حذر شديد في تحديد الوجهة التي سيسلكها ملف الترسيم

هيام عيد – الديار

من المرجح أن تحمل زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، معطيات جديدة في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في ضوء التقديرات المتقدّمة في التفاؤل التي تنتشر في الأجواء في الآونة الأخيرة في أكثر من عاصمة غربية وعربية، وصولاً إلى بيروت، ولكن من دون أن تتبلور التوجّهات السياسية المحلية على الساحة اللبنانية وحتى اليوم تجاه هذه الزيارة المرتقبة خلال أيام قليلة. وتكشف مصادر سياسية مواكبة لملف الترسيم منذ سنوات، أن زيارة الوسيط الأميركي، قد تكون الأبرز والأكثر أهمية، التي قام أو قد يقوم بها هوكشتاين إلى لبنان من بين كل الزيارات، لافتةً إلى أنها تكتسب أيضاً أهمية إستثنائية هذه المرة، بسبب ما سُجّل من مواقف من الأطراف المعنية في الآونة الأخيرة، وأجمعت كلها على أولوية الإتفاق في المرحلة الراهنة.

وإذ تشدّد هذه المصادر، على أن الأمور تتّجه نحو تسجيل تطوّر يدفع بالإتفاق، أو على الأقل بالمفاوضات غير المباشرة، إلى الأمام، فهي تبدي خشيةً من أن تكون الحملات الإسرائيلية، التي تراكم الحديث حول الإيجابيات المتوقعة في ملف الترسيم لجهة الإتفاق غير المباشر حول الحدود البحرية، توازياً مع التهديدات العسكرية للبنان، مجرد محاولة للتضليل ولحرف الأنظار عن الواقع الفعلي للملف المذكور. وتوضح في هذا السياق، أن إعلان حال الإستنفار في كل حقول الغاز، وليس فقط في حقل «كاريش»، والتلويح باستهداف بيروت، وإن كان يهدف إلى الضغط على المفاوض اللبناني، فهو يستهدف إثارة الضجيج والتغطية على الموقف الفعلي لـ «إسرائيل»، وهو وضع اليد على ثروة لبنان البحرية، ورفع ورقة التصعيد والحرب في وجه لبنان والإدارة الأميركية التي تقوم بدورٍ وسطي في ملف الترسيم، من أجل الحصول على المزيد من الدعم الأميركي، في ربع الساعة الأخير من عملية التفاوض.

ووفق المصادر السياسية نفسها، فإن زيارة هوكشتاين، تكاد تكون مفصلية، ولكنها بالطبع لن تكون الأخيرة له إلى لبنان والمنطقة، إذ أنه قد ينجح في الدفع نحو التوصل إلى اتفاق، أو قد يفشل، فتتّجه الأمور إلى التصعيد، علماً أن الولايات المتحدة الأميركية، كما الإتحاد الأوروبي، تعملان على تفادي أي انزلاق نحو المواجهة العسكرية في جنوب لبنان، وبالتالي، تضغطان من أجل ترك عملية التفاوض غير المباشر بين الطرفين مستمرة، وسط مناخات هادئة نسبياً وإن ارتفع مستوى الخطاب السياسي في الأسابيع القليلة الماضية.

وعليه، تقول المصادر نفسها، إن هامش المناورة قد ضاق كثيراً، أمام عملية الوساطة المستمرة منذ مدة طويلة، والمفاوض اللبناني، لا يزال ينتظر ما سيحمله هوكشتاين في جعبته يوم الأحد المقبل، وذلك وسط أجواء من الحذر الشديد في تحديد الوجهة التي سيسلكها ملف الترسيم، وبمعزل عن تقدم عوامل الإنفراجات في الآونة الأخيرة على المخاوف من الإنفجار. ومن هنا، تعتقد المصادر نفسها، أن الوسيط الأميركي، قد بات في الصورة لجهة رفض لبنان بتجزئة أي اتفاق، وإصراره بالتالي، على أن تتزامن عملية الترسيم مع آلية الإستخراج.

Leave A Reply