الجمعة, نوفمبر 1

«بنك» الأهداف يكبر والردّ سيكون مُوجعاً!

كتبت صحيفة “الديار”: رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس وتيرة اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، في محاولة لاحتواء ردود حزب الله المرتقبة، ضمن معادلة «الدم بالدم» التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي عقب مجزرتي النبطية والصوانة. واذا كانت هذه الضربة لن تؤدي الى انزلاق الاحداث نحو مواجهة شاملة، الا انها ستوسع من خارطة الاهداف التي ستقصفها المقاومة حتما، بما يتناسب مع حجم الضربة «الاسرائيلية» التي استهدفت مواقع اقتصادية لا عسكرية. ووفقا لمصادر مقربة من حزب الله، فان ما حصل محاولة ردع فاشلة، و»بنك الاهداف» بات اوسع، والرد سيكون موجعا..

وفيما يعيش المستوطنون قلقا مضاعفا من توسع ردود حزب الله، تبدو القيادة العسكرية مربكة في كيفية التعامل مع الجبهة اللبنانية، في ظل عجز واضح عن الذهاب الى حرب مفتوحة ستكون نتائجها كارثية، بحسب اجماع كافة جنرلات الاحتياط الذين ينصحون المسؤولين الحاليين بالكف عن «الثرثرة» الفارغة، في ظل عجز عن حل «لغز» صواريخ صفد، والحرب الاكترونية الصعبة مع حزب الله، والتطور النوعي في منظومته الصاروخية.

انضاج الصيغة «التشاورية»؟

وفي سياق متصل، عاد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من مؤتمر ميونيخ الامني، بقناعة راسخة بعدم امكانية وقف النار على الحدود الجنوبية قبل وقف الحرب في غزة، وهو امر كان محط اجماع لدى كل من التقاهم من مسؤولين غربيين، وفي طليعتهم المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الاكثر واقعية في الادارة الاميركية، حيث كان واضحا في حديثه عن ان سلاح حزب الله غير مطروح في اي نقاش حول الترتيبات الامنية المزمعة على الحدود، بعكس ما يروج له بعض المسؤوليين اللبنانيين.

وفي الوقت الضائع يلتقي اليوم سفراء «الخماسية» في السفارة الفرنسية، وهو لقاء تشاوري تنسيقي للبحث في كيفية التعامل مع الملف الرئاسي في ظل حالة الانسداد الداخلي، والتعويل على تحرك مرتقب لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدم وجود اي حراك خارجي جدي في ظل الحرب الدائرة في غزة والجنوب، باستثناء تحرك المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بعيدا عن الاضواء، لانضاج صيغة «تشاورية» ثنائية وثلاثية بين الاطراف اللبنانيين، بدل طاولة الحوار!.

«اسرائيل» والقلق من الحرب

وعلى الرغم من التباهي «الفارغ» لوزير الحرب «الاسرائيلي» يواف غالانت، الذي قال تعليقا على الغارتين في الغازية» لقد رأيتم كيف استهدفنا بنى تحتية لحزب الله في صيدا، وقريبا في بيروت وعلى كافة الاارضي اللبنانية»، فان ما قالته صحيفة «معاريف» يلخص الموقف في «اسرائيل» اليوم، حيث اكدت «ان الخوف من توسيع الحرب مع حزب الله وتحولها إلى حرب إقليمية، تكون نهايتها غير حميدة، وستقر كل الأطراف ذات الصلة بأننا نجلس على برميل بارود، وهذا يؤدي إلى إيجاد حل لهذه المنطقة النازفة». ونقلت عن جنرلات في الجيش «الاسرائيلي» قولهم «لا مصلحة لنا في حرب الشمال، ولا قدرة لنا عليها، وواشنطن اليوم تمنع الحكومة من توسيع الحرب».

الخروج عن «قواعد الاشتباك»

وكانت دولة الاحتلال قد تجاوزت قواعد الاشتباك مرة جديدة، ووسعت دائرة اعتداءاتها على اهداف مدنية صناعية في العمق اللبناني على بعد نحو 50 كلم من الحدود. فاستهداف بلدة الغازية لن يمر دون رد من قبل حزب الله، وهذا ما تعرفه «اسرائيل» جيدا، تقول مصادر مقربة من الحزب، ولهذا سارع الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري الى تبرير الغارات بالزعم انها استهدفت مخازن اسلحة، ردا على هجوم لمسيّرة لحزب الله فوق بحيرة طبريا، وهو امر كذبته الوقائع على الارض حيث تبين ان الموقعين المستهدفين باربعة صواريخ اطلقتهما طائرات حربية هما: معمل لصناعة المولدات «خليفة وغدار»، ويتضمن الهنغار المستهدف اطارات والواح طاقة شمسية وزيوت للسيارات، ما سبب باندلاع حريق هائل. اما الموقع الآخر فهوعلى بعد كيلومتر من الموقع الاول، وهو معمل لصناعة احجار الباطون الجاهز، وفيما كانت الاضرار المادية كبيرة، جرح 4 عمال من التابعية السورية بجروح طفيفة، واصيب عنصرين من الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة خلال عمليات الاطفاء.

الاعتداءات «الاسرائيلية»

وكان طيران العدو الإسرائيلي قد نفذ غارتين بين يارين والبستان، كما شن غارة على منطقة «المحافر» في بلدة العديسة ومنطقة الضهيرة. كما مشطت قوات الاحتلال بنيران رشاشاتها الثقيلة المنطقة المتاخمة لبلدة راميا. هذا ، واعلن جيش الاحتلال عن إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان. وأفاد الإعلام العبري بأن العديد من الطرق تم إغلاقها في منطقة الجليل الغربي، عقب تصاعد حدة الاشتباكات على الجبهة الشمالية.

مسيّرة في طبريا؟!

في المقابل، أورد الإعلام «الإسرائيلي» أن صفارات الانذار دوّت في عدد كبير من مستوطنات الشمال، خشية تسلّل مسيّرات من لبنان، كما دوّت الصفارات في زرعيت بعد رصد إطلاق 3 صواريخ من لبنان، وأفيد بسقوط صاروخ على ثكنة برانيت.

وأعلن حزب الله استهداف موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وموقعي الرمتا، وكذلك موقع السماقة في مزارع شبعا. فيما سقطت بعض الصواريخ في كريات شمونة. وكانت احدى المسيّرات قد اخترقت الانظمة الامنية والعسكرية «الاسرائيلية» ووصلت الى طبريا، وزعمت قوات الاحتلال انها انفجرت في منطق مفتوحة؟!

هلع وتهافت المستوطنين على شراء البضائع!

وعلى صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام «إسرائيلية»، أن الجبهة الداخلية شمالي فلسطين المحتلة تتخوّف من اندلاع حرب شاملة، منذ الخطاب الأخير للسيد نصر الله. وأضافت أن تهديد السيد نصر الله بالصواريخ القادرة على الوصول إلى إيلات، دفع آلاف المستوطنين «الإسرائيليين» إلى التهافت على المتاجر، خشية من نقص في المواد الأساسية. وأكدت «القناة 12 الإسرائيلية»، إنه من المتوقّع أنّ تشهد الجبهة الشمالية أيام قتال إضافية، خاصة بعد توعّد الأمين العام لحزب الله بردّ قاس جداً. وأضافت انه لهذا السبب هناك استنفار عال وجاهزية في الميدان على الحدود الشمالية، نحن طوال الوقت على حافة الحرب.

الاختباء خلف الجدران

وقال رئيس السلطة المحلية في مستوطنة «كريات شمونة» أفيخاي شتيرن إنّ المستوطنين بعد 4 أشهر «باتوا في وضع لا يُطاق، وتحت ضغط فظيع». بدوره، قال رئيس مجلس «مرغليوت» إيتان دافيدي إنّ الوضع في المستوطنة»غير معقول، ولا يمكن للسكان الدخول والخروج متى أرادوا»، مضيفاً «لا نستطيع المناورة، نحن نختبئ خلف الجدران حين نكون في مرغليوت».

«غراد» دقيقة و»فاتح 110»

هذا، وأكدت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» أن حزب الله يتقدّم نحو عالم الدقة في صواريخه، لايجاد التوازن مع سلاح الجو «الاسرائيلي». ووفقا لمسؤولين عسكريين، فان حزب الله حوّل قذائف «غراد» الصاروخية وقذائف صاروخية أخرى قصيرة المدى إلى سلاح موجّه ودقيق. كما بات واضحا ان الحزب يمتلك عشرات الصواريخ الدقيقة من نوع «فاتح 110» وعدة مئات أخرى من ذخائر دقيقة تشمل القذائف الصاروخية القصيرة المدى، وصواريخ جوالة، وصواريخ أرض – جو وغيرها.

صواريخ صفد «الغامضة»؟!

ولا تزال القيادة العسكرية والامنية «الاسرائيلية» منشغلة في فك شيفرة صواريخ صفد الغامضة، التي لم يتنبناها حزب الله ويتجاهل تقديم اي معلومة حولها. وفي هذا السياق، تحدّث موقع «والا» الإخباريّ العبريّ عن انتقاداتٍ حادّة في الجيش «الإسرائيليّ»، لعدم اعتراض منظومة الدفاع الجويّ للصواريخ التي أطلقها حزب الله وفق الموقع، وادت الى مقتل مجندة في قاعدة القيادة الشمالية واصابة 8 آخرين.

الفشل العسكري والامني

وبحسب الموقع، تم اطلاق 11 صاروخًا من نوع غراد، بقطر 122 ملم من منطقة حنين في جنوب لبنان، فرصد رادار منظومة الدفاع الجويّ أنّ بعض الصواريخ التي مرت فوق مستوطنة المطلة ومدينة كريات شمونة، كان من المفترض أنْ تسقط في مناطق مفتوحة، لذلك لم تُطلق أيّ صواريخ اعتراضية باتجاهها. ونقل الموقع عن مسؤول عسكري «إسرائيلي» قوله إنّ المناطق الأمنيّة يجب أنْ تكون تحت حماية مشدّدة لمنظومة الدفاع الجويّ، ولا ينبغي السماح بحدوث مثل هذه الأخطاء. وليس من الواضح إذا كانت الظروف الجويّة المعقّدة أوْ تفاصيل فنيّة أخرى، هي التي أدت إلى عدم إصابة الصاروخ الاعتراضي. لكن لم يكن من المفترض أنْ تكون هذه عملية معقّدة، ولم يكن من المفترض أنْ يسقط هذا الصاروخ في قلب القاعدة، وبالتأكيد ألّا يقتل جنديّة.

ووفقا للمسؤول العسكري «الاسرائيلي»، فان الصواريخ كان من المفترض أنْ تسقط على مستشفى «زيف» في صفد وقاعدة القيادة الشمالية، حيث أطلقت بطاريات القبّة الحديدية صواريخ اعتراضية على الصواريخ، لكنّ صاروخًا واحدًا تمكّن من اختراق منطقة القاعدة واصابها، بينما كانت تركض الجنديّة للاختباء. واضاف: المشكلة أنّه لا يمكن أنْ تكون في الإنذار، بل في المنظومة.

لا اجوبة حول الاخفاق

وخلص المسؤول العسكري «الاسرائيلي» الى القول الأمر ما يزال قيد التحقيق، لكن الأساليب التي يستخدمها حزب الله ليست جديدة علينا، وموضوع الاعتراض قيد التحقيق، ولم تُقدّم أي نتائج حتّى الآن، بل فقط تقديرات. هذا ليس نوعًا جديدًا من الصواريخ، وليس جديدًا أيضًا أنّ حزب الله يستخدم أسلوب الإغراق بوابلٍ كبيرٍ من الصواريخ، في محاولة لجعل الأمر أصعب على المنظومات، والنقطة التي انطلق منها الصاروخ معروفة أيضًا، لكن لا نعرف ما الذي حصل فعلا؟!.

الحرب الالكترونية

من جهتها ركزت صحيفة «اسرائيل اليوم» على الحرب الالكترونية على الحدود، وكشفت بأن حزب الله استولى على طائرة مسيّرة تابعة لمجلس مستوطنة المطلة شمالي «إسرائيل»، بعد ثوانٍ قليلة فقط من تحليقها، فتم تغيير اتجاهها واختفت. وقال قائد وحدة الطائرات المسيّرة في منطقة إصبع الجليل، ومشغل الطائرة المختفية، «ان ارتفاع الطائرة المسيّرة كان حوالي 50 مترا وعلى بعد مسافة مثلها من نقطة الإقلاع، وبعد دقيقة واحدة اختفت كليا. لقد سيطروا عليها، والشاشة أظهرت أنها ليست في المطلة، ولكن في لبنان».

اصداء مؤتمر ميونيخ للامن

فيما أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد خلاله ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة، عاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من مؤتمر «ميونخ للأمن» مستجمعاً بعض المعطيات نتيجة لقاءاته، خصوصاً مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين. كما التقى ميقاتي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث ناقش معه الوضع في لبنان وعمل «اللجنة الخماسية» للمساعدة في حل أزمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. وتطرق البحث إلى الوضع في جنوب لبنان، والجهود المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

لا بحث في سلاح حزب الله!

ووفقا للمعلومات، فان ما حمله ميقاتي من ميونيخ يشكل خيبة امل»لخصوم» حزب الله في الداخل، ويمكن القول ان خيبة الامل جاءت من واشنطن، بعدما انتظر هؤلاء كيفية مقاربة سلاح حزب الله في ظل الحديث عن تطبيق القرار1701 . وقد توصل ميقاتي الى استنتاج مفاده ان الخطة التي يعمل عليها الغرب لدعم الجيش اللبناني لتمكينه من حفظ الامن على كامل الاراضي اللبنانية، لا سيما على الحدود، بما يكفل تنفيذ القرارات الدولية وترسيم الحدود البرية جنوباً، غير مرتبط ابدا بالبحث في سلاح حزب الله الذي يبقى شأنا لبنانيا يتم ترتيبه ضمن استراتيجية دفاع وطني ، يمكن بحثها في العهد الجديد بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية واعادة تكوين السلطة.

هوكشتاين يُغضب «اسرائيل»؟!

وعلم في هذا السياق، ان المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين يتعامل مع الملف بواقعية اغضبت «اسرائيل»، التي حاولت وضع بند السلاح على الطاولة، لكنه ابلغها بان مجرد النقاش بهذا الامر يعني الغاء اي احتمال للتوصل الى تفاهمات تعيد المستوطنين الى مستوطنات الشمال، لهذا يجري العمل على ترتيب مؤتمرات ستعقد تباعاً اعتباراً من نهاية الشهر الجاري بين باريس وروما ، لتأمين اوسع مروحة دعم دولي للجيش اللبناني كي يؤمن انتشارا في منطقة تطبيق القرار الدولي، بعد توقف الحرب في غزة، بالتفاهم مع حزب الله وليس عكس ذلك، لانه وحده من يضمن حسن تنفيذ اي اتفاق، وهو امر جرت تجربته لمدة طويلة بعد حرب 2006 وكان ناجحا.

ترتيبات امنية فقط

ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاميركيين مقتنعون بانه لا يمكن ربط ملف الجبهة الجنوبية بمسألة حل الدولتين، لانه صعب المنال حاليا بوجود حكومة اليمين «الاسرائيلية»، وان زمن التسويات الكبرى لم يحن بعد، ولهذا كل ما يمكن الوصول اليه ترتيبات امنية على جانبي الحدود تعيد الوضع الى ما قبل السابع من تشرين الاول، واذا كانت «اسرائيل» جدية في الخروج من الاراضي اللبنانية المحتلة، بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج الماري، فان ثمن ذلك لن يكون سلاح حزب الله، وواشنطن تعرف ذلك، وحكومة الحرب «الاسرائيلية» ايضا، ولهذا ثمة فريق لبناني يعيش «الاوهام»، وسيدفع لاحقا ثمن رهاناته الخاطئة.

الودائع لن تعود «بين ليلة وضحاها»

اقتصاديا، وعلى هامش زيارة وفد نيابي العاصمة البريطانية لندن بدعوة رسمية من الحكومة، بدأ الوفد اجتماعاته بلقاء أعضاء الجالية اللبنانية في لندن، في حضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وتطرق النقاش إلى مسألة أموال المودعين والوضع العام في لبنان، إضافة إلى الأوضاع على الحدود الجنوبية وانعكاساتها على أمن لبنان واستقراره.

وقال منصوري خلال اللقاء ان بعض سياسات المصرف المركزي قد تغيرت، و»المركزي» يعمل على المحاسبة الداخلية وانهاء العلاقة المالية بيننا وبين الدولة، وبات هناك فائض في ميزان المدفوعات اليوم. أما عن استرداد الودائع، فدعا إلى «ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها، ولكن هناك آليات لإعادة الودائع».

Leave A Reply