الشاعر والجريدة ـ قصيدة للشاعر الدكتور رجب شعلان

 هذه القصيدة واقعية تروي قصتي يوم اجبرني الفقر على بيع الصحف في الشوارع وانا في العاشرة من عمري كنت استلمها من مكتبة العروبة في صور من صاحبها ابو نزار نعمة واجول في شوارع مدينتي ومقاهيها لابيع الصحف والمجلات

بائع الصحف

في العاشرة من عمره

لم يبلغ بعد صلابة الكبار

دعته حاجته ليكون بائع صحف

متجاوز فرح الطفولة والاعمار

تلاقيه كل صباح قرب مكتبة العروبة

لياخذ ما يقدر على حمله من صحف تحمل الاخبار

يسير على قدمين شبه عاريتين

بين الازقة والشوارع

تحت لهيب الشمس

وهدير الرعد وصهيل الامطار

يستفيق لم يغسل وجهه

الحامل من ايام اوساخ النهار

يتجلبب بشبه معطف بلا قبعة

ولا ازرار

يحمي جرائده بلفافة بورق مقوى

كي لا تبلله مياه من غيم غدار

يمشي لا يبالي اذا ما تبللت ملابسه

بمياه الامطار

مقطب الحاجبين كانه يقول

انا ابيعك الاخبار

وينادي بصوت مدو في الميادين

وعند كل مفترق ودوار

السفير ..اللواء

القبس…والنداء

الاهرام …الانوار

الثورة ..تشرين …والنهار

العربي ..عالم المعرفة ..الاحرار

الى سيارتك ياتي مقتحما

بيد مرتعشة يعطيك صحيفة

تنقدة ربع ليرة وانت عابس

كانك اعطيته دينار

او كانك منيت علية بكنزة صوفية

مسعرة بالدولار

لا ينظر اليك ولا يوليك اهتمام

يمشي بلا جواب ويمشي باقتدار

عليه اكمال بيعه ليعود بما جنت يداه

من بيع الاخبار

ليقتات من مال جناه من جيوب الكبار

هذا الذي باعه مجتمع كريه وغدار

ما رحم طفولته

ما اسعف برائته

ما امّن له دراسته

تركه بلا احتضان

حاول ان يقول انا انسان

انا من.يبيعك ثقافة واخبار

انا من اجعلك من الاخيار

وامنحك منصب الكبار

Leave A Reply