون الاسلحة والعتاد ويحذّرون الأهالي من الألغام التي زرعتها أحقاد الأعداء في تراب الوطن الغالي.

‎دخل الناس إلى المناطق المحررة ولكن هذه المرة دون تحقيق أو تفتيش أو اعتقال يرفعون رايات المقاومة وعلم البلاد، دخلوا الى ساحاتها ومساجدها ومنازلها، عفروا جباههم بترابها، ونسمات الهواء تلفح وجوه الصّبايا من أخوات ورفاق «سناء محيدلي وعايدة نصرالله» .

‎مشاهدُ مثيرة ٌ وكثيرة من مشاهد العز والإباء رُسمت على جبين ذلك اليوم الذي بات عيدا للتحرير والمقاومة وكرّس مشروعية المقاومة في مواجهة العدوّ الصّهيوني وأقفل كلّ الأبواب على المتآمرين والمشككين في قوة المقاومة وشأنها في عملية الدفاع عن الوطن.

‎إن المقاومة ضدّ الاحتلال الصّهيوني بأطيافها كافة باتت مشروعا وطنيا ملزما لكل القوى السياسية اللبنانية، وبات الوجود الإسرائيلي على ما تبقى من أراض لبنانية احتلال يجب تحريره.

‎انما المشهد الاروع الذي شكل لوحة تاريخية تحاكي المقاومة في لبنان مع المقاومة في فلسطين هي وقوف الناس على الخط الازرق ولا يفصلهم عن فلسطين سوي بضع السنتيمترات وهذا الامر اسقط حواجز نفسية كثيرة كان قد صنعها الصهاينة بوسائلهم الدعائية .

‎مما لا شك فيه يحل على لبنان عيد المقاومة والتحرير ونحن نعيش حربا جديدة من حروب الازمات المصطنعة التي لا تحمل هذه المرة بندقية او مدفعا بل سلاحها اقوى وامضى وهو ازمات اقتصادية واجتماعية وانسانية لا تستهدف نصاعة هذا العيد وما يحمله من مقدسات بل يستهدف كل الانجازات ومحاولة العودة بالوطن الى العصر الاسرائيلي.

‎في هذا اليوم المجيد عيد التحرير والمقاومة ننثر كل الوان الطيف وشقائق النعمان والف الف وردة على ضريح كل شهيد وقبلة انسانية على جبين كل جريح ومصافحة كل مجاهد ومناضل .

‎كل عام وانتم بخير

‎في ٢٥/٥/٢٠٢٣

Leave A Reply