رغم مخاطر “كورونا” … لم يمنع الهنود الاحتفال بـ «هولي»

لم تمنع كورونا وزيادة معدلات الإصابة بصورة غير مسبوقة الهنود من الاحتفال بمهرجان هولي، أو مهرجان الحب والألوان.

وذكرت صحيفة ديلي ميل أن الهنود خرجوا بأعداد كبيرة إلى الشوارع للاحتفال بمهرجان هولي بالرقص والغناء والمرح والتلطيخ بالألوان رغم أن عدد الإصابات بفيروس كورونا وصل إلى 60 ألف حالة في يوم واحد.

كل هذا لم يمنع الأهالي في كالكوتا عاصمة ولاية ويست بنجال من الاحتفال بمهرجان هولي الهندوسي التاريخي الذي يحتفي بالحب بين رادها وكريشنا.

الاحتفال الذي يسمى مهرجان الألوان أو مهرجان الربيع يرمز أيضاً إلى الاحتفاء بانتصار الخير على الشر، ونهاية فصل الشتاء وقدوم فصل الربيع، حيث يستطيعون الالتقاء بصورة أكبر مع أحبائهم في ظل اعتدال الأجواء، إلى جانب تصفية الأجواء وجبر القلوب المكسورة.

يستمر المهرجان لمدة ليلة ويوم واحد، يحاول فيه المشاركون تدمير شرهم الداخلي واستعادة الصفاء النفسي وتناسي الضغائن والمشاحنات عبر سلسلة من الطقوس تراوح بين الشعبية والدينية.

وبعد الدعوات والابتهالات والصلوات، بدأت عملية طلاء الشوارع بالألوان، وغمر الآخرين بالألوان والمياه، بحيث يصبح أي متواجد في الشارع هدفاً للتلطيخ بالألوان والمياه من الجميع، كبيراً كان أم صغيراً تحت شعار «الزعل مرفوع»!

ويمكن استخدام مكونات طبيعية لإنتاج الألوان مثل الشمندر والتوت والكركم، حيث يشارك الأصدقاء وأفراد الأسرة وحتى الخصوم في احتفالية الألوان حيث يضحكون ويرقصون ويغنون ويتشاركون الطعام والشراب، ويتقاذفون بالطلاء على كل لون، مع تعهد بالصفح والغفران ونسيان الإساءة ولو إلى حين.

والمستفيد الأكبر من طقوس ذلك الاحتفال هي المغاسل ومحلات «اللوندري» التي يتضاعف عملها وتنهال عليها أطنان الثياب الملطخة بالألوان الطبيعية منها والصناعية.

في المقابل، تتقبل كل ربة أسرة زيادة أعباء تنظيف الثياب في المنزل بنفس راضية، فلا مجال للغضب أو الاحتجاج والمهم أن يكون الجميع سعداء وهم يبدؤون فصلاً جديداً بالتسامح والمحبة مبتهلين أن يزيد فيه الحصاد والخصوبة ويعم الخير على الجميع.

ويجسد كل لون معنى ورمزاً معيناً، فالأحمر، اللون الذي ترتديه العرائس، هو لون الحب والعاطفة والخصوبة، بينما يستخدم اللون الأزرق في تمثيل لون بشرة كريشنا والسماء والبحار.

ويرمز اللون الأصفر إلى السعادة والمعرفة والسلام، بينما يجسد اللون الأخضر بداية الربيع ونهاية فصل الشتاء.

ووفقاً للأسطورة، يعود الاحتفال بمهرجان الألوان إلى اللورد كريشنا وحبيبته رادها، عندما شك كريشنا في أنها ستحبه بجلده المائل للأزرق، فطلبت منه أمه أن يقطع الشك باليقين، ويطلي بشرته بالألوان، وسرعان ما أصبحت مزحة تلطيخ الألوان جزءاً أساسياً من احتفالات هولي.

Leave A Reply