هل يؤتي برنامج ٥٠-٥٠ ثماره؟!

ملاك أبو حمدان –

“أنا لا أتقاضى ثمناً مقابل دعمي للنساء”.

هكذا قال الإعلامي سامي كليب صاحب برنامج ٥٠-٥٠ الّذي يعرض على قناة LBC مساء كلّ خميس.

ففي “موسم الخيرات” كما ترى الشاشات اللبنانية الاستحقاق النيابي، يشهد النّاخبون حركة كثيفة للمرشحين عبر برامج إعلامية، جديدة وقديمة، تفتح من خلالها مساحة واسعة للتقليديين أو لأصحاب الأموال، مغيِّبة المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المرشحين وخاصة بين الرّجال والنساء.

وفي ظلّ هذا المجتمع الذي يحدّ من تحركات المرأة في المعترك السياسي، تبحث النساء عن إعلام حقيقي يناصرها.

٥٠/٥٠ برنامج جديد بشكله ومضمونه، أطلّ من خلاله الاعلاميّ “سامي كليب” على قناة LBC ليتيح فرصة للنّساء كي يقدمن ما لديهنّ من برامج وأفكار، فهل حقّق النجاح المرجو؟!

فيفتي/فيفتي برنامج  انتخابيّ خاصّ بالنّساء، يقدّم بالتعاون مع منظمة “فيفتي فيفتي” التي تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجندرين في القطاعين العام والخاص.

يسعى الدّكتور “كليب” إلى مناصرة حقيقية للمرأة لتصل إلى مواقع صنع القرار السياسي. فكان هذا البرنامج “عنهنّ ولهنّ” كما وصفه، حيث يستضيف مرشحات من النساء فقط ليحاورهن حول برامجهنّ الانتخابيّة.

“٥٠/٥٠ منبر حرّ للنساء المرشحات”

يترك الاعلامي المخضرم المرشحات في البرنامج لسجيتهن فيتحدثن بتفاصيل برامجهن الانتخابية، من دون حدود السّلطة الذّكوريّة!

ويتمّ اختيارهن من مختلف المناطق اللبنانية مع الإضاءة عليهن في أربع فقرات مختلفة:

– “مسيرتي”: ترتبط بحياة المرشحة ودراستها والتحالفات الّتي تعمل عليها.

– “مواجهتي”: تنطلق من رأي الناس، وعرض أبرز التعليقات التي تطال المرشحة. وعليها الإجابة عنها في أقل من دقيقة.

– “سياستي”: تختار المرشّحة أربعة عناوين أساسية من برنامجها الانتخابي لتتحدث عنها.

– ” رسالتي”: بدقيقة واحدة تتوجه المرشّحة إلى الناس في محاولة منها لإقناعهم بأهمية التصويت لها.

“البرنامج تحوّل إلى داعمٍ حقيقي للمرأة”

يشكّل البرنامج تطوراً نوعياً على صعيد دعم المرأة المرشحة. فتجاوز الدعم المزيّف الذي كانت تحصل عليه، وتحوّل إلى دعم صادق حقيقي، يساهم في إيصالها للناس، وإظهار قدرتها على المشاركة في العمل السياسي. كما استطاع أن يوضّح بكل تجرّد أفكار المرشحة وتطلعاتها السياسية للمرحلة القادمة وضرورة اختيارها في صناديق الاقتراع، بعيداً عن النقاشات والجدل السياسي القاسي نوعاً ما، إفساحاً لها من أجل أن تبرز شخصيتها وقدرتها على مواجهة الأحزاب والتيارات السياسية.

تغيب عن البرنامج الحيويّة المعهودة في البرامج السّياسيّة، وإذا كانت هذه نقطة سلبيّة، فإنّ الهدف من هذه السّياسية تغليب منطق العقل والحوار على منطق الشّعبويّة الّتي تشدّ العصب وتحقّق “ترند”، وهذه السّمة في البرنامج تشبه الخلفيّة الثّقافيّة لصاحب الفكرة الّذي يحاول في جميع برامجه واطلالاته مخاطبة عقول المشاهدين بدل غرائزهم!

فالهدف فقط تعريف الناس بوجود “نساء رائدات، وعظيمات، وقادرات على إحداث التغيير، ويجب التعامل معهن بشكل جديّ.” وهذا ما جعله غير قادر على أن يصل إلى الجميع أو أن يتحوّل إلى عامل استقطاب كونه جامداً نوعاً ما. فهو لم يسمح بالتفاعل المباشر بين الجمهور والضيف كتواجده في الاستيديو مثلاً، أو توجيهه لرسائل نصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإجابة عنها. وكذلك افتقاده إلى الحماس الموجود في البرامج السياسية الأخرى كالصدامات والمواجهات المباشرة بين الضيوف.

هذا البرنامج كان لأجل المرأة، المرأة فقط. إذ ساعدها في تقديم نفسها وبرنامجها بطريقة مجرّدة، ليرفع من حظوظها ولو بنسبة بسيطة في الاستحقاق القادم.

وبعيدًا من لعبة “الرايتينغ” الّتي يسعى إليها مقدّمو البرامج، خطى الدّكتور سامي كليب خطوة جريئة في طريق دعم المرأة، من دون الاكتفاء بالتّنظير الكلامي والدّعم المعنويّ، فهل يؤتي ٥٠-٥٠ ثماره في صناديق الاقتراع؟

Leave A Reply