4 آذار ذكرى استشهاد قائدي المقاومة محمد سعد وخليل جرادي وكوكبة من الشهداء

 اوقدوا بدمائهم شعلة المقاومة.. وبتضحياتهم علت راية الانتصار

بعد الهجمات المتكررة على بلدة معركة وقرى الصمود المجاورة أدركت قوات الإحتلال انها تتعامل مع شعب لا يخيفه الموت ولا ترعبه كل الأساليب الوحشية بمختلف فرقها المتنوعة.

وبدأت تصريحات قادتها وضباطها المتناقضة لرفع المعنويات المنهارة لجنودها حيث أعلن أحدهم بالنص : ان 11 يومآ من غارات انتقامية كبرى على معركة والقرى المجاورة قد ادّت الى تخفيض عمليات المقاومين ومعاداة السكان لرجال محمد سعد.

محمد سعد : قبضة المقاومة أشد وأقوى

ويأتي الرد سريعا على لسان القائدين محمد سعد وخليل جرادي.

سعد يعلن : ليفهم قادة العدو جيدآ انه مهما بلغت قبضتهم الحديدية من القسوة والقمع فإن قبضة المقاومة ستبقى أشد شراسة وضراوة وسوف تلاحقهم في كل مكان طالما ظل جندي صهيوني يدنس قرى الجنوب ولا يمكن أن تنعم المستعمرات الإسرائيلية في الجليل بالهدوء والاستقرار طالما استمرت قوات الإحتلال في حربها القمعية والارهابية ضد قرانا.

جُبلنا من جراح كربلاء

ويرد الشهيد القائد خليل جرادي : أرادت إسرائيل اخيرا ممارسة قبضة حديدية فكان الرد تصعيدا في عمليات المقاومة وتصعيدا في الأسلحة المستعملة، اين تفرّون؟ منذ سنة قلنا لهم لا يفيد القتل ولا يفيد الدم معنا، ولا تفيد المآسي معنا لأننا جُبلنا من جراح كربلاء، ومن جُبل من جراح كربلاء لا يمكن أن يستسلم، ليقول : ما بعد القبضة الحديدية دخل سلاح الهاون الى عمق المواجهة…

وهكذا تستطيع المقاومة تكبيد العدو المزيد من الخسائر وتسجيل الانتصارات تلو الأخرى حتى أصبح الحديث عن الانسحاب الاسرائيلي في أوائل العام 1985 يتصدر صفحات الصحف ونشرات الاخبار.

إلا أن العدو المعروف تاريخيا بالغدر وارتكاب المجازر استطاع ان يسجل ضربة قاسية للمقاومة قبل انسحابه، (عبر عملاء جنّدهم ودرّبهم في مراكزه)

استشهاد نصف الجنوب

ففي الثاني من آذار داهم العدو الصهيوني بلدة معركة بعدد جرّار من جنوده وآلياته وطائراته التي لم تغادر سماء البلدة. يومها جمع معظم الأهالي طيلة النهار في إحدى المدارس ودخل الى “مكتبة سيد الشهداء” “ع” فوق النادي الحسيني ومكث فيها لفترة طويلة حيث عمل على تفخيخ المكان بمواد شديدة الإنفجار وبتقنية عالية وبعدما اكمل مهمته هذه انسحب من البلدة وعاد الأهالي ليلتقوا معا ويحتفلوا في اليوم التالي (3 آذار) كما جرت العادة بعد كل مداهمة.

(علما انه جرى تفتيش المكان كما شارك فريق تقني من اليونفيل في عملية التفتيش “فريق فرنسي”)

4 آذار : ويأتي اليوم المشؤوم (الرابع من آذار 1985) وخلال إجتماع الشهيدين محمد سعد وخليل جرادي وفي حضور عدد من الكوادر مع لجنة الإغاثة التابعة للشؤون الاجتماعية حيث كان المكان في الخارج يغص ب العديد من الأخوة المجاهدين .

كانت الساعة التاسعة والدقيقة الاربعين صباحاً عندما حرّكت الأصابع الآثمة والحاقدة زر الجهاز الصهيوني فيهز إنفجارٌ بلدة معركة والجوار ويتصاعد الدخان ليغطي سماء معركة وتعلو الصيحات وترتفع الأيادي بالدعاء والابتهال ان لا يكون محمد سعد وخليل جرادي قد اصابهما مكروه.

وبقي الناس على آمالهم حتى الواحدة والنصف ظهرا حيث كانت الصدمة فوق كل الاحتمالات بعدما بدأت الصورة تتضح وتتسرب الأخبار المفجعة حاملة نبأ استشهادهما ومعهما مصابيح وشموع وهم الشهداء : حسين شعيتلي وعلي عباس والدكتور خليل عطوي واحمد فواز ومحمد السيد حسين خليل واحمد رومية وعلي غندور ومحاسن حيدر وطفلها عباس زين.

ساعتئذ شمت العدو ملء فاهه ونام ملء جفونه وبدأت وسائله الإعلامية تتحدث عن حجم ونجاح العملية (المجزرة) فقالت صحيفة هآرتس في اليوم الثاني للمجزرة حرفياً : (محمد سعد عنصر مهم جدا لانه منسق المقاومة، ومقتله يوازي السيطرة على 200 قرية)

ظن العدو أن الأمر انتهى وغاب عنه ان الجنوب لا ينام على ضيم، وبدأ السحر ينقلب على الساحر، إذ بالشهيد محمد سعد الذي كان يجوب الجنوب والبقاع محطما الحواجز من معركة الى صور الى الناقورة الى بنت جبيل الى مشغرة وإلى وإلى.. إذا به يتسلل من بين انياب الموت على براق ملكوتي يشحذ الهمم بصوته الرقيق ويؤكد وعده الذي وعد به العدو عندما قال : سترتعش اجسادهم من القلة الشامخة التي سئموا من تركيعها، ستهتز عروشهم من الشجرة الطيبة ذات الأصل الثابت المتجذرة في النفوس،

واذا ب هارون محمد سعد الشهيد القائد خليل جرادي يدوي صوته بعناد أقوى وتدق كلماته الوصية المسامع 🙁 نعدك يا إسرائيل باشبال أشد منا في الإيمان واشد منا في الجهاد)

فتستمر المسيرة وتصبح كلماتهم عين المقاومة وبوصلتها، فتكبر قافلة السائرين والمهتدين بهديهم فيلبس الجنوب والوطن عباءة الصدر والنصر.

💔 واخيرا يا امراء اهل الجنة ويا حفدة المسيح”ع” وورثة الذين وقفوا محمد “ص” أيها الفوج المعاصر لأصحاب الحسين “ع” قبلكم كانت أبجدية المقاومة تبدأ ب ( اما بعد) وبعدكم أصبحت ب ( أما قبل) لأنكم يا أفواج الأمل بعدما أحرمتم ولبيتم من ميقات موسى الصدر وطفتم وسعيتم بين هضاب واودية عاملة ووقفتم على تلالها حينها أصابت حصى المقاومة جمرات الشر المطلق وضحّت بخيرة أبنائها، فاتت هذه الفريضة الإلهية والوطنية اُكلها وجاء قطافها تحريرا

فسلام عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ويوم تبعثون.

حسين معنى

Leave A Reply