من نور إلى رماد… احتراق مكتبة جسر الفيات

فاطمة شعيتو ـ

وسط ليلة باردة، خطت أقدام الجهل تحت جسر الفيات عند كورنيش النهر في بيروت لتحدث دماراً في مكتبة العلم والمعرفة للمشرد المثقف محمد المغربي وتتحول بلمح البصر الى رماد.

هذا الرجل الثمانيني الذي استوقف بعض الصحفيين منذ أسبوعين تقريباً ليسلطوا الضوء على علاقته بالكتب وكيف آلت به الأوضاع ليصبح مشرداً فيما الأمل بالمستقبل كان بارزاً على ملامحه البشوشة رغم قساوة الأيام.

الحزن الذي خيّم على وجهه عند رؤيته للنيران كان قاتلاً، فلعله أسوأ كابوس قد راوده منذ تشرده الى اليوم، بل أدرك أن الرماد الذي شاهده هو بقايا حلمه الجميل فكل كتاب ذابت معه قطعة من قلبه.

كان المغربي يترقب بغصّة.. شارد الذهن .. مذهولاً.. حتى مطر الشتاء لم يسعفه، فعلى من كان موجهاً كل هذا الحقد؟؟

تمعّن المغربي ببقايا مكتبته، مستذكراً بداياته وكيف كان يعيد إحياء الكتب الممزقة، أخذ نفساً عميقاً ثم مسح ملامح القهر عن وجهه قائلاً: “حرقوها… بس رح ابنيها من أول وجديد”.

تصوير عباس سلمان ـ

Leave A Reply