لا ارتباط في المضمون بين “لقاء المجتبى” و”مجلس احمد فتفت”

علي ضاحي-

قد يربط البعض في الشكل بين الاعلان عن إنشاء “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” برئاسة النائب السابق أحمد فتفت وبين “لقاء المعارضة في الجزيرة العربية”، الذي انعقد امس في قاعة مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لإعدام الشيخ نمر باقر النمر.
اما في المضمون فلا رابط بين المناسبتين، ولو كان الاول محاولة لنيل رضى النيل السعودي، والثاني لتأكيد ان حزب الله ماض في مواجهة السعودية حتى النهاية.
وتؤكد اوساط مطلعة على اجواء حزب الله وشاركت في “لقاء المجتبى” امس، ان مساندة حزب الله للمعارضة في البحرين والسعودية ليست وليدة اللحظة، وهي موقف انساني ووطني وعروبي واخلاقي، ويشبه الوقفة المشرفة مع اهل اليمن والاطفال والنساء فيه، وبالتالي لا يصفّي حزب الله اي حساب مع الرياض، بل هي من تقوم باستهدافه بكل الوسائل من حرب تموز 2006 وحتى اليوم، اكان عبر الانتخابات او التكفيريين او المجالس السياسية والتجمعات الاعلامية ووسائل الاعلام التي تموّلها ولا تزال الرياض.
وتؤكد الاوساط ان وسم السعودية لحزب الله ومقاومته بالارهاب، هو اخطر ما يمكن قوله، وتبني الخطاب الاميركي و”الاسرائيلي” المعادي للمقاومة، وشيطنة كل حركات المقاومة في المنطقة واتهامها في الارهاب، بما فيها حزب الله والجهاد الاسلامي وحماس اي كل من يقاوم العدو ويسقط مخطط التطبيع وتهويد القدس.
وتشير الاوساط الى ان خطاب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين واضح وصريح ولا يحتاج الى تفسير، وهو ان حزب الله سيواجه التصعيد السعودي بالمثل، ولن يوفر اي اتهام او موقف ولن يرد عليه، حتى تعدل الرياض عن سلوكها العدواني، وبعد تقييم الموقف يدرس حزب الله موقفه، ويحدد خيارته وفق علاقات ندية والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية.
وتلفت الاوساط الى ان المعارضة السعودية وفي الجزيرة العربية تتجه الى المأسسة لتكون حركة تحررية سياسية مقاوِمة، وستقوم بالدفاع عن قضيتها بدعم ومساندة من حزب الله، كما تعمل المعارضة البحرانية وفق اجنداتها الوطنية وبدعم من حزب الله، وهي مستمرة اعلامياً وسياسياً في النشاط داخل لبنان، مهما بلغ حجم “الهوبرة” والانبطاح الاعلامي والسياسي من رئيس الحكومة ووزراء في حكومته.

اما عن مجلس احمد فتفت، فتؤكد الاوساط ان له رسالتين:
– الاولى: داخلية للتأكيد انه محاولة لاستدراك انعدام التوازن السني بعد إطباق السعودية على الرئيس سعد الحريري ومنعه من العمل السياسي بحرية، وعدم تبني الرياض لاي شخصية او مرجعية سنية حالياً.
– الثانية” تقديم اعتماد للسعودية لتبنيه وتمويله ولتأدية دور سياسي وانتخابي قبل 5 اشهر من الاستحقاق في 15 ايار.
وتنفي الاوساط اي ارتباط بين مواجهة حزب الله للرياض والدفاع عن نفسه بالعلاقة بين ايران والسعودية، ولكون الملفات التي يعالجها الطرفان ليست مرتبطة بالملفات التي يعالجها ويتابعها حزب الله ولو كان حليفاً لايران.
في المقابل، تؤكد اوساط سنية لبنانية مقربة من الرياض، ان حزب الله وامينه العام يصعّدان لتنفيذ اجندة ايرانية، ولكون حزب الله هو الذراع الفتاكة لايران ويستعملان لبنان ساحة و”حديقة خلفية”، لادارة معارك ايران ضد الرياض وشعوب المنطقة.
وتقول الاوساط ان الرد السعودي سيكون ديبلوماسياً وسياسياً واعلامياً، والرياض لن تمس بأي لبناني فيها ودول الخليج ستحافظ على اللبنانيين، وهي تفصل بين ممارسات ايران وحزب الله والشعب اللبناني.
كما تصف الاوساط “مجلس فتفت” بـ”الصوت اللبناني المعارض لحزب الله وسلاحه والهيمنة الايرانية على لبنان”، وهو “رسالة لبنانية الى حزب الله انه ليس مرغوباً به ولا بايران”!

Leave A Reply