تحقيق فاتن زيات أمون
تصوير محمد أبو سالم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على بعد 7 كيلومترات من صور، وبالقرب من مكب رأس العين يمتد جزء من محمية شاطئ صور الطبيعية، وهي منطقة رأس العين والتي تعد من أهم المواقع الأثرية التاريخية التي يعود مخطط بنائها إلى العصر الروماني والتي تحتوي أربع برك من المياه العذبة تؤمن مياه الري والشفة لمعظم القرى الجنوبية..
المحمية التي لا يتجازو بٌعد المكب عنها 50 متراً، تعكس التنافر وإجتماع المتناقضات في لبنان حتى في الأماكن الطبيعية، لا زالت إلى اليوم بعيدة عن التلوث بحسب الفحوصات الدورية التي تقوم بها شركة مياه متخصصة، حسب ما يقول المهندس حسن حمزة مدير محمية صور الطبيعية والذي يشرح لنا:” على الرغم من توقف العمل بالمكب واستعماله كمطمر للنفايات العادمة التي تشكل أربعين في المئة، ولكن هذا أمر جد خطير بسبب وجود مواد مضرة مثل الزرنيخ،الفوسفور، الأزوت التي يمكن أن يكون لها إنعكسات خطيرة على المحمية.
ضمن محمية دير قانون رأس العين يوجد لدينا طاحونة قابلة للترميم تعمل على ضغط المياه، إضافة إلى 125 مزارع يعتمدون بشكل كامل على الزراعة، ونحن نحاول اليوم جعلها منطقة مفتوحة زراعياً ولكن بنظام بيئي مميز، يعزز ما هو موجود مثلاً هناك منع زرع بعض الأشجار، البساتين إلخ..
منطقة” الخيم البحرية الشعبية ” جزء هام أيضا ً من المحمية والتي إحتسب عدد الخيم وهيكليتها بحسب دراسة تابعة لوزارة البيئة ضمن شروط ومواصفات معينة، والتي يسمح فيها بنشاطات صديقة للبيئة فقط،مع منع إنشاء منتجعات سياحية، فشاطئ صور الرملي هو الأول في لبنان من ناحية الإتساع ونوع الرمل وتكسر الموج”…
يتابع حمزة: ” نتيجة الأبحاث البحرية وجدنا منطقة رائعة وقابلة للترميم بيئياً والمشروع قيد الدرس لإجراء دوريات بحرية، لحماية المحمية البحرية التي تمتد على مسافة 18 كلم من رأس الجمل خط نار وصولاً إلى رأس العين فكان الموضوع صعباً، لذا كان إقتراحي بالبدء من رأس الجمل بمسافة 2كلم لحمايتها ووضعها تحت السيطرة ثم التقدم تدريجيأ بالتنسيق مع القياديين لخطورة الممارسات التي يقوم بها بعض الصيادين “ديناميت، لانيت، الشبك الأعمى، البارودة، الكومبرسور …
نحن نشعر بأهلنا الصيادين الذي لا يوجد أي جهة تحميهم، أو تؤمن لهم ضمانات كافية ولكن من جهة أخرى تلك الممارسات الخاطئة تهدر ثروتنا السمكية، موضوع ترميم البحر سهل فلدينا بيئات بحرية قادرة على إنتاج السمك..
فيما يتعلق بتعزير وتسويق المحمية يوجد مشروع بالتعاون مع مجموعة العمل المحلية، لتحويل المبنى إلى معرض دائم للمنتوجات الزراعية، التقليدية، والحرفية يسوق المعرض لمنتوجات حوالي 25 تعاونية،كما سنقدم فيه نبذة عن المحمية وستاندات للحرفيين.
نطمح اليوم لتحويل المحمية لمركز علمي، ثقافي، توعوي لخلق ثقافة بيئية مجتمعية، وهنا أود أن أنوه بجهود رئيس لجنة المحمية رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق والذي يسعى جاهداً للتسويق للمحمية في كافة النشاطات العامة، ولكن هذا لا يكفي فمشكلة الدعم المادي لها الأثر الرئيسي في هذا الموضوع إضافة إلى الدور الأساسي للإعلام في التسويق للمحمية.
خلال الأبحاث البحرية تبين أن مواقع الزيرة، السبع صخرات، ومنطقة المحمية من الناقورة لرأس الجمل خالية من التلوث نتيجة غياب مصانع البتروكيماويات ونعمل اليوم على زيادة الحمى البحرية التي تؤمن حماية بعض المناطق بقرار بلدي ريثما يتم تحويلها إلى محمية، فمهمتنا اليوم هي التسابق مع الوقت لحماية أكبر عدد من الأراضي فتحويل الأراض إلى حمى يوجب على المستثمر مراجعة المحميات، ونحن نعمل وفق المبدأ العالمي “قونن ثم إحمي”..
ختاماً اليوم تركيزنا على المنطقة البحرية، ونناشد الصيادين إحترام التشاريع والإجراءات ونؤكد التنسيق مع القوات البحرية في هذا الموضوع لقدرتها على التحرك إسوة بمحمية جزر النخيل في طرابلس، ونشكر قيادة وضباط وعناصر اللواء الخامس في صور التي تساهم بشكل كبير في حماية المحمية”.
الأنسة نابغة دقيق المختصة في العلوم والإدارة البيئية تقول:
” أنشئت محمية صور بموجب القانون رقم 708 في عام 98 وتم إعلانها منطقة رطبة ذات أهمية عالية وفقاً لإتفاقية رامسار RAMSAR للمناطق الرطبة التي تساهم في تنقية المياه السطحية وجذب التنوع البيولوجي، طيور، زواحف إلخ…
ومن اهم مميزاتها، التلال الرملية التي تساعد الأنواع العديدة من النباتات بتثبيتها، كما يجذب الشاطئ البحري في المحمية السلاحف المعرضة للإنقراض عالمياً السلحفاة ضخمة الرأس (Caretta caretta)، والسلحفاة الخضراء(Chelonia mydas) والتي تقوم بوضع بيضها على الشاطئ حيث نقوم بتحديد المكان وتعداد البيض لأخذ إحصاءات عن موسم التزاوج…
في حزيران الماضي هناك مشروع تعاون مع الدولة الإيطالية و مركز”راكسبا RACSPA” التونسي لوضع جهاز إرسال متصل بالأقمار الصناعية على ظهر السلحفاة لرصد حركتها على الشاطئ حيث بين وجود بيئة متنوعة بيولوجياً مناسبة للسلحفاة على شاطئنا وهذا يساهم في جذب المشاريع الدولية .
كما تكتسب المحمية أهمية خاصة لإرتباطها بتاريخ مدينة صور العريقة، إضافة إلى وقوعها على أهم مسار لهجرة الطيور في العالم، التي تستعمل مستنقعات المحمية كمحطة استراحة خلال سفرها من والى شرق أوروبا وأفريقيا، ما خولها التسمية كموقع رامسار 98 : مستنقع ذو أهمية دولية عام 1999، وحيث تمّ التعرف على أجناس من الطيور ذات أهمية عالمية تتمّ حالياً دراسة الموقع لإحتمال تسميته كموقع هام للطيور IBA.
هذا وتنظم في المحمية ورشات عمل بيئية وجولات تثقيفية علمية للمدارس كما نستقبل طلاب الجامعات للقيام بفترات تدريبية مثلاً : القيام بدراسة جينية للنباتات ومراقبة نموها وتطورها”.
وختمت دقيق:” المطلوب اليوم نقطتان اساسيتين، أولا ً: تفعيل ثقافة المجتمع المحلي بدور المحمية ومدى ضرر الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض والتسويق والتعريف لها عبر النشاطات المتنوعة على مدار العام والتي تعد مسؤولية مشتركة بين هيئات المجتمع المدني والمحلي.
ثانياً: دورالأطراف السياسية التي تحتاج إلى إتخاذ قراربدعم عمل لجنة المحمية وملاحقة المخلين بالقانون حيث يكون الإحتكام للصالح العام إسوة بغيرنا من المحميات اللبنانية، وذلك لما يعود من نفع وتعزيز للدور الإقتصادي الحيوي للمدينة كموقع تراثي بيئي عالمي” …
في صور ومنطقتها محمية تستقبل وفوداً سياحية أجنبية تعرف وتقدر ثرواتنا البيئية في وقت لا يعرف الكثيرون منا عنها، ما يستوجب علينا اليوم نقطتين أساسيتين: أولاً تفعيل ثقافة المجتمع المحلي بدور المحمية ومدى ضرر الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض، والتسويق والتعريف لها عبر النشاطات المتنوعة على مدار العام ضمن ما يسمى السياحة المسؤولة التي تلتزم القواعد البيئية وهي مسؤولية مشتركة بين هيئات المجتمع المدني والمحلي..
ثانياً: رفع الغطاء السياسي ودعم عمل لجنة المحمية في ملاحقة المخلين بالقانون، حيث يكون الإحتكام للصالح العام هو المعيار الوحيد المٌتبع، إسوة بغيرنا من المحميات اللبنانية وذلك لما يعود من نفع وتعزيز للدور الإيجابي الحيوي والإقتصادي للمدينة كموقع تراثي بيئي عالمي …
المهندس حسن حمزة والآنسة نابغة دقيق شكرا موقع صوت الفرح على الإهتمام الذي يوليه بالقضايا التي تهم المدينة وإرثها الثقافي والبيئي.
