الإعلامية جمانة كرم عياد
في مثل هذه الايام الدامية، انطفأ سيف العدل، وسكت صوت الحق، حين هوى جسد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) مضرجًا بدمه في محراب صلاته، ولكن روحه بقيت تتوهج في ضمير الإنسانية، تلهب القلوب وتحيي الضمائر.
أي يدٍ تلك التي امتدت إلى وجه الله في أرضه؟! أي جهلٍ ذلك الذي ظن أن ضربة غادرة في مسجد الكوفة يمكنها أن تطفئ شمسًا أشرقت على الدنيا بالعدل والحكمة؟! لقد قتلتم الجسد، لكنكم أحييتم ذكرى لا تموت، وسيرةً باقية ما بقي الدهر.
عليٌّ لم يكن رجلًا عابرًا في التاريخ، بل كان هو التاريخ بأسره، يمشي بين الناس، يعظ الملوك، ويواسي الفقراء، ويرفع راية الحق حتى آخر رمق. قتلتموه وهو ساجد، لكنه ارتفع شهيدًا، وارتفعت كلماته ترعد في آذان الظالمين: “فزتُ وربّ الكعبة!”.
سلامٌ على الجبين الذي سجد لله فلم يرفع إلا على صهوة الخلود، وسلامٌ على السيف الذي لم يُشهر إلا لنصرة الحق، وسلامٌ على الروح التي أبت إلا أن تبقى قنديلًا يضيء دروب الأحرار. يا أبا الحسن، نم قرير العين، فقد خاب القاتل وفاز المقتول!