ورشة أمل!

المستشار علي حسين القعقور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الأمل للشجعان، أولئك الذين يملكون الجرأة ليتحدوا بداخلهم واقعاً خارجياً لا يزال يهزمهم و لكنهم يصرون أن ينسجوه واقعاً مختلفا… “د.خالد غطاس”

إن المؤشرات الأولى لما قد نسميه تجربة إجتماعية أو مبادرة شبابية، أو، إن شطح بنا بعض الخيال الآمل، قد نسميه بداية إنتاج نموذج عيش آخر أتت وعلى غرار ما قد نتوقع بالأمل من رحم الأحزان. تولّدت هذه التجربة من واقع ظاهره اليأس و باطنه ينبض بالحياة ينتظر من يوقظه. أفراد إجتمعت تحت عنوان الأمل لتحدّي ما هو سائد والهدف الأول والوسيلة لذلك التغيير هو “الإنسان” الذي بات منسيّا وهو قابع في قلب الحاضر. “

فكانت “الورشة”!! ليست، كما هو سائد، ورشة لإصلاح الأشياء والأدوات والماديّات، بل ورشة لإصلاح جوهرنا في سبيل إنتاج إنسان جيد (منيح أو كويّس) كما يصرّ ويردد صاحب هذه الفكرة و مؤسسها الدكتور خالد غطاس من إيمانه بأن لا سبيل للارتقاء بالمجتمع إلا من خلال الارتقاء بالإنسان على المستوى الفكري والروحي والقيمي والجسدي ومزجهم المتوازن في ما ينتج “الإنسان المنيح” لا محالة.

إن الأمل المجنون في زمن اليأس الراسخ، هو أقوى أنواع المقاومة و أشرسها… “د.خالد غطاس”

والسؤال هنا ما مدى تأثير مبادرة “الورشة” على الواقع و ما تأثيره المرتقب و هل لمثل هذه المبادرات إن لم تكن الوحيدة أن تؤتي أُكلها في واقع كالذي نعيشه في لبنان إن لم نقل في الدول العربية؟!

يتعذر علينا أن نقيّم مدى تأثيرها على الأشخاص أم المجتمع و هل سيكون هذا التأثير قريب المدى أم بعيده لا سيما أن الورشة “حديثة العهد”، ولكن مما لا شك فيه أن تزايد روادها أسبوع عقب أسبوع ينم عن عطش اجتماعي أو شبابي على الأخص لمثل هذه المبادرات التي تكسر ما ألفناه من دعوات سياسية أو دينيّة أو حزبيّة وتتعاطى قيم ومعضلات وخواص إنسانيّة بحتة كالأمل والحب والغيرة والخيانة والفشل والبكاء والسعادة والنجاح والضحك والوحدة والصداقة والوعي والقراءة والفن والهوية وحسن الخلق والأسرة والذاكرة والخيال والجمال وغيرها…

وأخيراً لن تكون آخر الكلمات، عن “الورشة” فما ان تدخل بابها لتدرك بعض من جنون ما كتب على إحدى جدرانها “ثم نغير بذلك الدنيا…” علَها تكون كذلك فالجنون أمل في زمن العقلانية المفرطة، إن في بعض الجنون الحياة…”

Comments are closed.