إنا لله وإنا إليه راجعون
.. والعلماء باقون ما بقي الدهر ..
ننعى للحوزات العلمية والأمة الإسلامية ارتحال الفقيه الأخلاقي آية الله السيد مرتضى الصدر المستجابي الإصفهاني رحمه الله ، سليل الأسرة العلمية آل الصدر ، هذه الأسرة التي ما زالت منذ قرون تتحف المجتمع الإسلامي بأفذاذ الفقهاء والعلماء والمفكرين والباحثين ورجالات السياسة والاجتماع ..
وفقيدنا بدأ حياته العلمية في النجف الأشرف ، حيث درس مراحل الدراسة الحوزوية في سن مبكرة على يد علماء النجف الأشرف ، فقطع دراسة المقدمات والسطوح في سبع سنوات ، ليشرع بعدها بدراسة البحث الخارج الفقهي والأصولي وفي علم رجال الحديث ، فحضر بحث زعيم الحوزة العلمية السيد أبي القاسم الموسوي الخوئي لعشر سنين ، وبحث الفقيه المفسر العارف السيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري لأربع سنين ، كما حضر البحث الأصولي للمحقق الميرزا باقر الزنجاني .. وشارك في دروس آخرين ، لينتقل بعدها إلى حوزة قم المقدسة مشاركاً في الدرس والتدريس فيها حتى منتهى أجله .. وقد أسس بعض المؤسسات ورعى مختلف أنواع الخدمات ، وقضى عمراً زاخراً بالعطاء وتربية الطلاب على منهجه الأخلاقي ..
تفتقد الحوزة العلمية هذا النموذج من العلماء الأخلاقيين ، الذين قل نظيرهم .. ويصعب تعويض أمثاله بسهولة في المدى المنظور ..
نعزي أسرته وآل الصدر المكرمين ، سائلين المولى أن يتغمده برحمته الواسعة ، وأن يحشره مع النبي وآله .. وإلى روحه ثواب الفاتحة ..
الأقل : د . الشيخ إبراهيم العاملي .. سليل الشهيد الثاني صاحب الروضة البهية ..
20 شعبان المعظم 1446