حان وقت الجد… هل يعطي عون ميقاتي ما لم يعطه للحريري؟

سابين عويس _ النهار

… وفي اللقاء الثاني، بدأ الجد وبدأت معه ترجمة النيات الحسنة بالتعاون، والتي اظهرها رئيس الجمهورية حيال الرئيس المكلف.

من تصوّر أوّلي للحكومة الى لائحة قدمها امس الرئيس نجيب ميقاتي بتوزيع الحقائب، لم ترتقِ بعد الى مستوى مسودة لتشكيلة حكومية أُسقِطت عليها الاسماء المرشحة لدخول الجنة الحكومية.

حتى الآن، وفي انتظار اللقاء الثالث المرتقب اليوم بين الرئيسين، تقف العقد عند حقيبتي الداخلية والعدل، في مؤشر غير مريح الى ان كل المواقف التي أطلقت من المجلس النيابي في يوم الاستشارات غير الملزمة عن ترفّع عن المطالبة بأي حصص وزارية او حقائب لن يكون قابلاً للصرف، وقد يعيد الملف الحكومي الى المربع الاول، اي من حيث انتهى مع الرئيس سعد الحريري. ولا تستبعد مصادر سياسية مواكبة ان تتكشف النيات حيال التأليف في الاجتماع المرتقب اليوم، اذ ان ميقاتي ليس في وارد المماطلة وأخذ الوقت، خصوصاً انه مطلع على كل العقبات المطروحة ومواقف كل فريق، وليس جديداً او طارئاً على الملف، وقد واكبه مع الحريري. كما ان الرجل سيحاول ان يتجنب الوصول الى تاريخ الرابع من آب، من دون حكومة، ما سيدفعه الى الاعتذار.

بحسب التصريح المقتضب الذي ادلى به بعد اجتماعه برئيس الجمهورية، كشف ميقاتي انه قدم اقتراحاته للتشكيلة ولمس قبولاً من قِبل عون، وهو أخذ بدوره ملاحظاته في الاعتبار، آملاً الوصول الى حكومة قريباً.

ولكن النقطة الابرز التي سيتعذر على ميقاتي اخذها في الاعتبار تكمن في مطالبة بعبدا بحقيبة الداخلية، التي يتمسك بها ميقاتي لشخصية سنية، وليس في وارد التنازل عنها. والسؤال: هل ستكون هناك إمكانية للتوافق على شخصية مقبولة من الجانبين؟

يتحرك ميقاتي بسرعة قياسية وسط ألغام زُرعت في طريق الحريري أساساً، ولا تزال تفخخ طريق الرئيس المكلف، خصوصاً ان الإيجابية التي يعكسها في مقاربته للملف الحكومي ولقاءاته برئيس الجمهورية لا تبدو كافيه لفريق العهد الذي لا يزال يتطلع اليه من زاوية نادي رؤساء الحكومات السابقين، وهو لا يزال على تواصل مباشر ويومي بأعضائه، وقد عقد مساء امس اجتماعاً معهم، بما يشي بتمسكه بالسقف الذي وضعه هذا النادي للتأليف، والذي اعلن ميقاتي قبل تكليفه انه يلتزمه هو ايضاً ولن يخرج عنه، وأنه يتشارك معهم مفاوضات التأليف ايضاً.

من الألغام التي برزت امس، ما نُقل عن مصادر سعودية بأن المملكة لم تغير نظرتها الى ميقاتي 2010، وهي تنظر الى حكومته اليوم على انها حكومة “حزب الله”. وفي الوقت الذي لم يصدر اي موقف سعودي حيال تكليف ميقاتي او حتى عربي في شكل عام، وفي حين غادر سفير المملكة وليد البخاري بيروت متوجها الى بلاده، توقفت المصادر السياسية عند خلفيات الكلام المنسوب الى مصادر سعودية، وهل يرمي الى حشر الرئيس المكلف تمهيدا لنقله من محور الى آخر، من خلال تصنيف حكومته العتيدة، وحتى قبل استكشاف هوية أعضائها ومهماتها ومعايير تشكيلها، في المحور الذي يقوده “حزب الله”، رغم خروجه من تحت عباءة الطائفة السنية ومباركة أركانها؟ وهل يهدف هذا الكلام كذلك لدفع الرجل الى الاعتذار من على هذه الخلفية، تماماً، كما حصل مع الحريري، بعدما بدا واضحاً ان تيار العهد كان يفضّل الذهاب الى خيار حكومة اللون الواحد برئاسة النائب فيصل كرامي؟

Leave A Reply