مظلومية شعب فاسد ـ كتبت: نضال شهاب

جميع من في السلطة من أعلى الهرم لأسفله ينادي بمحاربة الفساد ومنعه عن الوطن والعباد، جميع من في السلطة يدعي العفة ويحاضر بها ويلقي اللوم على هذا وذاك…
ونسأل هنا ان لم يكن مسؤولو هذا الوطن هم الفاسدين فمن الفاسد إذن الشعب؟
ما خانك الأمين ولكنك ائتمنت الخائن
نعم الشعب هو الفاسد فكما تكونوا يولى عليكم،الشعب هو الشيطان الساكت عن حقه، الذي أوصى على حقوقه ذئاب زكاهم بمئة دولار أو أقل،الشعب المرتهن التبعي الناعق وراء كل زعيم هو الفساد الذي ترجم فساده بخنوعه وخضوعه وسكوته عن المظلوميات التي حلت عليه منذ اكثر من ثلاثة عقود،الشعب المتشرذم الهاتف لزعيمه رغم الألم والجراحات هو الفاسد،الزعيم الذي أنساه أن يطالب بحقه من خلال بحثه عن الرغيف بدلاً عن مفتاح الحل، الزعيم الذي أوصل الوطن ومن فيه الى الهاوية.
هذا ينادي بمحاربة الفساد وذاك بإستإصاله واخر يؤكد أن لا مطامع ماديه او سلطويه له… جل ما يريده هو الوقوف بوجه الفاسدين …شعارات رنانة تلامس الضمير والوجدان وتأتي بمثابة مخدر لشعبٍ أنهكه التعب ومل النحيب والسؤال، فأمعاؤه الخاويه عطلت حركة التفكير لديه،وبات مسلوب الإرادة، حتى ثورته التي راهن عليها سُلبت منه تحت عناوين المؤازرة والمشاركة والدعم…من قبل هذا الحزب أو التيار.
عجبت من قوم إذا سرق فيهم القوي تركوه واذا سرق الضعيف أقاموا الحد عليه، فبعض الثوار الذين يقطعون الطريق إحتجاجاً على فساد الساسة يفتحونها لهم ويقفلونها أمام سيارة اسعاف،احتجاجاتهم باتت كمناورات سياسية داخلية وخارجية، دخلت في الثورة كي تفسدها،فبعض قطاع الطرق ممن يدعون أنهم ثوار يتسببون بقتل الأبرياء أمثال أل نعمة في جريمة شاحنة الموت التي أودت بحياتهما في شكا ،فضلاً عن الجرحى ومنع وصول سيارات الأوكسجين لبعض المستشفيات، وتقطيع أوصال المناطق وتعطيل أرزاق الناس والإعتداء عليها…
لا شك أن من يفعل هذا ليس بثائر ضد الظلم بل مشاركٌ به ، نعم نحن مع الثورة فالكيل طفح،والجوع لم يطرق الأبواب بل دخل من دون استئذان.
لم يبق موتٌ لم يُجرب فينا ، نسينا أننا أموات وكأن الموت لم يعد يكفينا ، أنحن أمواتٌ أم ان المصائب تحيينا ، أنحن أصنام لم يبق إزميل لم يحفر حقده فينا…
الوضع أكثر من ماّساوي وعلينا أن ننتفض لنيل حقوقنا ضد المصارف، ضد التجار والإحتكار والسمسار والطائفية والغلاء،علينا أن ننتفض ضد الحكام والإستبداد… لا ضد فقير يقصد لقمة عيشة ونقطع طريقه،ليكن نزولنا الى الشارع للتنديد بالإجرام الذي ارتكبه الزعماء بحق الشعب، لنقصد قصورهم وشركاتهم ومملتكاتهم…فحقوقنا وممتلكاتنا فيها.
لثورة موجهة لا مبرمجة
لتكن ثورة للشعب وليس للشغب،ثورة مواطن ضد الظلم لا للمشاركة فيه،ثورة نضال،ثورة موجهة لا ثورة مبرمجة،ثورة ضد من سرق أموال المودعين،ضد من جعلنا نعيش كأتعس شعوب الأرض، ضد من جعلنا شعباً تتلاعب فيه كافة الشعوب،شعب تشحذ حكومته على أكتافه،تسرق قوته ويتضور جوعاً بسبب راتبه الذي لا يتعدى ال50$ولا يكفيه لثلاثة أيام بسبب غلاء الأسعار،الذل والخوف يظهر في عيني المواطن الذي لا حول ولا قوة له سوى النزول الى الشارع ليطالب بحقه من منظومة اعتادت الظلم والإستبداد ،منظومة مرتهنة للخارج ،الخارج الذي ساهم في الإنهيار ويريد إخضاعنا للعمل بإملاءاته وشروطه…
“عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهراً سيفه”،عجبت لم يرّ مظلوميته بأم العين ولا يحرك ساكناً، عجبت لمن يسير لاهثاً وراء من أوصله الى الجحيم ظناً منه أنه منزل وقديس…أنه بيً واستاذ وشيخ وحكيم وسيد ورجل دين…
فترة مصيرية نمر بها،نتمنى أن تمر بأقل خسائر ممكنة،والنصر اّتٍ ولو طال الظلام،فقد اّن الأوان لشمس الحرية أن تشرق ويبزغ نور فجرٍ جديد يحمل الأمل والتفاؤل ويمحي العتمة ويبشر بغدٍ أفضل ، غدٍ جديد واعد لا وجود فيه للسماسرة والفاسدين والمرتهنين …

Leave A Reply