محاولة فرنسية اخيرة مع السعودية لـ”إنقاذ” الحريري

علي ضاحي-
الزخم الذي جاء به رئيس كتلة و «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري منذ يومين ليلاً، وتجلى خلال لقاءاته امس الاول، خفت امس ليكتفي الحريري بلقاء كتلته ليضعهم في صورة قراره وما يعزم الاعلان عنه.
ووفق لاوساط سنية رفيعة المستوى ومقرّبة من الحريري ودار الفتوى، فإن جولة الحريري والتي شملت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اقتصرت على «الكلام والسلام».
واكتفى الحريري بالقول : «الجماعة ما ردوا خبر بعد». ويقصد الحريري المعنيين بالملف اللبناني في السعودية.
وتكشف الاوساط ان المحيطين بالحريري في «جو قرار مهمّ له»، ولكنه ينتظر آخر وساطة فرنسية مع الرياض لحل المشكلة، واقترح الحريري مهلة 48 ساعة منذ وصوله وعلى الارجح تنتهي اليوم.
وهذه المهلة ترتكز على اعطاء جواب صريح وواضح : إما ان توافق الرياض على تزويد الحريري بالغطاء السياسي والسني والمال اللازم لخوض الانتخابات، وإلا انه «سيبق البحصة» ويقول ما عنده، وهو العزوف عن الترشح وترك الخيار لقيادات «المستقبل» والنواب الحاليين والسابقين بالترشح بطريقة افرادية، وان يخوض كل مرشح معركته على نفقته، وان يختار تحالفاته بما يناسبه.
وتسأل الاوساط عن المحيطين بالحريري ما البديل عن الحريري في بيروت وغير بيروت مع عزوف كل من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب تمام سلام والحريري؟ فهل تريد السعودية ان تُعوّم حلفاء سوريا وحزب الله، وهذا امر مستغرب؟ وهل تريد السعودية تعويم خصومها في الشمال من «الاخوان» و»الاحباش» وغيرهم؟
وتقول الاوساط ان هناك مشكلة حقيقية داخل البيئة السنية ، خصوصاً اذا حصل المحظور مع عزوف الحريري بالكامل هو و»المستقبل»، ومع توجّه «نادي الاربعة» الى مقاطعة الانتخابات ترشيحاً باستثناء ميقاتي، والذي قد يلجأ الى عدم الترشح شخصياً كما يتوقع البعض منه، لضمان توليه الحكومة الجديدة بعد الانتخابات، وساعتها يرشح ميقاتي لوائح عدة في الشمال وعكار، بينما قد يكون لميقاتي حلفاء ولوائح في بيروت ايضاَ، ولكن هذا الامر غير مؤكد وفق الاوساط نفسها.
في المقابل، يراقب تحالف «الثنائي الشيعي» و 8 آذار نتائج تحرك الحريري، ويتابع نتائج اتصالاته، خصوصاً انه سيكون للحريري لقاء طويل ومباشر وفيه الكثير من المكاشفة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال ساعات، وقبل عزم الحريري مجدداً على الرحيل الى الامارات، وسط ترجيحات ان يعود مجدداً خلال آذار المقبل وقبل الانتخابات النيابية.
وتكشف الاوساط ان التحضيرات على مستوى الساحة السنية باتت جاهزة، وان الامور تسير على قدم وساق ، وستكون هناك خلال اسبوع مجموعة لقاءات لمسؤولي الماكينات الانتخابية في 8 آذار في مختلف المناطق اللبنانية للوقوف على آخر التطورات واسماء المرشحين المحتملين، وامكانية تحالف 8 آذار مع قوى أخرى، لا سيما مع «التيار الوطني الحر».

Leave A Reply