البحث عن السياسة.. لتكون الدولة دولة!

كتب طلال سلمان :

تندثر السياسة في البلاد العربية بعدما تساوت الخيانة مع الوطنية وصارت السياسة لعبة تسلي الرعية وتشغلهم عن هموم أيامهم وليالي الأرق.

صارت السياسة شطارة، بداهة، سرعة خاطر، القدرة على “بلف” الآخرين، التسلق لكي تسبق غيرك، فإذا ما نجح غيرك في التسلق حاولت أن تسحب السلم لكي يقع فتندفع وحيداً إلى حيث ترغب.

تستمع إلى هذر السياسيين، تحاول استكشاف دلالات لقاءاتهم، تستشف مقاصدهم من خلال إيحاءاتهم ومناوراتهم..

تتعب وأنت تحاول العثور على المعنى في تصريحاتهم الموجهة إلى من في القصور، أو في ما وراء البحار..

مع تعاظم فشل أهل السياسة اقتحم العسكر الميدان وسادوا بعدما أدانوا العهود السابقة وحاكموا أبطالها فأعدموهم أو زجوهم في السجون والمعتقلات.

في بلاد أخرى تُرك السياسيون في الشارع، يثرثرون. ولا من يستمع، يحرضون ولا من يستجيب، ثم يخلدون إلى الصمت في قلب اليأس في انتظار الرحيل.

في لبنان يسعى بعض القادة إلى إعادة الاعتبار إلى زمن مضى، وينفضون الغبار عن سنة 1920، حين جلس البطريرك الحويك مع ممثلين للسلطة الفرنسية في باريس يرسمون خريطة لبنان الجديد، لبنان – الدولة وريثة المتصرفية وعصر الأمراء المعنيين والشهابيين… وحين عرضت على غبطته أن تُمد الحدود الشرقية للبنان إلى طرطوس رفض وأصَّر على أن يأخذ الجنوب… وحين قال المفاوض الفرنسي أن اهل الجنوب من الشيعة رد غبطته مطمئناً مضيفه الفرنسي: لا تخف ولا تخيفني .. انهم باعة بيض، لا أكثر!

ها هو البيض قد صار ديوكاً، غبطتك..

أما اهل لبنان فيهدرون وقتهم في البحث عمن ينهي بحثهم المضني عن …دولتهم!

Comments are closed.