إلى الرئيس نبيه بري.. سلامٌ عليك – أمل كردي

للذي علمني كيف اشمس الحروف وأغزل الكلمات على منول الحقيقة حرفا حرفا والناس حولي تحترف التحريف

للذي علمني كيف تصير القصيدة وطنا والنص صلاة والجملة شرفة يطل منها الأمل

للذي علمني كيف أصوغ الموقف جملا لا تجرح ولا تحرج فترجح على اقاويل المبطلين ، وأن لا أكتب لأسمع التصفيق بل لأصغي لصدى الصدق وهو يرتج في اعماق القلوب ، وأن اطيل الصمت ان كان الكلام لا يشبه الحقيقة فصرت حين أكتب

أحاول فقط أن أكون ظلّ ظلّه في اللغة،

أن ألامس شرفةً من شرفاته العالية في فن الإنقاذ بالكلمة،

أن أكون تلميذة في مدرسة الحروف التي إذا نطقها ألهمت وأنقذت

وبالعودة إليه ..

 للذي قرأ الجنوب قصائد وجع لا تكتب بالحبر بل بملح مذاب على جفون الامهات لصباح الخير من شفتيك التي استحالت نشيدا لوطن يسكن منزلة القلب

للذي يحبط مخططات ويردي مخططين بكاتم صمت فيجعل الهدوء فخا والصبر شباكا

للذي يرفع الصوت دون صراخ وينصت فتخونهم غطرستهم ثم يسقطهم بحرف للذي اذا ارتفعت الاصوات خفت صوته فارتبك الصخب واذا تأهب المتآمرون تظاهر بالسكون وفي عمق سكونه للسلام خطة وللخلاص مخرجا وللوطن حياة فيمشى دون خطى في حقول السكت المزروعة بالكلمات الموقوتة لينتشل الوطن من تحت ركام الكلمات القاتلة

لا يمشي نحو المواجهة بل يجعلها تمشي نحوه فتتعثر بثباته يدير وجهه نحو قضية ما فتتغير الريح ويشعر الخصم ان المعركة خسرت قبل أن تبدأ

سلاحه صمت وتحويجة حروف تنطق عند الضرورة خطته ألا يقول حين يلهث الجميع نحو القول فيتراكضون لقول ما يطلبه الجمهور وألا يظهر حين يركضون نحو الضوء ثم حين يحين موعد الحقيقة يخرج من بين الركام كراع رسمي للخلاص كأنه يكتب فصلا من كتاب النجاة ويغلقه بهدوء

حين يصمت لا ينسحب وحين يتكلم لا يثرثر فيبين كناسك حرف وسادن بيان كلما تأهبت المؤامرة وجدته يسبقها بخطوة بكلمة واحدة او بلا كلمة

للذي يمشي بين الغام الكلمات يريد يفككها ليسلم الوطن

للذي يبني جملا والاخرون منشغلون ببناء سواتر ترابية وفكرية يفتش عن كلمة لا تنفجر فتكون كلمته اول السطر والنقطة في اخره التي تنبي بتمام المعنى وتبدو ممرا ضيقا بين الهاوية والنجاة حتى اذا اهتز ميزان الدولة سنده بعبارة كأنها صخرة على صدر الانهيار فتتحول أعمدة خفية تحمل سقف الوطن كيما يهدم على رؤوس بنيه

للأب الذي يعرف متى يمنع ومتى ينصح ومتى يمنح

لنبيه بري

فسلامٌ عليك فصيحًا صريحًا متربّعًا على عرشِ اللّغة سلامَ عارفةٍ أن لولاك لكانتِ العبريّةُ لا العربيّةُ لغةً رسميّةً لموطنِنا

السّلامُ عليك وأنت تأسرُ العقولَ بوجدانيّاتِك الّتي تلامسُ القلوبَ في سهلِ خطابِك الممتنع

السّلامُ على لغةِ الحبِّ الّتي أدخلْتَها مرغمةً سوحَ الحر.بِ والسّياسة وعلى شينِك النّافيةِ الشّافية

السّلامُ على فرادةِ مفرداتِك ولغةِ الصّمتِ والسّكتِ في قواميسِ حكمتِك وحنكتِك ، السّلامُ على هدوءِ الحروفِ فوقَ منابرِ المتّزنين ولغةِ العقلِ وسطَ صخبِ المجانين

السّلام عليك وأنت أنت الميدانُ والرّبانُ والمفاوضُ المفوّضُ والسّياسي الدّبلوماسي والمُحا.رِبُ والمُحا.ربُ والطّرفُ الطريفُ والمتطرّفُ والصلبُ الجّامدُ والمرنُ وأنت لبنان والخطّان الأحمران وأرزُه وأرُزّه المنثور في أعراس الحرّية وأنت كلّنا الّذي للوطن وأنت ميزانُ الجوهرجي صانعُ التّسويات المرابطُ على ثغور الحرف وشياطين التّفاصيل والمشيحُ بنظرِك عن الجاحدين ” المنقّرين ” لأنّك مشغولٌ بحفظِ ماءِ وجوههم لإنقاذ ما تبقى …

السّلامُ عليك وأنت تضعُ النّقاطَ على حروفِ المواقف وتكتبُ بياناتِ النّصر وتحترفُ الصّبر وقد كنّا قبلَك حروفًا ميّتةً لا تُقرأ ولا تُهجّأ وعلامةَ استفهامٍ آخرَ السّطر

السّلامُ على حرفي ” آخ ” في معجمِ وطنيّتِك من ” آخ يا بلدي “حتّى آخ صور

السّلامُ على لغةِ التّعالي والتجاهلِ المتجليّة في ” إي يحكوا ، إي يقولوا ..” المستقاةِ من لفظة ” سلاما ” في قرآنِنا

السّلامُ على فعلِ الأمرِ ” أن عودوا ” من شفتيك الّذي جعلَ أحلامَ الأعد.اءِ في خبر كان وصيّرَ التهجيرَ فعلًا ماضيًا

السّلامُ على حركتِك الّتي سكّنَت آلامَ الوطن

السّلامُ عليك مبتدأ المقا.ومة وخبرها السّلامُ على السّاكِنَين في وجدانِك وقلبِك نحن والجنوب وقد خالفْتَ قوانينَ النّحو فوعدْت وحتمت أن ” سنلتقي “

السّلام عليك وأنت ترتقي بحروفِك وتنتقيها

السّلام على لغةِ الحزنِ الكربلائيّ في دموعِ مقلتيك وقد مازجَها الكبرياء

السّلامُ على حزمِك وجزمِك الّذي حذفَ حروفَ علّةِ الإتفاقات

السّلامُ على لغةِ الأبوّةِ في تصاريحِ عينيك ولغةِ الحنوّ في سهولِ يديك

السّلامُ عليك وأنت تبكمُ اللّغة وتعييها كيف تصفُك وتنصفُك وتفيك وتبيّنُ بعضَ ما فيك

السلام عليك أستاذَ البلاغةِ والفصاحةِ والأدب السّلامُ عليك إليك تستحقُّه كلَّ يومٍ لألفِ سببٍ وسبب

Leave A Reply