خبز وملح بين البخاري وفرنجيه.. هل إقترب الحسم؟

غسان ريفي – سفير الشمال

نزل اللقاء بين السفير السعودي وليد البخاري ورئيس تيار المرده سليمان فرنجيه والاجواء الايجابية التي تسربت منه كالصاعقة على معارضي فرنجيه، خصوصا انه “لم يكن على البال أو على الخاطر” وقد ساهم في تسريع مسار الملف الرئاسي، بفعل إصرار السعودية على إتمام الاستحقاق في أسرع وقت ممكن ورفضها التعطيل من أي جهة أو فريق اتى، بل هي توجه رسائل مبطنة بضرورة مواجهة فرنجيه في مجلس النواب أو إيجاد تسوية معه، لأن الفراغ سيكون له تداعيات كارثية بما في ذلك فرض عقوبات على من يثبت تورطه بالتعطيل.

سُجّل حول اللقاء بين البخاري وفرنجيه سلسلة ملاحظات أبرزها:

أولا: أن فرنجيه لم يزر السفارة السعودية كمرشح لرئاسة الجمهورية ليطلب دعما او ليتبلغ رفضا كما حاول خصومه الترويج، فهو لم يعلن ترشيحه حتى الساعة، وقد لبى دعوة شخصية على فطور صباحي من السفير البخاري في منزله في اليرزة تخلله بحث في مواضيع الساعة.

ثانيا: ما حصل بين البخاري وفرنجيه كان لقاء خبز وملح ومن يعرف السعودية تحديدا ودول الخليج يدرك ماذا يعني الخبز والملح عندهم.

ثالثا: ترجم اللقاء العديد من مواقف ورسائل السفير البخاري بأن السعودية ليس لديها فيتو على أي مرشح ومن بينهم فرنجيه الذي بات يعتبره كثيرون في الداخل والخارج مرشح التسوية ورجل التقاطعات الايجابية التي تشهدها المنطقة وتتطور يوما بعد يوم.

رابعا: سحب اللقاء من خصوم فرنجيه ذرائع اساسية كانوا يتلطون خلفها، وفي مقدمها “اننا لا نقبل بمرشح يُغضب السعودية فتدير ظهرها بشكل كامل للبنان”.

خامسا: بدا واضحا ان وجهات النظر في اللقاء كانت متطابقة خصوصا أن الرجلين غردا بنفس الروحية الايجابية لجهة ان اللقاء كان وديا وممتازا.

سادسا: شكل اللقاء الاشارة الايجابية الثانية من السعودية تجاه فرنجيه بعد منتدى الطائف الذي استُقبل فيه فرنجيه استقبال الرؤساء وجلس في الصف الاول بينما جلس معارضوه في الصفوف الخلفية.

سابعا: أعطى اللقاء إشارات إيجابية لعدد كبير من النواب السنة وغيرهم ممن كانوا ينتظرون الضوء الاخضر السعودي حيث تشير المعلومات الى ان إجتماعات بدأت تُعقد في أكثر من مكان بهدف تجميع الاصوات لفرنجيه وكيفية الوصول الى الرقم المطلوب للفوز.

ثامنا: إمكانية ان يُمهد اللقاء بين البخاري وفرنجيه لقيام الاول بزيارة الثاني في بنشعي، ولقيام الثاني بعد ذلك بزيارة المملكة العربية السعودية بناء على دعوة من قيادتها بعد القمة العربية.

تاسعا: اعطى اللقاء إشارة واضحة الى ان حسم ملف الرئاسة بات قريبا وان مسرح المواجهة سيكون مجلس النواب بين مرشحيّن على الأقل، وليتحمل من يلجأ الى تعطيل النصاب المسؤولية الوطنية وتبعات الغضب الدولي والاقليمي.

تشير المعلومات الى أن لقاء البخاري فرنجيه إتسم بصراحة متناهية، حيث أكد الاول أن السعودية لا تضع فيتو عليه، بينما شدد الثاني على إعتماده سياسية اليد الممدودة مع الجميع، وانه لن يكون مرشح تحدٍ لا للداخل ولا للخارج!..

Leave A Reply