أكّد المحلل السياسي محمد علوش أن الحرب التي اشتعلت بين ايران والكيان الإسرائيلي ستطول بضعة أيام تبعاً لما سيقوم به العدو خصوصاً أنه هو من بادر في هذه الحرب، مؤكداً أن الأمور ستسير الى تصعيد أكثر أو تهدئة ، وهو ما سيظهر في الأيام المقبلة..
كلامه جاء خلال مقابلة في “إذاعة صوت الفرح” ضمن برنامج “من الجنوب” مع الزميلة الدكتورة بثينة بيضون.
ورأى علوش أن الحرب التي نشهدها منذ عامين كانت تتحضر على مدى 18 سنة، حيث كان الكيان الإسرائيلي يتجهز ويجمع المعلومات ويتسلح ويخطط لعمليات مثل البيجر وما حصل بالأمس في إيران، بانتظار لحظة التنفيذ وكان طوفان الأقصى هو الفتيل ونقطة الإنطلاق لكل ما نشهده.
وقال: “لقد قصّرنا في قراءة العقل الإسرائيلي الجديد الذي كان يُشعر إيران أنه لا يريد الحرب، مشيراً الى أنه كان من الأجدى أن يكون هناك وحدة ساحات بين الحلفاء في البداية بدل ما حدث من إستفراد بكل حليف على حدة”.
وأشار الى أن ترامب يريد الاستحصال على تنازلات من إيران والهدف الأسمى لأمريكا و”اسرائيل” هو اسقاط النظام في إيران، لافتاً الى أن “اسرائيل” تحاول اشراك أمريكا في الحرب من أجل تحقيق أهدافها، مؤكداً أن ايران أمام معضلة إذا لم ترد ستكون قد خسرت وإذا ردّت هي معنية بإيلام إسرائيل بقدر لا يلغي وجودها، بحيث تريد إيران تريد أن تذهب الى طاولة التفاوض بقوة
إيران تريد أن تثبّت هذا الحضور العسكري من أجل أن تذهب الى التفاوض بأوراق قوة تمكنها من الحصول على صفقة تعتبرها جيدة.
لن يعود منهزم ومنكسر الى طاولة الحوار ولن تتنازل إلا إذا خسرت، وعودتها الى التفاوض قد يكون قراراً ذكياً، وحتى الآن لا يوجد توجه رسمي لإلغاء المفاوضات الأحد.
وقال أن توسّع الصراع سيُحدث ارتدادات اقتصادية كبيرة وقد تدخل دول أخرى في الصراع وتتأثّر من كافة النواحي وهذا ليس من مصلحة أحد، ولكن نتنياهو فقط من يريد ذلك ويضرب عرض الحائط لأنه يعتبر نفسه مخلصاً لهذا الكيان. ومستعد لإكمال الحرب حتى نهاية هذا العام.
ورأى أنه حتى اللحظة يستبعد أن تقوم المقاومة في لبنان بالتدخل، ولكن في مرحلة متقدمة إذا حاول الإسرائيلي الدخول في مغامرة جديدة على الساحة اللبنانية يمكن أن ترى المقاومة نفسها ملزمة بالتدخل لصد هذا العدوان، وتبعاً لتطور الظروف سيكون لكل حادث حديث، ولكن في الظروف الراهنة، لبنان سيبقى بمنأى بعض الشيء عن التداعيات العسكرية حول ما يجري.
ولفت الى أنه في لبنان كنا نعوّل على لعبة الوقت لاستعادة بعض الظروف التي كانت سائدة سابقاً، ولكن مع وقف إطلاق النار في لبنان كانت المفاجأة بسقوط النظام السابق في سوريا والذي كان بالنسبة للعمل المقاوم أقسى من العمل العسكري الذي حدث، والمفاجأة الثانية كانت باللقاء بين الشرع وترامب ودخول سوريا المحور الأمريكي، فكانت الخطوة سلبية على المقاومة أيضاً، ومن بعدها كان يُعوّل على الاتفاق بين أمريكا وإيران، وكان من المفترض أن يرافقه تبريد للجبهات والذهاب الى حل، فكان اندلاع الحرب بين “اسرائيل” وإيران هي المفاجأة الثالثة، ونحن بإنتظار المفاجأة الرابعة، ففي حال سقطت إيران سيبقى لبنان الوحيد على حدود فلسطين المحتلة الرافض للتفاوض المباشر مع اسرائيل ولديه سلاح مقاوم، وفي حال صمدت إيران قد نشهد تبريداً للأمور في لبنان وتبعاً لتطور الأمور في المرحلة المقبلة سيتم التعامل مع لبنان.
وقال: “نحن أمام مشهد تاريخي، ونأمل أن لا تكون النتائج لصالح “إسرائيل” وإلا سندخل في عصر “إسرائيل” لأعوام”.
وختم: ” لبنان في بداية عهد جديد وهناك أولويات، وبحسب مسار الحرب ستتحدد إذا كان من السهل تمريرها على الإدارة الأمريكية أو تطبيق ما تريده”.