بُشرى أميركية للبنانيين: تحمّلوا مزيداً من الآلام والضغوط!

احمد زين الدين – اللواء

87 يوما على الشغور الرئاسي في لبنان، الذي يعيش كل أنواع الازمات، من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر بإنجاز هذا الاستحقاق قريبا، وبينما لم تسفر الجلسات الانتخابية الـ11 عن أي نتيجة، تستمر الحكومة الميقاتية الثالثة التي تعتبر مستقيلة منذ بدء ولاية مجلس نواب 2022 في 22 أيار الفائت في مهام تصريف الأعمال، في وقت يواصل الدولار الاعيبه وتحليقه، مترافقا مع ارتفاع في الأسعار وتدهور حياة الناس الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية، فيتواصل الشغور الرئاسي ويستمر عداد فراغ الكرسي الأولى بالتصاعد، بانتظار إشارة مرور خارجية، عبر توافق دولي، وإقليمي وتحديدا عربي كان يطلق عليه «الوحي» الذي يحوّله النواب في صندوقة الاقتراع باسم الرئيس العتيد.

بأي حال، فإن «كلمة السر» الحاسمة بشأن الانتخابات الرئاسية لم تصدر بعد، ليحوّلها نواب «الأمة» الى حقيقة في صندوقة الاقتراع الزجاجية، وبالتالي سيتواصل عداد أيام الشغور في الكرسي الأولى بالتصاعد «حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا»، فيما تتواصل معه مرارات اللبنانيين التي باتت تطال كل تفاصيل حياتهم اليومية، وخصوصا الصحية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية والدوائية والغذائية، إضافة الى النور وحركة النقل، في وقت تأتينا الـ«بشرى» الأميركية لتحمّل المزيد من المشقات والآلام.

في 4 تشرين الثاني 2022، أي بعد أربعة أيام من بدء رحلة الشغور الرئاسي في قصر بعبدا، اعتبرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، أنّ «الوضع في ​لبنان​ قد يزداد سوءاً، مع فراغ غير مسبوق في السلطة».

وقالت ليف في حديث رداً على سؤال عن حديث سابق لها عن انهيار الدولة في لبنان: «منذ تولّي إدارة بايدن الحكم شاهدت الإدارة الأميركية تعاقب الأزمات التي صادفت لبنان»، مشيرةً إلى أن «هذه الأزمات لا تهدد الإقتصاد فقط، بل تنذر بانهيار الدولة مجتمعياً».

وفي 7 تشرين الثاني الفائت بشّرتنا باربارا ليف ان «لبنان مفتوح على كل السيناريوهات، بما فيها تفكك كامل للدولة، وأن اللبنانيين سيضطرون على الأرجح الى تحمّل المزيد من الألم قبل تشكيل حكومة جديدة، ونحن أيضا نضغط بشكل مباشر على القادة السياسيين هناك لإنجاز عملهم، لكن لا يوجد مثيل مثل الضغط الشعبي، وعاجلا أو آجلا سبنفجر الوضع من جديد، وهذا النوع من الضغط هو الأسوأ، الذي قد يواجهه السياسيون».

وجاء كلام ليف بعد مرور أيامٍ قليلة على تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجيّة الأميركية نيد برايس، الذي دعا البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديدٍ بأسرع وقتٍ مُمكن.

وأكد برايس أن «لبنان بحاجة إلى الحكومة التي يمكنها بسرعة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشدّة والتي طال انتظارها»، داعياً «قادة لبنان إلى اختيار رئيس على استعداد لوضع مصالح البلد أولاً وقادر على تنفيذ تلك الإصلاحات التي طال انتظارها».

وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية السابق والسفير الأسبق في لبنان ديفيد هيل قد بشّر اللبنانيين في 26 أيار 2022 أنه «كلّ 6 سنوات يتبيّن وجود أزمة بشأن الرئاسة وهذه إحدى الحقائق الهيكليّة حول الحياة في لبنان والخيارات محدودة حالياً أمام اللبنانيين ومن الصعب جداً بالنسبة إليهم اختيار المرشّحين».

فهل دخل اللبنانيون في المطب للانزلاق نحو الأسوأ لنتابع، مسلسل قطع الطرقات، وهوس الارتفاع الجنوني للدولار في سوق سوداء لا تعرف عطلا ولا أعياد ولا فرصا، والاعتصام النيابي المحدود، والواقع القضائي، وهلم جرّا…

Leave A Reply