كلمة في وداع معلم الأجيال الأستاذ جورج الحاج ـ رثاء رئيس مدرسة قدموس الأب جان يونس

أيها الأحباءُ،

رحلَ الحبيب جورج الحاج…في غفلةٍ من الزمنِ غادرنا بصمتٍ وسلام. رحلَ المربي والمعلمُ، رحلَ رجلُ التقوى والمحبةِ، شماسُ الخدمةِ على مذبحِ الرب، بطيبتِه رحل، بصُدقِه رحلَ، بجمالِ معشرِه وصدقه غادرنا إلى السماء.

اليومَ نقفُ لنتشاركَ العزاءَ ونستعيدَ الذكرى ونستلمَ العِبر.

– الذكرى لمؤمنٍ خدمَ كنيستَه بصلواتِه وبصوتِه وبلحنِه، فكان رجلَ الربِ يُدعى، رجلَ التقوى والإيمانِ على خطى معلمِه السماوي.

– الذكرى لمربٍ ومعلمٍ رافق مدرستَنا قدموس على مدى واحد وأربعين عامًا، لم يتعبْ ولم يستكنْ.

فكان المدرّسَ والموجهَ والأبَ والأخَ الحنونَ لكلِ من عرفه من أساتذةٍ وأهلٍ وتلامذةٍ وأصدقاء. أعطى من علمِهِ ومن حكمتِه ومن جهدِه ومن تضحيتِه الكثيرَ من الوزناتِ التي فاضت فأثمرت خيراتٍ ونجاحاتٍ وفيرةً تشهدُ عليها أجيالٌ وأجيالٌ ممن تربوا على فكرِ وعطاءِ فقيدِنا الغالي، شبابٌ وشاباتٌ من خيرةِ مجتمعِنا الجنوبي واللبناني الحبيب. أما العبرةُ فنستلمُها من أقوالٍ للأستاذ جورج الحاج، :”فالحياةُ مسيرةٌ لا بد أن تنتهيَ وأعمالُ الإنسانِ فيها تخلِّدُ ذكراه وتفتحُ له مكانًا في الملكوتِ السماوي. فلنملأْها بالحبِ والخيرِ والصداقةِ والحكمةِ ومخافةِ الله.”

أيها الحبيب جورج،

لم يمهلْك الفيروس اللعين فاختطفك باكراً من بيننا تاركاً في القلبِ غصةً وفي العينِ دمعة، وفي البالِ أنقى الذكريات..

سيفتقدك الجنوبُ كما قدموسُ كما جميعُنا الشخصيةَ المحببةَ اللطيفةَ، رجلَ الخبرةِ ومعلمَ الأجيالِ، سنفتقدُ القيمةَ الإنسانيةَ الجميلةَ، أستاذَ الحوارِ والرزانةِ، الأناقةِ والرقيِ، الاحترامِ والتقديرِ، نفتقدُ الصديقَ الصدوقِ، صاحبَ الأمانةِ والإيمانِ، وسنفتقدُ الصوتَ البهيّ المشرقَ على مدى أثير الأيامِ والأحلامِ والصلواتِ.

ويبقى عزاؤنا في الرجاءِ السماوي من ربِ العالمين، عزاؤنا في عائلةٍ كريمةٍ وأهلٍ محبينَ وتلامذةٍ وأصدقاءَ أوفياء، عزاؤُنا أن نرددَ معك ما قاله الرسولُ بولس في رسالتِه إلى كنيسةِ فيليبي: “مع المسيح ذلك أفضلُ حدًا.”

سلامٌ لروحِك مع الأبرارِ والقديسينِ.

الأب جان يونس

رئيس مدرسة قدموس

Leave A Reply