هل تأخذ المسرحية الرئاسية المملة فترة استراحة؟!

غسان ريفي – سفير الشمال

لن يتبدل المشهد الرئاسي في الفصل الثامن من مسرحية الانتخابات في مجلس النواب اليوم، حيث تسيطر الرتابة التي لن يكسرها صوت بالزائد او آخر بالناقص للنائب ميشال معوض او الورقة البيضاء او غير ذلك من الشعارات والاسماء.

ملّ اللبنانيون هذه المسرحية التي تكرر نفسها من وصول النواب، الى دخول الرئيس نبيه بري وتلاوة الاسماء والمواد الدستورية، ثم التفتيش عن نقطة خلافية تشعل السجال وتعمق الخلاف، فالمناداة على النواب للانتخاب، وفرز الاصوات من دون نتيجة ايجابية حيث يتأرجح معوض في الاربعين من الاصوات، والورقة البيضاء في الخمسين من الاصوات، فإعلان رفع الجلسة الثانية لفقدان النصاب، ليبدأ التنافس بين النواب في المزايدات والاتهامات وتحميل مسؤوليات التعطيل وابقاء الشغور الرئاسي.

من الواضح ان لبنان لم يصل بعد الى سن الرشد، فبالرغم من كل المعاناة والازمات والمآسي تستمر القوى السياسية في التخلي عن مسؤولياتها، ما يؤكد ان البلد ما يزال يحتاج الى قرار من خارج الحدود لاتمام الاستحقاق الرئاسي.

كل التيارات السياسية تدّعي انها تريد رئيسا من صناعة لبنانية، وفي الوقت نفسه تستحضر الخارج للاستقواء به على بعضها البعض كونها اعجز من ان تتخذ اي قرار بهذا الشأن، في وقت ما يزال فيه هذا الخارج منشغلا بأزماته ولا يعطي لبنان سوى التصريحات والشعارات، او بعض الايحاءات التي لا تسمن ولا تغني من انتخاب، خصوصا بعدما حصل عما يريد منه على صعيد ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي.

كل ذلك، يؤكد ان الافق الرئاسي ما يزال مقفلا بالكامل، وان البلاد تسير بخطى ثابتة نحو مأزق حقيقي معطوف على منطقة تعود الى الاشتعال مجددا، ووضع اجتماعي ومالي داخلي يسير نحو مزيد من الانهيار، الامر الذي يضع البلاد والعباد أمام سلسلة من التحديات قد تفتح الباب امام فوضى عارمة تترجم فيما بعد بتوترات أمنية، وصولا الى تهديد مباشر للكيان اللبناني.

تقفل الجلسة النيابية اليوم على لا رئيس، فهل سيدعو الرئيس بري الى جلسة تاسعة؟، أم أن المسرحية الرئاسية المملة ستأخذ فترة استراحة الى حين وصول الممثلين الى سيناريو واقعي وإخراج يصل بلبنان الى الخاتمة السعيدة؟!.

Leave A Reply