‎واشنطن لميقاتي: ألّف حكومة فاعلة. ‏والموقف السعودي بين الرمادي ‏والحيادي

إنطلق قطار التأليف مع انتهاء جولتي الاستشارات في قصر بعبدا ‏ومجلس النواب، وفور انتهاء الجولة الثانية منها توجّه الرئيس المكلّف ‏نجيب ميقاتي إلى القصر الجمهوري، لوضع الرئيس ميشال عون في ‏أجوائها، في ظلّ أجواء إيجابية وكلام عن تأليف سريع ولا بل استثنائي، ‏يسبق موعد الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب. ‏ولكن، تأسيساً على التجارب الطويلة، سرعان ما تتبخّر المناخات ‏التفاؤلية لتحلّ مكانها الحواجز السلبية التي تعرقل عملية التأليف، ‏وبالتالي الحذر واجب لجهة عدم الإفراط في التفاؤل ولا تعميم ‏التشاؤم، إنما التعامل بواقعية وانتظار النتائج التي ستفضي إليها ‏الحركة السريعة والرغبة القائمة بالتأليف.‏

وكان لافتاً امس، موقف للولايات المتحدة الاميركية، حضّت فيه نجيب ‏ميقاتي على تشكيل حكومة سريعاً، لمعالجة الأزمة غير المسبوقة ‏التي تغرق فيها البلاد. وقالت المتحدّثة بإسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة ‏جالينا بورتر لصحافيين: “تجدّد الولايات المتحدة دعواتها إلى تشكيل ‏حكومة فاعلة، وحكومة تلتزم أيضاً إجراء إصلاحات أساسية” في لبنان.‏

قالت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف لـ”الجمهورية”، انّ “من ‏المبكر اطلاق أحكام الآن على ما سيكون عليه مصير التأليف ‏الحكومي، في ضوء المواقف التي صدرت عن الكتل النيابية وغيرها. ‏فأمس واول من امس كان هناك نيات طيبة وكلام مسؤول، لكن في ‏ضوء عِبَر الماضي وما حصل مع الرئيس سعد الحريري، ينبغي الحذر، ‏وإن كانت الاوضاع هذه المرة مختلفة بظروفها ومعطياتها ووقائعها، ‏بمعنى انّ ميقاتي ليس الحريري، وانّ واقع لبنان واولوياته ليست كما ‏كانت قبل 9 اشهر، وكذلك فأنّ واقع الولايات المتحدة الاميركية ليس ‏كما كان قبل بضعة اشهر، حيث هي الآن تفاوض على جبهة أكثر من ‏ازمة اقليمية. ولذلك، فإنّ الحسابات في شأن التأليف الحكومي تأخذ ‏الآن منحىً آخر، ما يطرح سؤالين اساسيين:‏

‏- الاول، هل انّ كلمة السر التي يمثلها ميقاتي، هي ربط النزاع وإعادة ‏لملمة سريعة للوضع بعد الدرك الاسفل الذي وصل اليه، واستدراك ‏من الاميركي والفرنسي للظروف التي وصل اليها لبنان، وبالتالي لم ‏يعد في إمكانهما الاستمرار بهذا المسار؟

– الثاني، هل انّ تكليف ميقاتي وهذا التسهيل الذي يبديه الجميع هو ‏لعبة مناورة تحكمها اللحظة الضاغطة لتعود الامور بعد قليل الى ‏منحى سلبي، وتقطع الطريق على الرجل، فيكون تكليفه واعتذاره ‏جزءاً من مسار الانفجار النهائي الذي يُحضّر له، ليكون 4 آب هو اللحظة ‏التي يراهنون عليها كالعام 2005 ام لا؟ أم يكون تكليف ميقاتي قطع ‏الطريق على ما يُحضّر في 4 آب، وبالتالي يكون الاميركي قد تراجع ‏خطوة الى الوراء وكذلك ايران و”حزب الله”، فيكون التفاؤل المشاع ‏في هذه الحال حقيقياً؟ وتخلص المصادر من هذين السؤالين الى ‏التأكيد “انّ الاسبوع الأول بعد التكليف سيكون كفيلاً بكشف وجهة ‏الأحداث لجهة اي من المسارين تتجّه”.‏

‏”فيفتي ـ فيفتي”‏

وفي هذا السياق، قالت اوساط سياسية واسعة الاطلاع ‏لـ”الجمهورية”، انّ هناك ايجابيات مبدئية تواكب انطلاق مسار تشكيل ‏الحكومة، لكن الأمور تبقى في خواتيمها. ولفتت الى انّ الرئيس سعد ‏الحريري انطلق بصفر فرص في ما خصّ احتمال التأليف، بفعل ‏الخلاف الكبير السياسي والشخصي بينه وبين الرئيس ميشال عون ‏والنائب جبران باسيل، بينما ينطلق ميقاتي في مهمته من “فيفتي – ‏فيفتي”، اي بنسب متعادلة بين إمكان التشكيل وعدمه، وهذا في حدّ ‏ذاته تقدّم إلى الأمام ومؤشر الى انّ ولادة الحكومة أصبحت ممكنة، ‏ولو من دون المبالغة في التوقعات المتفائلة، بينما كانت متعذرة ‏بالكامل سابقاً.‏

وأشارت الاوساط، الى انّ العامل المساعد هو انّ السعودية قرّرت ‏اتخاذ موقف رمادي او حيادي، فلا هي ضدّ ميقاتي ولا هي معه، في ‏انتظار تشكيل الحكومة ليُبنى على الشيء مقتضاه، فيما كانت تعتبر ‏انّ وجود حكومة برئاسة الحريري هو استفزاز لها.‏

اجتماعات مكوكية

واكّدت مصادر مطلعة على كواليس التأليف، التي انطلقت قبل ان ‏تبدأ رسمياً بتكليف ميقاتي لـ”الجمهورية”، انّ “التفاؤل بإمكانية ‏تشكيل حكومة هو تفاؤل حذر، ولا يمكن حالياً الجزم في أنّ المواقف ‏الايجابية ستُترجم تسهيلاً بتشكيل حكومة سريعاً”.‏

وكشفت هذه المصادر، انّ ميقاتي قطع مراحل لا بأس بها لجهة تحديد ‏حجم الحكومة من 24 وزيراً، وتوزيع الحقائب السيادية على الطوائف ‏كما كانت في السابق، لكن النقاش الاساسي بدأ الآن حول التسمية ‏والاسماء، وما اذا كانت ستتيح لـ”التيار الوطني الحر” الحصول على ‏الثلث المعطّل، وهو ما يرفضه ميقاتي الذي وصفته المصادر ‏بـ”المرن لكن ليس بالمتساهل”.‏

واكّدت المصادر انّ الاجتماعات المكوكية التي ينوي ميقاتي عقدها ‏مع عون للاتفاق على كل النقاط الاساسية التي حالت في السابق ‏دون الاتفاق مع الحريري على تشكيل الحكومة، تثبت انّ الطرفين ‏عازمان على تشكيل حكومة، الّا اذا اصطدمت الامور بالسقف الذي ‏يضعه كل فريق لنفسه للقبول بولادة الحكومة. وعليه، فإنّ العبرة هي ‏في الآتي من الايام وإمكانية تقديم التنازلات المتبادلة.‏

الشيطان والتفاصيل

ولفتت مصادر أخرى متابعة للإستحقاق الحكومي الى “انّ الشيطان ‏يكمن في التفاصيل، وهذا يعني انّ الاتفاق على الخطوط العريضة ‏للحكومة غير كافٍ، لأنّ تفصيلاً صغيراً يمكن ان يعيد الأمور إلى نقطة ‏الصفر، من قبيل توزير فلان او إصرار علاّن على حقيبة وزارية محدّدة. ‏ولكن لا شك في انّ ثمة اندفاعة داخلية واضحة في اتجاه التأليف، ‏مصحوبة بدفع خارجي كبير. إلّا انّ لا الدفع الخارجي توقّف، ولا الدفع ‏الداخلي أيضاً، إنما الخلاف حول التفاصيل حال دون التأليف على مدى ‏‏9 أشهر، فما هي المعطيات التي تبدلّت بين التكليف السابق ‏والتكليف الجديد، لتجعل تأليف الحكومة هذه المرة ممكناً؟”.‏

واشارت المصادر نفسها، الى أنّ هناك من يعتبر انّ لكل مرحلة ‏أحكامها وظروفها، ولا يجوز إسقاط التجربة السابقة على الحالية، إنما ‏يفترض التمييز بين تجربة وأخرى، وإعطاء كل واحدة فرصتها بمعزل ‏عن الأخرى، خصوصاً وانّ هناك من يعتبر انّ الخلاف الشخصي بين ‏الرئيس سعد الحريري، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ‏طغى على عملية التأليف، وانّ ميقاتي بدأ مشاوراته من دون وضع ‏خطوط حمر حول اللقاء مع هذا الفريق أو ذاك، إلّا انّ العامل الحاسم ‏والأساسي الدافع الى التأليف السريع يبقى في انّ ظهور الجميع ‏أصبحت على الحائط في ظل خيارين لا ثالث لهما: إما التأليف سريعاً ‏لفرملة الانهيار، وإما الارتطام الكبير..‏

وتكفي المقارنة بين التكليفين مع تأجيل رئيس الجمهورية الاستشارات ‏التي كانت ستسمّي الحريري وتوجيه رسالة إلى الكتل النيابية لكي ‏تحكِّم ضميرها، وبين كلام عون عن إمكانية التفاهم مع ميقاتي ‏والوصول معه إلى منطقة وسطى، الأمر الذي فسّرته قوى سياسية ‏أنّ الجميع أُنهك ويريد حكومة، فضلاً عن إصرار مصادر بعبدا على ‏نفي أي شروط مسبقة، وتعميمها مناخات إيجابية، ومن دون التقليل ‏من الرسالة التي وجّهها “حزب الله” بتكليفه ميقاتي خلافاً لعدم تكليفه ‏الحريري، الأمر الذي لا يستطيع العهد عدم أخذه في الاعتبار..‏

واعتبرت المصادر، انّ المدة الفاصلة عن 4 آب قد تكون قصيرة من ‏أجل ولادة حكومة تحتاج إلى اتفاق على الإطار العام، مصحوب باتفاق ‏على توازنات الحكومة العتيدة. وفي حال حصول هذا الاتفاق يكون ‏لبنان أمام رقم قياسي في تأليف الحكومات. ولكن الثابت حتى ‏اللحظة، انّ الأجواء إيجابية، وحركة التأليف سريعة، والرأي العام ‏اللبناني يأمل في ان تصدق التوقعات، لأنّ الأوضاع لم تعد تحتمل ‏والمخاوف من الآتي في حال استمر الفراغ كبيرة جداً..‏

تصور أولي

والى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية”، انّ ميقاتي حمل ‏الى عون في لقائهما إثر انتهاء مشاروات التأليف النيابية أمس، تصوراً ‏أولياً لشكل الحكومة، تضمّن توزيعاً للحقائب حسب التصنيف المعتمد ‏على مختلف المذاهب. وهذا التصور لم يكن ابن ساعته او انّه أُعدّ في ‏الساعات القليلة الفاصلة بين التكليف ويوم الاستشارات النيابية غير ‏الملزمة، وهو يحمل العناوين الآتية:‏

‏- حكومة من 24 وزيراً (ولم تتأكّد المعلومات عن وجود 6 وزراء دولة ‏فيها ووزراء بـ 18 حقيبة بعد دمج وزارات الدولة التي أُحدثت في اوقات ‏متفاوتة بطريقة لم تعط الإنتاجية المقصودة منها).‏

‏- أُبقيت حقيبة وزارة المال من حصّة الطائفة الشيعية من دون أي ‏اشارة لمرة واحدة أو لأي سبب آخر.‏

‏- وزراء اختصاصيون مع الاحتفاظ بأهمية احترام المواصفات التي تبعد ‏التصنيف السياسي او الحزبي للوزراء .‏

‏- توزيع حقائب الوزارات الأمنية بين جميع الأطياف. فحقيبتا وزارتي ‏الداخلية والعدل مثلاً لن تكونا من طيف او فئة واحدة بمعزل عن ‏التوزيعة المذهبية للوزيرين.‏

‏- تحاشي الحديث عن حصص وزارية لهذا المرجع او ذاك، والتشديد ‏على مبدأ “الشراكة”، وأن لا تُؤلف الحكومة الّا بالتشاور بين رئيس ‏الجمهورية والرئيس المكلّف تأليفها. وانّ تسمية الوزراء المسيحيين ‏والمسلمين لا تتمّ سوى بالشراكة بينهما.‏

ووصفت مراجع معنية بعملية التأليف مواصفات ميقاتي للحكومة ‏بأنها “عادلة” و”منصفة” في آن، وانها تلتزم الى حد بعيد المواصفات ‏التي تحدثت عنها المبادرة الفرنسية لجهة الاختصاص وإبعاد منطق ‏الحصص السياسية والحزبية عن الحقائب الانتاجية والخدماتية، ‏خصوصاً تلك التي تتولى قطاعات إنتاجية كبرى كالطاقة والاتصالات ‏والاشغال، وكذلك تلك التي تعنى بشؤون المساعدات الدولية ‏والأممية عند فتح باب هذه المساعدات والقروض الممنوحة من ‏مختلف الهيئات الدولية وتلك التابعة للدول والمؤسسات المانحة.‏

وذكرت المصادر انه بعد عند الانتهاء من البحث في هذه المواصفات ‏ومناقشتها سريعاً، ساد بين عون وميقاتي جَو مريح. ووصفت ‏المصادر اللقاء بأنه “جدي، وشدّد خلاله الرجلان على التعاون لإنتاج ‏حكومة في وقت قياسي، واتفقا على لقاء آخر يعقد بعد ظهر اليوم، ‏وفي حال التفاهم نهائياً على توزيعة الحقائب سيبدأ إسقاط الاسماء ‏عليها.‏

إستشارات التأليف

وكان ميقاتي قد أجرى طوال يوم امس استشاراته النيابية غير الملزمة ‏لتأليف حكومته في مقر مجلس النواب في ساحة النجمة، واكد في ‏ختامها انه “كان هناك إجماع لدى كلّ الكتل والنواب، على ضرورة ‏الاسراع في عملية تأليف الحكومة الجديدة”. وأعلن أنّه سيُطلع عون ‏على النتائج و”الضرورة القصوى في الاستعجال بتأليف الحكومة”، ‏لافتاً الى أنّه “سيتردّد في استمرار الى القصر الجمهوري لتبادل الرأي ‏مع رئيس الجمهورية للوصول الى تأليف الحكومة سريعاً”.‏

وقد شملت استشارات ميقاتي النيابية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ‏فرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي لم يُدل بأي تصريح، ‏فالرئيس تمام سلام الذي قال: “هذا وقت العمل وليس الكلام وما ‏لدينا قلناه”.‏

ثمّ تشاور مع الكتل النيابية، والتقى كتلة التنمية والتحرير”، التي ‏تحدث باسمها النائب أنور الخليل، فقال: “إنّ الحاجة الأولى والأهم هي ‏الإسراع في التأليف”. فكتلة “المستقبل” التي قال النائب سمير الجسر ‏باسمها: “تمنينا على الرئيس ميقاتي الاسراع في التأليف لأنّ البلد لم ‏يعد يتحمّل التأخير. ومن الممكن لهذه الحكومة أن تضع البلد على ‏سكة الخلاص بمجرّد أن تتفق مع صندوق النقد الدولي”.‏

وبدوره، رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، قال: “ميقاتي ‏كُلِّف من دون موافقتنا ومن دون تسميتنا، وهذا دليل إضافي على أنّنا ‏لسنا الأكثرية في المجلس النيابي”. وأضاف: “أمّا وقد كُلّف الرئيس ‏ميقاتي، فمن الطبيعي أن نكون قد اصبحنا في الموقع المساعد. نحن ‏لا نمارس الحرد ولا النكد السياسي، ومن واجبنا أن نقدّم كلّ التسهيلات ‏اللازمة للتأليف”.‏

من جهته، أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “انّ ‏المطلوب الاسراع في التأليف وتعاون الجميع في هذا الاتجاه، وفي ‏البدء على الحكومة أن تسارع فوراً الى طمأنة اللبنانيين في عيشهم ‏وأمنهم الاجتماعي”.‏

وقال النائب فريد هيكل الخازن، باسم كتلة “التكتل الوطني”، عن ‏ميقاتي: “المهمة صعبة، والتعامل مع العهد ورئيس الجمهورية ‏أصعب من الوضع”. ورفض باسم التكتل “كلّ الحصص”.‏

وأعلن رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط أن “لا طلبات ‏للقاء، وتمنينا التأليف سريعاً”. وطلب من كلّ الكتل أن تسهّل مهمة ‏الرئيس المكلف. فيما قال نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي: “إنّ ‏رئيس الوزراء هو المسؤول عن التأليف”. وأشار الى أنّ “مواصفات ‏الحكومة ستكون من اختصاصيين وفقاً لما نصت عليه المبادرة ‏الفرنسية. أمّا عملية الاسماء فتعود لميقاتي بالتسوية مع رئيس ‏الجمهورية”.‏

ودعا النائب اسعد حردان، باسم الكتلة “القومية الاجتماعية”، الى ‏‏”الاسراع في تأليف الحكومة لمعالجة كلّ القضايا الملحّة، لأنّ البلد لم ‏يعد بإمكانه التحمُّل”. كذلك أكد النائب نقولا نحاس باسم كتلة ‏‏”الوسط المستقل” أنّ “التسهيل واجب”.‏

من جهته، قال النائب علي درويش: “تمنينا على ميقاتي توزير ‏شخصية من الطائفة العلوية لان ذلك مطلب حق”. فيما تمنى النائب ‏الوليد سكرية باسم “اللقاء التشاوري”، “تأليف الحكومة سريعاً”، ‏وقال: “لم نشترط أن يكون فيها أي وزير من اللقاء”.‏

وقال النائب جورج عدوان باسم تكتل “الجمهورية القوية”: “أبلغنا الى ‏الرئيس المكلف أنّ “القوات اللبنانية” لا تريد أن تشارك في الحكومة ‏وليس لديها أي طلب بالنسبة الى ما يتعلّق بالحكومة”. وأشار الى أنّ ‏‏”القوات” لا تريد أن تقوم “بمعارضة شعبوية بل معارضة بناءة”.‏

وقال النائب اغوب بقرادونيان باسم كتلة نواب الأرمن: “طالبنا بأن ‏تتابع الحكومة المقبلة التدقيق الجنائي وقضية انفجار مرفأ بيروت، ‏إضافةً الى الإسراع في التأليف، وطبعاً نريد المشاركة في الحكومة”.‏

من جهته أشار رئيس كتلة “ضمانة الجبل” النائب طلال ارسلان، الى ‏أنّه “تمنّى على ميقاتي الّا يحمل أوزار آخرين في تأليف الحكومة”.‏

ومن النواب المستقلين قال النائب نهاد المشنوق ان “لا استعداد لدى ‏الدول العربية حتى الآن لتقديم مساعدات لأنّ لديها اعتراضات على ‏سياسات لبنان”. اما النائب اسامة سعد فقال انّ “المحاصصة ستبقى ‏سيدة التأليف”. فيما أكد النائب شامل روكز أنّ “الصلاحيات ‏الإستثنائية لهذه الحكومة ضرورية على الأقل في الأمور التشريعية، ‏مع أهمية أن يكون الوزراء مستقلّين وخصوصاً قبل الانتخابات ‏النيابية”. من جهته، تمنى النائب ميشال ضاهر على ميقاتي أن “يكون ‏الموضوع الاجتماعي أولويته”. واعتبر النائب جميل السيد أنّ “معركة ‏الثلث المعطل ستبقى قائمة”. ولاحظ النائب جهاد الصمد أنّ “وضع ‏البلد الكارثي يستدعي التضحيات والجميع من كلّ الطوائف يتألّمون”. ‏وقد قاطع رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي الاستشارات ‏تأسيساً على الموقف الذي اتخذه في استشارات التكليف حيث تفرّد ‏في تسيمة القاضي نواف سلام.‏

إقتراح الحريري

وفي أعقاب كشف الحريري عن سلسلة مشاريع واقتراحات القوانين ‏التي تقدمت بها كتلة “المستقبل” الى المجلس النيابي والخاصة ‏بـ”تعليق العمل ببعض مواد القوانين الدستورية الخاصة بآلية رفع ‏الحصانات الممنوحة في مجالات عدة، عكست اجواء “بيت الوسط” ‏ردات فعل ايجابية من شأنها ان توسّع حملة التواقيع على اقترحات ‏القوانين المقترحة عشية الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرفأ بيروت.‏

وقالت مصادر مطلعة على اجواء “بيت الوسط” انّ اولى ردات الفعل ‏التي تبلّغها الحريري استعداد نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ‏توقيع اقتراحات القوانين مؤيّداً الخطوة في توقيتها وشكلها ‏ومضمونها.‏

وعلمت “الجمهورية” انه بعد دقائق من انتهاء الحريري من مؤتمره ‏الصحافي، ترددت معلومات بين أعضاء كتلة “المستقبل” الذين ‏توزّعوا على قاعات “بيت الوسط” تتحدث عن ارتياح رئيس مجلس ‏النواب نبيه بري وترحيبه بالخطوة وتأييده لها من دون تأكيد ما إذا ‏كانت الخطوة مدبّرة باتفاق بين الحريري وبري قبل إطلاقها من “بيت ‏الوسط”.‏

وظهر جلياً ارتياح بري من تقديم الشبكة الوطنية للإعلام “‏NBN‏” ‏التابعة له في مقدمة نشرتها المسائية عند السابعة مساء وقائع ‏المؤتمر الصحافي للحريري لمدة اقتربت من 8 دقائق قبل أي حدث ‏آخر، رغم حجم التقارير الاعلامية التي كانت تتناول استشارات التأليف ‏النيابية. وكان الحريري قد قال في مؤتمره الصحافي الذي خصّصه ‏للحديث عن تداعيات انفجار مرفأ بيروت: “هناك جهات متخصصة ‏بتزوير التاريخ وهي تعمل ليلاً ونهاراً لتقول ان نواب “المستقبل” ‏تخلّوا عن الحقيقة والعدالة، ووقعوا عريضة نيابية ضد رفع الحصانة”، ‏وأكّد أنّ “هذا الكلام قمة التضليل، وقمة التزوير، وقمة الكذب”. وقال: ‏‏”القرار الاستثنائي الذي يجب ان نتخذه، وقد اتخذناه اليوم، هو اقتراح ‏تعليق كل المواد الدستورية والقانونية التي تمنح حصانة أو أصولاً ‏خاصة بالمحاكمات، لرئيس الجمهورية، ولرئيس الحكومة، وللوزراء، ‏وللنواب، وللقضاة، وللموظفين وحتى للمحامين. وهكذا يتساوى ‏الجميع أمام حجم هذه الجريمة، ويذهب الجميع عند المحقق العدلي، ‏ولا يعود هناك من مظلة فوق رأس أحد. وهكذا لا يعود فعلاً هناك ‏شيء اسمه حصانات ولا محميات ولا امتيازات. وأمام حجم هكذا ‏جريمة يستحق منّا أهالي الشهداء والضحايا والجرحى، وبيروت التي ‏تدمّرت، أن نقدّم كلنا تضحيات ونرفع الحصانات عن الجميع للوصول ‏الى الحقيقة”. وختم: “هذا اقتراحنا اليوم ككتلة مستقبل وسيوقّعه كل ‏أعضاؤها، وقد شكلنا لجنة من الكتلة لزيارة كل الكتل النيابية لنطلب ‏توقيعها على الاقتراح”.‏

كورونا

على الصعيد الصحي سجّل عداد الاصابات بفيروس كورونا ارتفاعا ‏ملحوظا أمس، حيث أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي ‏حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 1502 إصابة جديدة (1429 ‏محلية و73 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 557145. ‏كذلك سجل التقرير حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات ‏‏7895.‏

الجمهورية

Leave A Reply