الموقف الأكثر حزماً للراعي: لأكثرية سيادية استقلالية

كتبت صحيفة النهار تقول: اختصرت رسالة الفصح التي وجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس الحدث الداخلي الأبرز اذ تعتبر احدى اكثر الرسائل المعبرة عن مواقف حاسمة لبكركي عشية الانتخابات النيابية وتذكر الى حد كبير بموقف شهير معروف للبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير عشية انتخابات اتخذ منها توجها تحذيريا من وصول أكثرية مناهضة للسيادة اللبنانية . في رسالته امس بدا البطريرك الراعي اقرب ما يكون الى رسم فيها خريطة طريق انتخابية واضحة على أسس سيادية وشرعية من شانها ان تستوقف الجميع بدلالاتها المهمة في وقت تتنامى مخاوف كثيرين من “انزلاقات” انتخابية من شانها إعادة الأكثرية الحاكمة الحالية رغم كل الكوارث التي حصلت تحت سيطرتها . ولذا شكلت رسالة الفصح البطريركية المارونية امس الموقف الأكثر افصاحا عن هذا الخطر مقرونا بدعوة صريحة صارخة الى المشاركة في الانتخابات لأن “لبنان يحتاج اليوم وكل يوم إلى أكثرية نيابية وطنية، سيادية، استقلاليّة، مناضلة، مؤمنة بخصوصية هذا الوطن والدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية وبالجيش اللبناني مرجعية وحيدة للسلاح والأمن، وبوحدة القرار السياسي والعسكري”. وقد ترددت أصداء هذه الرسالة على نطاق واسع وينتظر ان تكون لها امتدادات في اتجاهات عدة في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات.

فقد اكد البطريرك الراعي في رسالته الفصحية ” اننا حركة التغيير حركة الحريّة والسيادةِ في هذا الشرق، ويجب أن نضعَ حدًّا للأمرِ الواقعَ الذي يتألّم منه الشعبُ اللبنانيُّ، ويُهمِّشُ الدولةَ الشرعيّةَ، ويُبعثِرُ وِحدَتَها بين دويلاتٍ أمنيّةٍ ودويلاتٍ قضائيّةٍ ودويلاتٍ حزبيّةٍ ودويلاتٍ مذهبيّةٍ ودويلاتٍ غريبة. فبِقدْرِ ما يَتحرّكُ الشعبُ ويواجِه جِدّيًا هذا الأمرَ الواقعِ الكارثيّ، يَتشَّجعُ المجتمعُ العربيُّ والدُوليُّ لمساعدتِه وتوفيرِ إمكاناتِ التغييرِ ووسائلِ الإنقاذ. وبقدْرِ ما رَحّبنا بعودةِ أصدقائنا العرب إلى لبنان، نتمنّى أن يعودَ اللبنانيّون أنفسهم إلى لبنان ويَتخلّوا عن ولاءاتِـهم الخارجيّةِ وعن انتماءاتِـهم إلى مشاريعِ غريبةٍ عن تاريخنا وتراثِنا”. وشدد على “ان الهُويّات الهجينة التي تَسلّلت إلى هُويّتِنا اللبنانيّةِ المتجدِّدةِ عبر التاريخ، يجب إزالتها عنها وكأنّها ملصَقات، وجعل هذه الهويّة معيارَ اختيارِ النوابِ والوزراء والرؤساء وسائرِ المسؤولين عن الوطن. من أجل هذه الغاية، نراهن مع المواطنين ذوي الإرادة الحسنة على حصولِ الانتخابات النيابية في موعدها، ومن بعدها الرئاسية. فإنها فرصةُ التغييرِ. إذا لم يَتنبّه الشعبُ إلى خطورةِ المرحلة ويُقدِم على اختيار القوى القادرةِ على الدفاعِ عن كيانِ لبنان وهُويّتِه، وعلى الوفاءِ لشهداء القضيّة اللبنانية، وعلى إعادة علاقات لبنان العربية والدولية، فإنه، هذا الشعب نفسه، يتحمّل هو، لا المنظومةُ السياسيّةُ، مسؤوليّةَ الانهيار الكبير. ومن حظِّ لبنان أن التغييرَ فيه لا يزال ممكنًا ديمقراطيًّا. فلا تعطّلوا أيّها اللبنانيّون هذه الوسيلةَ الحضاريّةَ السلمية الأخيرة.” واكد “ان نتائجَ الانتخاباتِ النيابيّةِ تتوقّفُ على المشاركةِ فيها. فلا يوجد خاسرٌ سلفًا ولا رابحٌ سلفًا. لبنان يحتاج اليوم وكل يوم إلى أكثرية نيابية وطنية، سيادية، استقلاليّة، مناضلة، مؤمنة بخصوصية هذا الوطن والدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية وبالجيش اللبناني مرجعية وحيدة للسلاح والأمن، وبوحدة القرار السياسي والعسكري. أمّا الخطورةُ الكبرى فهي تضليل الشعب اللبنانيُّ فيَنتخب أكثريّةً نيابيّةً لا تُشبهه ولا تلتقي مع طموحاتِه، ولا تقدرُ أن تحلَّ أزماته فتزيدُ من عُزلته ومن انهيارِه. ستكونُ لا سمح الله حالةٌ غريبةٌ أن تأتيَ الغالبيّةُ النيابيّةُ خِلافَ الغالبيّةِ الشعبيّةِ بسبب سوءِ اختيارِ الشعب؛ فيُضطرُّ لاحقًا إلى معارضةِ نواب انتخَبهم في غفلةٍ من الوعي الوطنيّ. يَجُدر بالشعبِ اللبنانيِّ، وهو يختار نوابَّه، أنْ يُدرك أنّه يختارُ أيضًا رئيسَ الجمهوريّةِ المقبل، بل الجمهوريّةَ المقبلة. ومّما لا شكّ فيه أنَّ مصير لبنان يتعلق على نوعيّةِ الأكثريّةِ النيابيّة في المجلسِ الجديد.”

بري

وفيما يشارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قداس عيد الفصح في بكركي اليوم توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري من اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف المسيحية خصوصاً، بأحرّ التهاني والأمنيات، آملاً “أن يشكل الفصح محطة للبنانيين لاستخلاص ما تجسده هذه المناسبة الروحية الانسانية المجيدة من دروس وعِبر وقيم في التضحية والرجاء والأمل بالقيامة والخلاص، من أجل التأسيس لقيامة وخلاص حقيقيين للبنان ونهاية لدرب آلام اللبنانيين في كل ما يتصل بحاضرهم ومستقبلهم ووجودهم”.وأضاف: “نهاية درب الجلجلة تبدأ بنبذ الحقد وإشاعة المحبة وتمتين أواصر الوحدة، فلا يستوي حب الله مع كره الإنسان فحب الاوطان من الإيمان”.

جعجع

على صعيد المشهد الانتخابي تصاعدت النبرة السياسية رغم تراجع ملحوظ في التحركات السياسية والانتخابية بسبب عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي . وبرز في هذا السياق ما كشفه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس من ان “القوات قررت عدم خوض الانتخابات في دائرة الجنوب الثالثة لا ترشحا ولا اقتراعا انطلاقا من الواقع القائم فيها”، مفنّدا الأسباب وابرزها “كان الهدف ان نتابع مسار العام 2018 لذا، وبعد نقاشات داخلية، اخترنا ترشيح فادي سلامة عن المقعد الارثوذكسي فيها، وتواصلنا مع معنيين من الطوائف الاخرى لتشكيل لائحة اسوة بالانتخابات الماضية، ولكن اصطدمنا بالتزام معظم القيادات السنية، التي تتمتع بحجم وازن، بقرار اعتكاف الرئيس سعد الحريري، الى جانب رغبة الحزب التقدمي الاشتراكي بعدم خوض المعركة في هذه الدائرة، لاعتبارات خاصة”. وتابع: “اما لجهة التحالف مع مرشحين من الطائفة الشيعية، فهنا يكمن عنصر المفاجأة، لأن كثرا “خافوا” من التحالف مع القوات، وبما ان هدفنا نجاح معركة المعارضة، قمنا بمحاولات حثيثة لخوضها من خلال دعم احد المستقلين، ولكنهم رفضوا هذا الخيار ايضا وكانوا يرغبون “نحط كواتم الصوت وندعمن بالسر وما نقول انو نحنا عم ندعمهم”، الامر الذي لم نقبل به. وكانت المعضلة الاكبر ان طرح غالبية المرشحين واللوائح التي تكونت بعيدٌ كل البعد عن طرحنا وقريبٌ من مشروع “حزب الله”، على الرغم من مجاهرتهم بالثورة والتغيير، “فما يرونه “مقاومة” نراه “حزب الله”…” وشدد على ان “هذا القرار لا يعني ابدا توقف “القوات” عن العمل في هذه المنطقة لا بل، على العكس، سنتابع المسيرة ونكثّف الجهود لخوض المعركة في المرة المقبلة”.

أبو فاعور

وفي سياق متصل توجه المرشح عن المقعد الدرزي في راشيا البقاع الغربي النائب وائل أبو فاعور “لمن تجمعنا بهم شراكة الانتماء إلى هذا الوطن ولكن تفرقنا عنهم الكثير من القضايا ولبعض أهل الداخل” بقوله ان “الصراع السياسي متاح وتشكيل التحالفات ولكن آن الأوان أن تكفوا عن صنع أحصنة طروادة”.وقال خلال إعلان لائحة “القرار الوطني المستقل “في دائرة راشيا – البقاع الغربي: “الرأي السياسي متاح ومشروع والتنافس السياسي متاح أما التخوين فمرفوض وممنوع . نحن الذين صنعنا فكرة المقاومة ولولا دماؤنا لكان هذا الوطن محمية اسرائيلية ولبعض أهل الخارج نقول مهما دسستم من دسائس وحكتم من مؤامرات فهذه المنطقة لن تعود الى وصايتكم”.وأضاف: “يا أهل البقاع الغربي وراشيا ادفنوا هذا العهد الأسود بأصواتكم في 15 أيار فنحن جزء من المعركة الوطنية الكبرى واذا ساد هذا العهد فعدوا انفسكم اننا على موعد مع سنوات من العتمة فأي عهد تريدون اعادة احيائه؟” وتابع: “لقد قرعتم رؤوسنا بالعهد القوي فأين أنتم اليوم ايها “الاقوياء” وأنتم تتوسلون الاصوات؟ طابخ السم آكله وانتم طبختم سم وستأكلونه”.

حادث الصرفند

وسط هذه المناخات حصل حادث اكتسب دلالات سلبية للغاية في مناطق نفوذ الثنائي الشيعي اذ قطعت عناصر حزبية الطريق المؤدي إلى مطعم “الوادي” في الصرفند ومنعت المرشحين عن لائحة “معاً للتغيير” المدعومة من الحزب الشيوعي والمستقلين و”حراك صور” من الوصول إلى المطعم حيث كان مقرراً إعلان البرنامج الانتخابي للائحة، وسط مناشدات للجيش اللبناني بالتدخل.

كما تم اطلاق النار باتجاه المشاركين في حفل اطلاق اللائحة وسط توتر شهدته المنطقة. وصدر عن لائحة “معاً للتغيير” بعد منعها في الصرفند بيان اكدت فيه : “اننا فوجئنا بشباب منظّم هاجموا السيارات وأقفلوا الطريق في مكان اقامة الاحتفال بحضور القوى الأمنية للأسف حصل إشكال وتضارب واطلاق نار باتجاهنا من مسدس حربي أهكذا تتجلى حرية التعبير والمنافسة الشريفة؟”

وفيما اشارت وسائل اعلام الى ان مناصري “حركة أمل” كانوا وراء الحادث اصدر المكتب الاعلامي في “أمل” بيانا “نفى فيه أي علاقة للحركة بالحادث ووضعه بعهدة القوى الأمنية”.

Leave A Reply