هوكشتاين فجأة في بيروت حاملاً رسالتين: لا للتصعيد جنوبا… ونعم لتنفيذ الـ 1701 توسّع العمليات العسكرية خارج قواعد الإشتباك الحدودي… والمقاومة تتوّعد بردّ قاس

جاء في صحيفة “الديار”:  تؤكد التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية، بأنّ قواعد الاشتباك تخطّت ما كان معهوداً، بعد رد المقاومة على الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، وقصفها للمناطق الآمنة وإسقاطها الضحايا، وآخرهم الفتيات الشهيدات الثلاث وجدتهن، هذه الجريمة التي هزّت العالم بأسره ولم تهز الطغاة في «اسرائيل»، الذين يواصلون إجتياح غزة وسط القتل والدمار والخراب وضرب المستشفيات والملاجئ، وسقوط الآف الضحايا، وفي الامس اقتحم الجيش «الإسرائيلي» مدينة جنين ومخيمها، ودارت مواجهات مع المقاومة الفلسطينية، وافيد بأنّ جيش الاحتلال نشر القناصة على أسطح المباني، ودفع بتعزيزات جديدة من قواته، التي قامت بجرف الطرقات على مخيم جنين، ولاحقاً إنسحبت من المخيم.

كما شهدت غزة قصفاً مدفعياُ وجوياً عنيفاُ، ودارت اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين الجنود «الإسرائيليين» ومقاتلي حماس، أعنفها في شمال القطاع حيث مدينة غزة المحاصرة، وتمركزت دبابات إسرائيلية وسط غزة، وافيد بأنّ زوارق حربية «إسرائيلية» قصفت مخيم الشاطئ ومحيط منطقة الميناء غرب المدينة ، وأن اشتباكات عنيفة دارت بين المقاومين الفلسطينيين والقوات» الإسرائيلية « التي حاولت التوغل على محور تل الهوا جنوب غزة.

الى ذلك زار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بيروت امس بصورة مفاجئة، للإطلاع على الوضع في الجنوب، وللتشديد على ضروة ضبط النفس ودعوة لبنان و»إسرائيل» الى عدم التصعيد على جبهة الجنوب ، ونقل المخاوف الاميركية من اي تصعيد جديد على الحدود، وعلمت» الديار» بأنه لم يبحث ملف الاسرى كما اشيع، ولم يتحدث عن وساطة مرتقبة مع حركة «حماس» من خلال وسيط لتحرير الاسرى، وبدورها نفت «حماس» كل ما قيل في هذا الاطار.

هوكشتاين التقى امس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث اعلن انّ واشنطن لا تريد ان يتمدّد الصراع في غزة نحو لبنان، ودعا الى التطبيق الكلي للقرار 1701، كما زار ايضاً السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، بحضور السفيرة الاميركية في لبنان دوروتي شيا. وأبلغ ميقاتي أنه يزور لبنان موفداً من الرئيس بايدن لبحث الوضع في جنوب لبنان، كما التقى نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وغادر بيروت ليلاً.

القرار 1701 ما زال نافذاً

هوكشتاين الذي يكرّر دعوته في كل مرة الى تطبيق القرار 1701، الذي أنهى حرب العام 2006، يبدو مهدّداً بعد العمليات العسكرية والاعتداءات التي تحصل يومياً في الجنوب اللبناني، ومنذ الثامن من تشرين الأول الماضي، فيما نصّ القرار المذكور على وقف المعارك ، ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة للمراقبة، وإيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني يتواجد فيها الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، لكن ومع الخروقات « الاسرائيلية» التي تحدث يومياً، ثمة مراقبون عسكريون يسألون:» ماذا بقي من ذلك القرار؟، هل ما زال فاعلاً عملياً ونافذاً وما هو مصيره؟، فيأتي الجواب من قبل المراقبين بأنّ القرار 1701 ما زال نافذاً ولم يسقط في الاطار القانوني، لذا يبقى ملزماً من قبل الطرفين.

الاعتداءات الاسرائيلية تتواصل يومياً في الجنوب

في يوميات الجنوب الصامد، تكرّرت الاعتداءات الاسرائيلية والغارات على المناطق الجنوبية الحدودية والقريبة، وامس سجّلت اربع غارات على عيتا الشعب وغارة على بلدة محيبيب، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية الضهيرة وعيتا الشعب، وردّت المقاومة بإطلاق صواريخ من القطاع الشرقي من لبنان، باتجاه شمال اسرائيل، وتوعدت برد قاس، كما اطلقت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى وشمال الجولان.

وعصراً تم قطع طريق عام ‎النبطية – ‎مرجعيون في محلة ‎الخردلي من قبل الجيش اللبناني بسبب الاوضاع الامنية الراهنة، وفي ساعات المساء حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء العاصمة بيروت وضواحيها.

تشييع الشهيدات الاربع

تواصلت الإدانات لجريمة استهداف الشهيدات الاربع، السيدة سميرة عبد الحسين أيوب والأطفال: ريماس، تالين، وليان شور في بلدة عيناتا الحدودية، حيث شيعن يوم امس ، مع عودة والدهن الى بيروت من ساحل العاج، وسط حالة من الحزن الشديد على فتيات بعمر الورود قتلوا من دون سبب. ومرّ موكب التشييع في قرى وبلدات جنوبية عدّة، حيث تمّ استقباله بالزغاريد ونثر الأرز والورود.

وفي هذا الاطار قال الناطق بإسم قوات «اليونيفل» في الجنوب أندريا تيننتي، بأن استهداف المدنيين انتهاك للقانون الدولي، وهذه الجرائم ترقى الى جرائم حرب».

في السياق وبناءً على اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي وإعداده، وبعد اطلاع الوزراء وموافقة الرئيس ميقاتي، صدر بيان عن الامانة العامة لمجلس الوزراء حمل عنوان:» البراءة تذبح في فلسطين»، تضمنت رسالة الى صنّاع القرار في العالم ودعته الى حماية أطفال فلسطين، والدفاع عن الأرواح البريئة، وسأل البيان:» إن لم توقظ الصور الصادمة القادمة من غزة الرحمة في القلوب والضمائر في الأنفس، فمن سيفعل ذلك؟.

وناشد البيان صناّع القرار في هذا العالم، بالقيام بكل ما يلزم من أجل وقف المجازر فوراً، حفاظاً على ما تبقى من أرواح بريئة، وأن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل إيجاد حل يمنح الفلسطينيين حقوقهم وحاجاتهم الأساسية.

إطلالة للسيّد نصرالله هذا السبت وتطورات مفاجئة

في غضون ذلك اشار مصدر سياسي مقرّب من حزب الله لـ» الديار» الى انّ الإعلان عن إطلالة ثانية للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله يوم السبت المقبل، يعني وجود مفاجآة جديدة وتطوّرات تتعلق بحدث امني مرتقب، لذا إستعدوا لسماع خطاب جديد.

مقاتلو « أمل» ينتشرون في الجنوب

كما علمت « الديار» بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، عقدَ سلسلة إجتماعات على مستوى قيادة حركة أمل، التي نشرت عناصرها بشكل واسع في قرى الجنوب بالتنسيق مع حزب الله، لتنضم الى صفوف المقاومين، الذين باتوا يشملون احزاباً من مختلف الافرقاء المؤيدين للخط المقاوم.

الراعي مستاء من التشرذم المسيحي

وإنطلاقاً من مخاوف حدوث الفراغ في الموقع الماروني الثالث، بعد الرئاسة وحاكمية مصرف لبنان، اي قيادة الجيش، في اخطر ظروف يجتازها لبنان، وبدل التوافق اللبناني، والمسيحي بصورة خاصة على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ووسط ما يجري من سيناريوهات مسيحية لعدم التمديد لعون، أثار البطريرك الماروني بشارة الراعي هذه المسألة، فور عودته الى لبنان، وضمن عظة الاحد التي تناولت ملف التمديد لقائد الجيش، لانه افضل الحلول التي تمليها الظروف الخطرة، وكلمة « من المعيب» التي قالها الراعي عن الذين يرفضون التمديد للعماد عون، أكدت ما يريده سيّد بكركي، وفي هذا الاطار علمت « الديار» بأنّ الزيارة التي قام بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، مساء السبت الماضي الى بكركي، للقاء البطريرك الماروني لم تحمل الايجابيات، بل سادها التوتر على خلفية رفض رئيس «التيار» التمديد لقائد الجيش ، على الرغم من وصف باسيل للقاء بالايجابي، لانّ البطريرك الراعي بدا مستاءً جداً مما يُحضّر من قبل باسيل، خصوصاً بعد زيارته بنشعي بهدف توحيد كلمته حول هذه المسألة مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الامر الذي يضع الموقع الماروني الثالث في مهب الريح، ويطلق المخاوف من فراغ جديد، لانّ باسيل ووفق المعلومات لم يكن متجاوباً مع طلب الراعي.

وفي السياق اشار مصدر كنسي ليلاً لـ» الديار» الى انّ المساعي قائمة بهدف التمديد للجنرال عون، لانّ الاوضاع الامنية تتطلّب ذلك ، مؤكدة رفضها للانقسام المسيحي حول هذه المسألة، وتشديدها على ضروة التوافق الذي تجهد لتحقيقه لانّ البلد لا يحتمل.

Leave A Reply