كتب العلامة الحجة الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي ..
بسمه تعالى
” العالم مبهور في هذه الأيام بالحديث عن إنجاز الذكاء الاصطناعي الذي يحاول بعض الغربيين وبعض الشرقيين أن يقدموه كنقلة نوعية في تطور الحياة في كل الاتجاهات .. وهم في طريق ذلك يطرحونه كبديل يحاولون من خلاله التخلي عن التكاثر الطبيعي والتناسل ! وبالفعل تم منذ أيام الإعلان عن أول عملية زواج بين رجل كبير السن من كبار أثرياء العالم بدمية من نموذج الذكاء الاصطناعي أظهر في هذا الإعلان الرجل فرحه بذلك وكيف يتمتع بصحبة هذه الدمية كبديل عن الزوجة البشرية الطبيعية ، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بصورهما وبالحديث عن هذا الخبر دون أن نسمع تعليقاً علمياً أخلاقياً موضوعياً على هذا الشذوذ الجنسي والانحراف عن الفطرة الإنسانية التي فطر الله تعالى عليها الناس ..
ويسوِّق كذلك فريق تشجيع فكرة نموذج الذكاء الاصطناعي المشابه للبشر للاستغناء به عن الأيدي العاملة في العمران والبناء والزراعة والصناعة والخدمات في المطاعم الكبرى ومحلات التسويق باستخدام هذا النموذج .. بل تسعى الدول صانعة الحروب لاستخدامه كبديل عن الجيوش لتخوض به حروبها للسيطرة على الدول المستضعفة ..
والعالم الذي يستدعي هذا النموذج من التطور لا يهدف من خلال هذا الإنجاز – في واقع الأمر – لخدمة الإنسانية ، بل كل جهده في الواقع منصب على استعمار الشعوب المستضعفة في مرحلة أولى تمهيداً للقضاء عليها ليخلو له العالم ويحكم ويعلو في الأرض كما علا الفراعنة والنماردة في العصور الغابرة .. فهو مرحلياً يريد السيطرة على مقدرات الشعوب المستضعفة وبلادها وثرواتها وآمالها وحاضرها ومستقبلها ، والقضاء عليها في مرحلة لاحقة بحجة عدم وجود مكان للضعفاء في هذا العالم سعياً وراء تحقيق هدف بقاء المليار الذهبي على وجه الأرض الذي تسعى له دول الاستكبار العالمي ، وذلك من خلال عدة عوامل منها بل أبرزها نموذج الذكاء الاصطناعي المشابه للبشر في تأدية الوظائف الحياتية ..
وقد تمت بالفعل عملية إطلاق أول نموذج للذكاء الاصطناعي المشابه للبشر وهو نموذج Grok 3 الذي اعتبره إيلون ماسك الصهيوني أذكى نموذج في الذكاء الاصطناعي على وجه الأرض بحسب توصيفه ، وأعلن أمس الإثنين عن إطلاق هذا النموذج في الساعة الثامنة مساءً بتوقيت المحيط الهادئ ..
أمام هذا الواقع فإن تشجيع هذا النموذج سيساهم في التشجيع على انقراض النوع البشري ، والاستغناء عن خدماته باستبدالها بخدمات رجال ونساء الذكاء الاصطناعي الذين سيقومون بكل أدوار الحياة في مجال الزراعة والصناعة والطب والبناء والعمران والمعلوماتية والحروب وما شاكل ، ليتقلص وجود العنصر البشري في مختلف نواحي الحياة مع مضي الوقت .. فهذا الخطر الكبير الذي يهدد الإنسانية والبشرية من خلال التحمس لاستبدال البشر بنموذج الذكاء الاصطناعي المشابه للبشر في تأدية وظائف الحياة ..
والخطر الأكبر الذي قد يهدد كل البشرية حتى صانعي الذكاء الاصطناعي فيما لو فقد هؤلاء – في لحظة ما – السيطرة الإلكترونية على هذه المصنوعات الإلكترونية ، إما لخلل في تكنولوجيتها كما يحصل دائماً في كل نماذج الانتاج التكنولوجي ، أو من خلال الإختراق العدواني المعادي الذي قد تحضّر له قوى الشر الشيطانية في العالم ، وهذا بالتالي قد يؤدي إلى تعرض البشرية للفناء المحتم ..
وتنتهي بذلك حلول الأرض ليلجأ من يتبقى من البشرية لحلول السماء ، والتي يأتي في مقدمتها الاستغاثة بصاحب العصر والزمان المنقذ للبشرية والمخلص للإنسانية الذي ادخره الله تعالى لهذه المهمة في الأرض في آخر الزمان ليقيم فيها دولة العدل بعد أن تمتلأ ظلماً وجوراً .. وهذا عين ما يعتقد به المسلمون ويشاركهم بوجه من الوجوه به المؤمنون من المسيحيين الذي يعتقدون بعودة عيسى عليه السلام ، والمؤمنون من اليهود الذي يعتقدون بعودة موسى عليه السلام ..
اللهم عجل لوليك الفرج …
18 شعبان المعظم 1446 .. ” ..