عون: للتعاون.. بري: اليوم قبل الغد.. ‏ميقاتي: لا أملك عصا سحريّة

ما بعد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة، يدخل ‏المعنيّون بهذا الاستحقاق في اختبار إثبات جديّتهم في كسر حلقات ‏التعطيل وسلوك مسار التسهيل والتأليف، ويملأون هذا الفراغ الآسر ‏للسلطة التنفيذية منذ نحو سنة.‏

‏ ‏

هي فرصة جديدة، لعلّها تعدم الأداء الذي علّق البلد على خط التوتّر ‏السياسي والشخصي، لأشهر طويلة، ولعلّها تمنحهم بدورها فرصة ‏استخلاص العبَر من الخطايا التي ارتكبت بحق الوطن والناس، ‏فيسارعون إلى تقريب مسافات التفاهم على حكومة رحمة بوطن يكاد ‏يفقد معناه، وبشعب يُدَفّع ثمن أنانيّات المتسلطين وحساباتهم ‏وشعبوياتهم الرخيصة.‏

هي فرصة جديدة للإنقاذ، وشركاء التأليف على محكّ المسؤولية، فلم ‏يعد ثمّة مجال لمراكمة المزيد من الخيبات على وطن وشعب، ولا ‏لمزيد من اللهو العبثي بالشروط التعجيزية والاستئثار النكدي ‏بحصص وحقائب، المبارزة في رفع السقوف السياسية والشخصية، ‏التي فسّخت أعمدة الهيكل اللبناني، وصار على وشك التداعي ‏والسّقوط النهائي على رؤوس الجميع.‏

بعد التكليف، إلى التأليف دُر، هذا هو المسار الطبيعي الذي ينبغي ‏أن يتمّ على وجه السرعة، فهل سنرى المؤلّفين مدفوعين إليه هذه ‏المرة بجدية مسؤولة، وبصدق مع أنفسهم ومع الناس، أم سنراهم ‏يهرعون الى الدوران من جديد في متاهة التفشيل والتعطيل؟

كلّ اللبنانيين يعلّقون آمالهم على هذه الفرصة، فهل من يتلقّفها ‏لوقف مسلسل الأزمات والخيبات والإخفاقات، ويرمي حبل النجاة ‏للبنان واللبنانيين من الكارثة وبئس المصير؟

‏ ‏

إستشارات التأليف

بالأمس، انتهت الاستشارات النيابية الملزمة، وحملت الرئيس نجيب ‏ميقاتي إلى سدّة التكليف على صهوة أكثريّة موصوفة من 72 صوتاً ‏من النواب، وقد تمّت بطريقة سلسلة تقاطعت فيها مواقف النواب ‏‏”المُستَشارِين” حول الرغبة بكسر القفل السياسي وفتح الباب على ‏حكومة ينتظرها شعب منهك بالكامل، ولكن في خلفيّة هذه الرغبة ‏يستبطن قلق جدي من أن تستنسخ في مرحلة التأليف المنتظرة، كلّ ‏التشوّهات والتعقيدات والكيديّات والاستفزازات المتعمّدة التي ‏أحبطت مرحلة التأليف السابقة، فلا شيء يطمئن أو يؤكّد حتى الآن ‏بأنّ تبدّلاً ما قد حصل في نفوس المعطلين، خصوصاً مع استمرار ‏عزف بعض الاطراف على أوتار التعطيل وشروطه نفسها.‏

‏ ‏

تمنيات تتجنّب التفاؤل

اللافت انه على الرغم من العبور السلس لاستشارات التكليف، الا أنّ ‏ارتدادات فشل مرحلة التأليف السابقة كانت الطاغية، بحيث أنّ لغة ‏التفاؤل كانت معدومة، بل انّ السِمة العامة كانت إحاطة مرحلة ‏التأليف المنتظرة، بتمنيّات حذرة، منطلقة من عدم الثقة بنوايا ‏الأطراف، وقلق شديد من أن تؤول إلى الفشل كسابقتها.‏

ولعلّ صورة المرحلة الجديدة تتلخص في المواقف الرئاسيّة التي ‏حاذرت مقاربة هذا الاستحقاق بنفحة تفاؤليّة، فالرئيس المكلّف قال إنّه ‏جنّد نفسه لتأليف حكومة سريعاً بحجم المرحلة ومتطلّباتها ووفق ‏مندرجات المبادرة الفرنسيّة. مع تأكيده أنّه لا يملك عصا سحريّة. وهذا ‏معناه أن ميقاتي يدرك أن مهمّته ليست سهله، بل هو أمام التحدّي ‏الكبير امام جبل التعقيدات التي تعترض سبيل التأليف.‏

‏ ‏

بري: اليوم قبل الغد

ودقّة مهمّة ميقاتي، يراها أيضاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي ‏يأمل ان يتخطّاها سريعاً بما يمكّنه من تأليف الحكومة بصورة عاجلة. ‏واكتفى بجملة معبّرة بعد التكليف: “إنّ العبرة تبقى في التأليف”.‏

وقال الرئيس بري لـ”الجمهوريّة”: إن شاء الله تسير الامور في الاتجاه ‏الإيجابي بما يفضي إلى تشكيل حكومة انقاذية للبلد.‏

وأضاف: ما نأمله هو ألا تطول فترة التأليف، بل نتمنّى الخير والتوفيق ‏في مسعى التأليف والتعجيل بحكومة نريدها أن تولد اليوم قبل الغد. ‏لتبدأ مهامها في التصدي للأزمة الخانقة التي تعصف بالبلد. وإن شاء ‏الله خير.‏

يُضاف إلى ذلك ما عبّر عنه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون أمام ‏بعض النوّاب من رغبة في تأليف سريع، إلّا أنّه اضاف أن الامور تبدو ‏صعبة. ولعلّ ما هو أدلّ على موقف رئيس الجمهوريّة من مرحلة ‏التكليف الحالية ما قاله أمام بعض النوّاب حينما سألوه عن الأحوال، ‏فجاء جوابه سريعاً بما حرفيّته: “الحمدلله الذي لا يُحمَد على مكروه ‏سواه”.‏

‏ ‏

التأليف ممكن

بالتأكيد انّ بوصلة التأليف ستتوضّح أكان في اتجاه تسهيل التأليف أو ‏تعطيله، بعد الإستشارات النيابيّة غير الملزمة التي سيجريها الرئيس ‏المكلّف في المجلس النيابي اليوم، حيث يفترض أن يجوجل الآراء ‏والمطالب التي سيبديها النوّاب وينقل خلاصتها إلى رئيس ‏الجمهوريّة، مع أنّها أبديت وصارت معروفة وجوهرها التعجيل بحكومة ‏بحجم الازمة.‏

وبحسب مصادر سياسيّة موثوقة فإنه مع اللقاء الاوّل بين عون ‏وميقاتي ستتوضّح الصورة بالكامل، وما اذا كان الدخان الابيض ‏سيتصاعد ضمن مهلة يفترض ان تكون قصيرة. ولكن ما يخشى منه ان ‏نعلق في معركة السقوف المرفوعة التي يخشى أنّها قد تطيح التأليف.‏

وتلفت المصادر الموثوقة إلى اتصالات مكثّفة جرت في الآونة الأخيرة ‏على أكثر من خط لاحتواء معركة السقوف قبل قيامها، وتركيز ‏مشاورات التأليف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على قاعدة ‏الواقعيّة والموضوعية والتفاهم المشترك تحت سقف مصلحة البلد، ‏علماً انّ حسم التأليف ينبغي ألّا يطول، خصوصاً أنّ المبدأ الذي ‏ستقوم عليه الحكومة، يفترض أنّه محسوم من قبل غالبية القوى ‏السياسية الداعمة لتكليف ميقاتي لناحية حكومة متوازنة من ‏اختصاصيين من غير السياسيين، لا ثلث معطلاً فيها لأيّ طرف. مع ‏الاشارة الى انّ عاملاً جديّاً برز في الساعات الأخيرة ويفترض أن يشكل ‏حافزاً للشريكين في التأليف للتسريع في التفاهم على حكومة، ‏ويتجلى في الانخفاض النوعي في سعر الدولار، وهو ما أعطى اشارة ‏إلى انّ هذا التفاهم، إن حصل، سيفتح على انفراجات اكبر وانخفاضات ‏نوعية أكثر في سعر الدولار تُريح البلد، وتسهّل على الحكومة الجديدة ‏مهمّتها الإنقاذية والإصلاحية. وهو العامل نفسه الذي يقود البلد إلى ‏انفجار كبير وانهيار أكبر في ما لو سارت الأمور في الاتجاه العكسي ‏وعادت إلى الدوران في حلقة التعقيد.‏

وفي وقت لاحق من ليل امس كشفت مصادر مطلعة على موقف ‏بعبدا لـ “الجمهورية” انّ الرئيس عون توافَق مع الرئيس ميقاتي على ‏الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، لكنهما لم يدخلا بعد في ‏تفاصيل تركيبتها او توزيع حقائبها او اية مسائل اخرى مرتبطة بآلية ‏التأليف.‏

وشددت المصادر على انّ مقاربة مسألة تشكيل الحكومة سترتكز على ‏ما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة ‏التي يمر بها الوطن، وانّ التعاون بين الرئيسين عون وميقاتي كفيل ‏بالوصول الى هذا الهدف ضمن الاصول والقواعد الدستورية ‏المعروفة.‏

ولفتت الى ان كل ما تردد عن وجود خلافات حول هذه الحقيبة او تلك ‏لا أساس له، لا سيما انّ البحث في تركيبة الحكومة لم يبدأ بعد بين ‏الرئيسين عون وميقاتي، لافتة الى انّ الهدف مِن بَث مثل هذه ‏الشائعات هو إحداث جدل متعمّد للاساءة الى عملية التأليف واختلاق ‏نقاط خلافية بين الرئيسين تُسيء الى مسار تشكيل الحكومة.‏

ودعت المصادر الى عدم الاسترسال في نشر معلومات مغلوطة حول ‏التأليف، لا سيما انّ البحث فيها لم يدخل بعد في التفاصيل المتعلقة ‏به.‏

‏ ‏

في ملعب الرئيس

وفي هذا السياق، قالت مصادر مواكبة لحركة المشاورات الأخيرة ان ‏ميقاتي في اعلى درجات الإستعجال لتشكيل حكومة وفق الاصول ‏المعتمدة لتشكيل الحكومات وارتكازاً إلى ما ينص عليه الدستور، وهو ‏على هذا الصعيد سيُبادر إلى وضع صيغة حكومته في غضون أيّام ‏تلي الإستشارات غير الملزمة التي سيجريها مع النوّاب، وبطريقة ‏يراعي فيها كل المعايير والتوازنات الداخلية. إلّا أنّ الكرة تبقى في ‏ملعب رئيس الجمهوريّة في تَلقّف هذه الصيغة ايجاباً ومناقشتها ‏بروحية المستعجل على التأليف، بعيداً عن السياق الذي كان معتمداً ‏مع الرئيس سعد الحريري.‏

على أنّ المصادر نفسها، تتوقع مقاربات رئاسيّة مختلفة للتأليف، ‏خصوصاً انّ استشارات التكليف أفرزت الكتل السياسيّة بين غالبية ‏كبيرة تستعجل الحكومة المتوازنة والقادرة على العمل والإنتاج، مقابل ‏أقليّة عارضت التكليف، ويمثّل فريقه السياسي جانباً منها. وهو في ‏هذه الحالة امام واحد من خيارين، فإمّا أن يماشي الأكثرية السياسية ‏المستعجلة للحكومة، وإمّا ان يغلّب موقف الأقلية ويتمسك بمعاييرها ‏التي سبق ان قطعت طريق الحريري نحو تأليف حكومة.‏

‏ ‏

رهان على ليونة

وقالت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” إنها لاحظت ما سمّتها بدايات ‏مشجّعة، في نقل من كلام بين الرئيسين عون وميقاتي خلال ‏اجتماعهما امس، يؤكّد تأكيدهما على التعاون المشترك لتشكيل ‏حكومة في أسرع وقت. وتوازَت مع ما اعتبرتها ليونة متبادلة يمكن ان ‏تشكل فرصة للتفاهم بين ميقاتي وفريق رئيس الجمهورية، تجلّت أولاً، ‏في التواصل المباشر بينه وبين رئيس التيار الوطني الحرّ جبران ‏باسيل، وهو ما لم يحصل خلال فترة تكليف الحريري. وتجلّت ثانياً في ‏اكتفاء تكتل لبنان القوي بعدم التسمية في الاستشارات، من دون أن ‏يسمّي أحداً في مواجهة ميقاتي، مشيرة إلى انّ هذه الليونة يمكن أن ‏يبنى عليها لتليين أكثر في المواقف، ولتدوير الكثير من الزوايا إن ‏كانت حادة.‏

وعلمت “الجمهوريّة” أن أبرز ما أحاط حركة التواصل بين ميقاتي ‏والتيار، هو تأكيدات سائر القوى السياسيّة على الاستمرار به باعتباره ‏السبيل الأسلم إلى فكّ أي عقد، وما لفت الإنتباه في هذا السياق هو ‏موقف “حزب الله” الذي أكدّ على ما مفاده: “نحن مع تشكيل سريع ‏للحكومة، ولا نريد أن نُتّهم بأنّنا ضد تشكيلها، ولسنا على الإطلاق مع ‏أي ما يعطّل بل نحن مع كل ما يسهّل. ولكن، ليست لنا أي علاقة في ‏ما يدور من تواصل بين الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر، فلا ‏تُدخلونا بهذه المتاهة، وحلّوا مشاكلكم مع بعضكم ولسنا في موقع ‏من يتدخل في ما يجب عليكم ان تقوموا به أنتم”.‏

‏ ‏

خريطة الأصوات

وكانت الاستشارات النيابية الملزمة قد جرت في أجواء هادئة في ‏القصر الجمهوري وخَلصت إلى نيل الرئيس ميقاتي 72 صوتا، في ‏مقابل صوت واحد للسفير نوّاف سلام، وامتنع عن التسمية تكتل ‏الجمهورية القوية، الذي قال النائب جورج عدوان باسمه: لم نسمّ احداً ‏لأننا صادقون مع الناس ومع انفسنا، وبوجود هذه الاكثرية لا يمكن ‏فعل شيء.‏

وكذلك امتنع تكتل لبنان القوي عن التسمية، فيما هو حسمَ عدم ‏مشاركته في الحكومة الا أن منح الثقة لحكومة ميقاتي مرهون بشكل ‏التأليف وجوهره.‏

وبرز في هذا السياق اعلان الرئيس الحريري بعد تسمية ميقاتي، انّ ‏‏”امام البلد اليوم فرصة والجميع يرى ما تشهده الليرة من تحسّن وهذا ‏المهم. سمّيتُ الرئيس ميقاتي على أساس ان يتابع المسار الدستوري ‏الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط، وإن شاء الله يتم تكليفه وتشكيل ‏الحكومة في اسرع وقت ممكن، ولا يجب ان نتوقف عند الصغائر ‏فالبلد بحاجة لحكومة”.‏

كما برزت تسمية كتلة الوفاء للمقاومة لميقاتي. وقال رئيسها النائب ‏محمد رعد: منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 آب 2020 والكتلة ‏ترى ضرورة تشكيل حكومة لتيسير الأوضاع العامة، ولطالما سعينا ‏لإنجاز خطوة تشكيل الحكومة وتعاطينا بإيجابية مع كافة الجهود التي ‏بذلت في هذا السياق. وأضاف: اليوم مع وجود بوادر ايجابية لتكليف ‏ميقاتي نُسمّيه لرئاسة الحكومة القادمة وسنتعاطى بإيجابية معه. ‏وتابع: سمّينا الرئيس ميقاتي ما يعكس جديتنا بأولوية تشكيل ‏الحكومة ولنتقصّد اعطاء جرعة دعم لتسهيل التأليف.‏

‏ ‏

ميقاتي

وبعد انتهاء الاستشارات، أطلعَ رئيس الجمهورية رئيس المجلس ‏النيابي على نتائجها، واستُدعي الرئيس ميقاتي إلى القصر الجمهوري ‏وتم تكليفه تشكيل الحكومة. وقال بعد التكليف: “لو لم يكن لدي ‏ضمانات وتطمينات خارجية محددة لما أقدمتُ على خطوتي وانا ‏مطمئن”.‏

وتابع ميقاتي: “ليس لدي عصا سحرية ولا أستطيع فعل العجائب”، ‏مشيراً إلى أنّ “المهمة صعبة لكننا سننجح اذا تضافرت كل جهودنا ‏بدون مناكفات ومهاترات واتهامات متبادلة”.‏

وأضاف: “أخذت قراري بأن أقدم على هذه المهمة تجنباً لامتداد النار ‏التي نعيشها، وبالتعاون مع الرئيس عون، سنشكل الحكومة المطلوبة ‏التي ستنفذ المبادرة الفرنسية لمصلحة لبنان والاقتصاد اللبناني كي ‏ننشل البلد من الانهيار”.‏

وقد باشر الرئيس ميقاتي جولاته التقليدية على رؤساء الحكومات ‏اعتبارا من بعد ظهر أمس، على ان يبدأ اليوم مشاورات التأليف مع ‏النواب في المجلس النيابي في ساحة النجمة.‏

‏ ‏

باريس

الى ذلك، دعت فرنسا الى الإسراع في تشكيل حكومة “كفوءة وقادرة ‏على تنفيذ إصلاحات” في لبنان، بعد تكليف نجيب ميقاتي تشكيل ‏حكومة جديدة.‏

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن “فرنسا أخذت علماً ‏بتكليف نجيب ميقاتي، يبقى الامر الملحّ تشكيل حكومة كفوءة وقادرة ‏على تنفيذ الاصلاحات التي لا غنى عنها لنهوض البلاد”.‏

‏ ‏

الإتحاد الأوروبي

ولاحقاً، حثّ الاتحاد الأوروبي، في بيان، “النخبة السياسية في لبنان ‏على تشكيل حكومة من دون تأخير بعد تكليف ميقاتي”، معتبراً أنّه ‏‏”من المهم للغاية في الوقت الراهن تشكيل حكومة ذات مصداقية ‏وقادرة على التصدي للأزمات الاقتصادية والاجتماعية الشديدة التي ‏تواجهها البلاد”.‏

ودعا “الزعماء السياسيين في لبنان للتعاون بما يسمح بتشكيل ‏حكومة تتمتع بالمصداقية والكفاءة على وجه السرعة لِما فيه مصلحة ‏الشعب اللبناني”.‏

‏ ‏

عون

وقد أعربَ رئيس الجمهورية امام وفد “مجموعة الصداقة اللبنانية – ‏الفرنسية” في مجلس الشيوخ الفرنسي عن أمله في “ان يتم تشكيل ‏حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن لتباشر إجراء الإصلاحات الضرورية ‏لإنقاذ الوضع الاقتصادي في البلاد”، مجدداً تأييده للمبادرة الفرنسية، ‏شاكراً لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون “الدعم الذي يقدمه للبنان لا ‏سيما بعد انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، والمؤتمرات التي دعا ‏اليها لدعم الشعب اللبناني، ومنها المؤتمر الذي سيعقد في 4 آب ‏المقبل”.‏

واشار الرئيس عون الى انّ “الحكومة الجديدة ستجري إصلاحات ‏ضرورية بدأ لبنان بها وسيكملها في خلال الفترة المقبلة”.‏

‏ ‏

أمل

من جانبها، دعت حركة أمل، في بيان لمكتبها السياسي أمس، الى ‏‏”ضرورة الاستفادة من اللحظة التي سنحت بفتح أفق في الواقع ‏السياسي المتأزم، وذلك بانطلاق عملية الاستشارات النيابية الملزمة ‏لتكليف رئيس جديد للحكومة يعمل على تشكيل حكومة تستجيب ‏للمبادرات الدولية والمحلية، وللتحديات التي يواجهها اللبنانيون على ‏مختلف الأصعدة. فريق حكومي ينتظره اللبنانيون بعيداً عن ‏المحاصصة وغير حزبي وبعيداً عن خلق مواقع قوى ومحاور داخل ‏مجلس الوزراء”.‏

ورأت الحركة “أنّ هذه الفرصة التي تكاد تكون الأخيرة مِن فرص وقف ‏الانحدار المريع لبنانياً، والذي تجلى في الاستعصاءات الخانقة في ‏قضايا اللبنانيين وفي تذري مؤسسات الدولة والخوف من تلاشيها ‏أمام ضغط الازمة النقدية مما يفسح في المجال لقوى الفوضى ‏والمتربصين بلبنان شراً، ولمحرّكيهم الخارجيين ان يعملوا على تخريب ‏ما تبقى من عناوين لبنان الدولة والمؤسسات والمجتمع، حكومة ‏تستطيع أن تعبر بسفينة الوطن في ظل ما يرسم إقليمياً للمنطقة ‏وما يدور فيها، كي لا تأتي الحلول على حساب لبنان”.‏

الجمهورية

Leave A Reply