أدوية كورونا والفيتامينات مفقودة وتُباع في السوق السوداء

عزة الحاج حسن – المدن

مع تزايد أعداد الإصابات بفيروس covid 19 بشكل مُقلق، وتجاوز العدد اليومي للمصابين مستوى 5000 مُصاب، ارتفع الطلب على الأدوية والفيتامينات المساعدة لتقوية المناعة والتعافي من كورونا، خصوصاً مع تهافت المواطنين على شراء تلك الأدوية، واستخدامها تحسّباً للإصابة.

وهكذا، غابت العديد من أصناف أدوية كورونا، إذا صحت تسميتها، عن رفوف الصيدليات، في حين دخلت معظم الفيتامينات السوق السوداء، وبلغت أسعارها ما بين 4 إلى 5 أضعاف سعرها السابق. فبعض الأدوية المخفضة للحرارة والمخفّفة لآلام الجسم كالـpanadol مثلاً، وكذلك المضادات الحيوية كالـAzithromycin والـzithromax، فمفقودة بشكل شبه كلّي من الصيدليات. ويكفي المرور سريعاً على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي المخصّصة للتعاون بين مواطنين وجمعيات وناشطين، لتأمين الأدوية لمُحتاجيها، لرصد الطلب المرتفع والكبير على هذه الأدوية ومعاناة المرضى من فقدانها.

إجرام وجشع

أما الفيتامينات فلها قصة أخرى، وحاجة مرضى كورونا الماسة لفيتامين D وفيتامين C والـZINC المخصّصة لتقوية المناعة في مواجهة فيروس كورونا، لم تمنع التجار والمستوردين من استغلال الظرف وحاجة المرضى لتلك الفيتامينات. فلم يتردّد التجار في رفع الأسعار بشكل مستمر حتى وصل سعر فيتامين C إلى نحو 60 ألف ليرة، مرتفعاً من نحو 12 ألف ليرة قبل أزمة انتشار كورونا. كذلك الزينك ارتفع سعر العلبة منه من نحو 18 ألف ليرة إلى 25 ألف ليرة.

ولا يقتصر جشع بعض المستوردين والتجار والصيادلة على رفع الأسعار بشكل إجرامي، بل يعمد بعضهم إلى احتكار الأدوية ذات الطلب المرتفع، كالبنادول تحديداً، وحصر بيعه للمعارف والأقارب، ومن ينل رضا صاحب الصيدلية. كما أن بعضهم لم يخجل من بيع علبة البنادول على دفعتين، فيبيع كل مريض “ظرف” واحد من البنادول، تحت ذريعة تأمين الدواء لأكبر عدد ممكن من المرضى، في حين أنه يحقق أرباحاً مضاعفة من آلية البيع تلك. إذ يبلغ سعر ظرف البنادول نحو 2500 ليرة، في حين أن علبة البنادول لا يتجاوز سعرها في الأوضاع العادية 3250 ليرة.

احتكار

أما احتكار تجار الأدوية لبعض الأصناف، فيعود وفق أحد الصيادلة، إلى ترقّبهم لإقدام مصرف لبنان على رفع الدعم عن أدوية الـOTC أي over the counter drugs وهي أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية من طبيب، ومن بينها المسكنات. إذ حينها ستبلغ سعر علبة البنادول 3 إلى 4 أضعاف ما هي عليه اليوم. وبالتالي سيراكمون المزيد من الأرباح على حساب المرضى.

الفيتامينات المذكورة وغيرها من تلك التي تعتبر من المتممات الضرورية لمرضى كورونا، ولتعزيز مناعة الجسم تحسّباً للإصابة بالفيروس، ليست مدعومة من مصرف لبنان. وبالتالي فأسعارها مرتبطة بشكل مباشر بدولار السوق السوداء، فترتفع بارتفاعه ولا تنخفض معه، وفق مقاييس التجار والمستوردين.

لا تحديد للأسعار

والأسوأ من ذلك أن المتمّمات تلك لا تخضع لعملية تحديد الأسعار من قبل وزارة الصحة، فيجري بيعها كما سائر السلع المستوردة من دون أي رقابة أو ضوابط. فيُباع الفيتامين C على سبيل المثال في إحدى الصيدليات بـ40 ألف ليرة، فيما يبلغ سعره في صيدلية أخرى نحو 60 ألف ليرة.

وإذ يأسف نقيب الصيادلة، غسان الأمين، في حديث إلى “المدن”، لعدم تغطية تلك الفيتامينات والمتمّمات بدعم مصرف لبنان، على غرار الأدوية، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة صحياً، ونظراً لأهمية تلك المتمّمات في تعزيز مناعة المرضى، يؤكد أن تفاوت الأسعار بين الصيدليات إنما يعود إلى تنوّع مصادر التسويق، أي وفق التسعيرة التي يحدّدها كل مستورد. إضافة إلى ارتباطه بسعر الدولار. ويوضح أن أرباح الصيادلة من المتمّمات لا تتجاوز نسبة 10 إلى 15 في المئة فقط!

Leave A Reply