أزمات لبنان تستفحل والمساعي مؤجّلة بذريعة “العيد”.. والكورونا يتفاقم مجدداً

وكأن اللبنانيين يعيشون فعلاً في عيد والبهجة تعم نفوسهم، لذا فلا بأس إنّ تأجلت كل ‏الإجراءات وهُدر المزيد من الوقت غير المتاح أساساً لوقف الانهيار المستمر فصولاً، ولا بأس ‏طالما يجد أهل القرار ان الأمور بخير في عدم تحديد موعد الإستشارات النيابية لتسمية رئيس ‏مكلف لتشكيل الحكومة. هذا إذا ما اقتصر التأجيل فعلاً الى ما بعد العطلة ولم يعمد من في ‏يدهم القرار الى التريث أيامًا وربما أسابيع بحجة الإتفاق على إسم رئيس الحكومة العتيد‎.‎

مصادر سياسية تحدثت لـ”الأنباء” الإلكترونية عن خشية كبرى من أن يتكرر الأسلوب الذي ‏اعُتمد في السابق في هذه المرحلة ايضا، ما سيعني تطيير الاستحقاق الحكومي برمته، ‏وبالتالي تطيير كل الفرص أمام الإنقاذ‎.‎

اوساط بيت الوسط حذرت عبر “الأنباء” الالكترونية من مغبة “الإنقلاب على الدستور”، ‏واعتبرت أن “الإعتذار جاء لحماية الطائف من مخطط الإنقلاب الذي يستهدفه”، ونبهت كل ‏الشخصيات التي يتم التداول بأسمائها للتكليف من “مغبة الوقوع في هذا الفخ وتجريد ‏رئاسة الحكومة من صلاحياتها‎”.‎

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جوزف اسحق استبعد في حديث لـ “الأنباء” الإلكترونية ‏أي تغيير من “الاكثرية المرتبطة بالمحور الإيراني”. وقال “لن يستطيع أي شخص سواء كان ‏مكلفًا تشكيل الحكومة او رئيس حكومة ان يفعل شيئا”، واصفا الوضع “بالسيئ جدًا والأسوأ ‏في تاريخ الجمهورية اللبنانية”، آملاً أن “يمنّ الله على لبنان بحكومة إختصاصيين تشرف على ‏الانتخابات النيابية المبكرة او في موعدها، لأن لا أمل بالتغيير إلا من خلالها. ودون ذلك لا شيء ‏سيتغير طالما أن السلاح في خدمة الفساد”. وأضاف اسحق: “لا أمل بهذه السلطة فقد ‏جربناها في حكومات وحدة وطنية عدة فماذا كانت النتيجة؟‎.‎

عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي رأى ان “البلد يمر بأزمة كبيرة أكبر بكثير من الأزمة ‏التي مررنا بها”، مؤكدًا عبر “الأنباء” الإلكترونية ان “كتلة المستقبل لن تسمي احدا لتشكيل ‏الحكومة. ولغاية الآن لم تحدد إذا كانت ستشارك في الإستشارات النيابية الملزمة. أما بقية ‏الأمور فستتم مناقشتها مع الرئيس الحريري‎”.‎

وعما نقل عن رئيس الجمهورية ميشال عون بقوله للحريري “ما فينا نتعاون معك”، رأى ‏عراجي أن “معنى ذلك أن عون ضد الدستور. فالنواب هم الذين كلفوا الحريري وليس هو من ‏كلفه. فعليه احترام رأي السلطة التشريعية وبالتالي احترام الدستور. أما إذا كان يريد تغيير ‏الطائف فهذا يعني ان البلد مقبل على مشكلة كبيرة‎”.‎

من جهة أخرى، نبّه عراجي بصفته رئيس لجنة الصحة النيابية من خطر إرتفاع الإصابات في ‏كورونا بسبب المغتربين العائدين الذين لم يتلقوا اللقاح بعد، ولم يخضعوا لفحوص الـPCR ‎بشكل دقيق على ما يبدو، ما أدى الى انتقال العدوى الى أهاليهم وأقاربهم وكل الذين ‏خالطوهم، مطالبا الحكومة باتخاذ أقصى التدابير لحماية المواطنين الذين عليهم أيضا الإلتزام ‏بأساليب الوقاية المعتمدة، وعدم التخلي عن الكمامة، وأخذ اللقاح في أقرب فرصة. ولفت ‏الى أنه في اوروبا يمنع اي شخص لا يأخذ اللقاح من الدخول الى الأملاك العامة والدوائر ‏الرسمية، وطالب بتطبيق هذا التدبير في لبنان، منبهًا من تزايد عدد الإصابات في أيلول ‏وتشرين المقبلين‎.‎

عراجي ناشد القيمين على القطاع الصحي إيلاء هذا القطاع الأهمية اللازمة وتأمين الدواء ‏للناس الذين أصبحت حياتهم بخطر‎.‎

الأنباء

Leave A Reply