ليس من المستغرب اكتشاف وجود عملاء للعدو الإسرائيلي في لبنان، لا سيما في ظل الخروقات الكبيرة التي حققها هذا العدو في حربه الأخيرة على لبنان. إلا أن الصدمة الأكبر تكمن في أن يكون بعض هؤلاء العملاء من البيئة الحاضنة للمقاومة، من أولئك الذين أكلوا وشربوا مع ضحاياهم، شاركوهم البسمة والدمعة، وكانوا على تماس يومي مع عائلاتهم.
العمالة لا تؤذي فقط الضحايا أو الشهداء وأسرهم، بل تمتد آثارها لتطال أسرة العميل نفسه، الذي لم يفكر لحظة واحدة في حجم التداعيات التي ستلحق بعائلته حين يُكشف أمره. حتى لو تبرأت الأسرة منه، فإن وصمة العار على تربية إنسانٍ منحل ستلاحقها إلى أبد الآبدين.
المنشد العميل، الذي طالما أنشد للمقاومة وباعها في لحظة مقابل حفنة من الدولارات، يتحمّل مسؤولية مباشرة في سقوط أكثر من ستة آلاف شهيد، إلى جانب شركائه العملاء الآخرين. لقد أعمت الدولارات الخضراء بصره وبصيرته، فلم يأبه لأوجاع المقاومين، ولا لفقدانهم لأبصارهم أو حياتهم. حتى أصدقاؤه المقرّبون، الذين كان ينعى الواحد تلو الآخر بكل وقاحة، وكان هو نفسه من خطّط لاستشهادهم بدم بارد.
هذا ضعيف النفس، لا يمكن وصفه بأقل من «حية في حضن الضحية»، أُطلقت لسعتها المميتة بلا رحمة. وما شجّع أمثاله على التمادي هو التهاون السابق مع العملاء، ما فتح الباب أمام الانخراط في العمالة والتفريط بالوطن والأهل مقابل ملذات آنية وزائلة.
اليوم، وبعد التأكد من التورط في العمالة، لا بدّ من اتخاذ القرار الحاسم: تعليق المشانق. فهؤلاء يجب أن يكونوا عبرةً لكل من تسوّل له نفسه بيع الوطن. وعلى الحكومة ألا تتأخر في تنفيذ أحكام الإعدام بحق العملاء، وألا تقع مجدداً في فخ معادلة «6 و6 مكرر».
علّقوا المشانق فوراً.
امال سهيل – اللواء