الحريري عاد…مشاورات واتصالات من السراي الى دار الفتوى

كتبت “الشرق” تقول: عودتان تفرضان نفسهما بنداً غير عادي على جدول الحدث السياسي اللبناني الداخلي. عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت فجر امس بعد غياب وسط ترقب لما تحمله على المستوى السياسي عموما والانتخابي في شكل خاص، وعودة ثنائي امل حزب الله عن قرار قبع البيطار مقابل المشاركة في جلسات مجلس الوزراء ما فتح الطريق امام التئام مجلس الوزراء حيث تستعد دوائر السراي الحكومي لفتح الابواب لمشروع الموازنة الذي يشق طريقه من وزارة المال الى امانة مجلس الوزراء المتوقع ان تتسلمه غدا ليوزع على الوزراء قبل 48 ساعة على الاقل من جلسة الحكومة المفترض ان تنبعث حية مطلع الاسبوع المقبل.

عودة الحريري

الوسط السياسي انشغل امس اذا بعودة الرئيس الحريري الى بيروت، حيث يرتقب ان يحسم موقفه من الترشح الى الانتخابات النيابية او عدمه…الحريري الذي عاد فجرا، استهل نشاطه بزيارة السراي الكبير، حيث كان في استقباله رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، عند الباحة الخارجية للسراي. وعلى الفور، عقد اجتماع بين الرئيسين ميقاتي والحريري تناول المستجدات السياسية والأوضاع العامة من مختلف جوانبها. بعد ذلك، زار الرئيس الحريري دار الفتوى حيث استقبله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعقد معه لقاء تم خلاله التداول في الشؤون العامة والتطورات. على الاثر توجه الى ضريح والده في وسط بيروت قبل ان يتوجه لزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

مواقف عون

وسط هذه الاجواء، امل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام السلك الديبلوماسي الذي زاره في بعبدا، «ان لبنان ان تكون مواقف بعض الدول مماثلة لمواقف لبنان، بحيث لا تستعمل ساحته ميدانا لتصفية خلافاتها أو صراعاتها الإقليمية، ولا تدعم فئات أو مجموعات منه على حساب فئات أخرى، بل تتعاطى مع جميع اللبنانيين من دون تمييز أو تفرقة». وقال «إني عازم، بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة، وبما تبقى من ولايتي، على متابعة العمل على الرغم من كل العراقيل من أجل تحقيق الإصلاحات التي التزمتها، والتي طالما دعت دولكم إلى تطبيقها».

بدوره، ركز السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، باسم السلك، على أهمية الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في الربيع المقبل، رأى انه قد يكون من المفيد أن توقِّع الأحزاب السياسيّة المشارِكة في الانتخابات المقبلة اتّفاق احترام متبادل، بدل اللجوء إلى حملات التشهير، صونًا لكرامة كلّ مرشّحٍ وكلّ حزبٍ وكلّ انتماء.

الموازنة

ليس بعيدا من الخطوات المطلوبة من لبنان، وعلى صعيد الموازنة تحديدا، اشار الرئيس ميقاتي من السراي الحكومي إلى أن «حكومتنا تعاود جلساتها الاسبوع المقبل لدرس واقرار الموازنة العامة التي تشكل محطة اساسية تحتاجها البلاد لانتظام عمل الدولة، ونشدد على ضرورة تعاون الجميع لتكون هذه الموازنة خطوة اساسية على طريق الاصلاح المنشود. ولا ننسى أنّ أمامنا استحقاقات أخرى أبرزها الانتخابات النيابيّة التي سنعمل أيضاً على تأمين الأطر اللازمة للإشراف عليها وإدارتها بفعاليّة وشفافيّة».

الترسيم

من جهة ثانية، جال وفد من لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية برئاسة جان لوي بورلانج Jean Louis Bourlanges على المسؤولين امس.واكد بورلانج ان زيارة الوفد الذي حط في عين التينة ايضا، تهدف الى «تأكيد العلاقة المميزة بين لبنان وفرنسا، والتنويه بالدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية لتمكين لبنان من إيجاد الطريق الصحيح نحو النهوض وتحقيق التوازن، فضلا عن الاطلاع على حقيقة الأوضاع اللبنانية، ومعرفة كيف يمكن لفرنسا وللجمعية الوطنية الفرنسية لا سيما الشؤون الخارجية، المساعدة على تحقيق ما يتمناه اللبنانيون، ومن اين تكون بداية المسيرة الضرورية للانقاذ، حفاظا على ما يميز لبنان ولا سيما الوحدة بين طوائفه». وشدد على ان «الإصلاحات التي تنوي الحكومة اللبنانية اعتمادها، تشكل خطوة مهمة على طريق تحقيق النهوض والتعافي». وجدد التأكيد انه اتى مع الوفد» للمساعدة، ولان لبنان في ظروف دقيقة، وعلى فرنسا ان تكون الى جانبه وتساعده».

باسيل وسلاح الحزب

في المواقف، أكّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن «التيار» سيخوض الإنتخابات النيابية المقبلة في كلّ المناطق اللّبنانيّة، ومشروعه لا يزال نفسه، وهو مشروع الدّولة، الّتي لا يمكن أن تقوم بظلّ وجود الفساد». وعن تحالف التيّار في الانتخابات مع حزب الله، أشار في حديث إلى وكالة «الأناضول» التركيّة، إلى أنّ «الخلاف واضح وكبير مع الحزب بما يخصّ الأمور الدّاخليّة. وعن سرّ صمود «تفاهم مار مخايل» بين «التيّار الوطنيّ» و»حزب الله»، ركّز على أنّ «الحاجة الوطنيّة له هي السرّ، فالتّفاهم المذكور يحافظ على الوحدة بشكل أو بآخر، علمًا أنّ هناك خلافات داخليّة كافية لتنسفه، لأنّ أهمّ نقطة فيه هي بناء الدّولة». وذكر أنّ «الاتفاق ساعدنا على مواجهة إسرائيل ومنع تنظيم «داعش» من احتلال لبنان، ومنع الاقتتال الداخلي، وهذا أمر أساسي، لكن لا يكفي لبناء دولة؛ فالاتفاق فشل ببناء الدّولة».

Leave A Reply