أسبوعٌ على نهاية العهد: ماذا ينتظر لبنان؟

عبد الكافي الصمد – سفير الشمال

أسبوع بالتمام والكمال وتنتهي ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو أسبوعٌ سيمرّ سريعاً على بعض اللبنانيين، وسيكون ثقيلاً على بعضهم الآخر، وسط تباين في الآراء والمواقف تجاه السّنوات الستّ التي أمضاها الجنرال في قصر بعبدا، بإيجابياتها وسلبياتها.

كما كلّ شيء في لبنان، فالتباين في الآراء والإختلاف في المواقف والتنوّع في التوجّهات هي سمات إعتادها اللبنانيون ويعرفونها جيداً، عن ظهر قلب، إذ يكاد يندر أن اتفق اللبنانيون على موقف واحد تجاه قضية معينة، في السياسة والإقتصاد والأمن، والعلاقات الخارجية، وصولاً إلى الخلاف على جنس الملائكة.

ولا يخفى على أحد أنّ إنقساماً كبيراً حيال عهد عون ساد السّاحة اللبنانية في السّنوات الستّ الماضية، وهو إنقسامٌ لا يتوقع له أن يخفت أو يتراجع في المرحلة المقبلة، فالجنرال الذي شغل السّاحة المحلية منذ نهاية الثمانينات حتى اليوم، وكان بشكل أو بآخر لاعباً سياسياً رئيسياً فيها، لا يتوقع المراقبون أن يطوي صفحته لدى مغادرته قصر بعبدا أواخر هذا الشهر، وأن ينسى اللبنانيون حضوره الدائم بينهم، سواء الموالين والمؤيدين له، أو المعارضين له.

ولا ريب أنّ عون سيستغل الفراغ في منصب الرئاسة الأولى، كما هو مرجّح، وعدم إنتخاب المجلس النيابي رئيساً جديداً خلفاً له، لأسباب داخلية وأخرى خارجية، من أجل أن يُبقي قبضته قائمة على حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، أو الحكومة الجديدة في حال شكّلها ميقاتي أواخر أيّام عهده.

يضاف إلى ذلك أنّ حضور تياره السياسي والشعبي الواسع على السّاحة المسيحية لا يتوقع له أن يُشطب بسهولة، وإنْ كانت توقعات عدّة تشير إلى تراجع في حضور ونفوذ التيّار البرتقالي على هذه السّاحة مؤخراً، سواء بعد خسارته الرئاسة الأولى، أو بفعل الإنقسامات الداخلية بين أجنحته المختلفة التي بدأت تظهر إلى العلن مؤخّراً، نتيجة الخلافات الناشبة مع رئيس التيّار النائب جبران باسيل.

كلّ ذلك يحصل ولبنان يعاني الأمرّين من أزمة إقتصادية ومالية ومعيشية خانقة دفعت بأكثر من 80 في المئة من اللبنانيين الى تحت خطّ الفقر، وسط إنهيار لم يوفّر قطاعاً ولا فئة ولا منطقة، وفي ظلّ يأس كبير وإحباط واسع من إمكانية الخروج من القعر الذي وصل إليه اللبنانيون، والثمن الباهظ الذي دفعوه ويدفعونه نتيجة فشل وفساد طبقة سياسية نهبت البلد وأفقرته.

لا شكّ أنّ كثيرين سيفرحون بخروج عون من قصر بعبدا، وهذا حقٌ طبيعي لهم في ظلّ فشل العهد في تحقيق ما يسعى إليه معظم اللبنانيين من إستقرار إقتصادي وإجتماعي ومعيشي، وأنّ هذا الفشل لا يمكن إنكاره، ولا تقديم تبريرات له، ولا رميه على الآخرين، لكنّ هذا الفرح لن يستمر طويلا، وسيتلاشى، إذ سرعان ما سيقف اللبنانيون أمام حقائق مرّة وموجعة عن وضع البلد وعن أوضاعهم، وسيجعلهم والبلد مُعلقين في الهواء طيلة فترة الفراغ الرئاسي التي يبدو أنّها لن تكون قصيرة.

Leave A Reply