طيف الراحل زكي ناصيف يحضر في مدينة صور

فيفيان حداد – الشرق الأوسط

يعتبر الفنان الراحل زكي ناصيف واحداً من الرعيل الأول من الملحنين اللبنانيين. واكب انطلاقة «إذاعة لبنان»

الرسمية في أربعينات القرن الماضي، وترك إرثاً موسيقياً غنياً طبع الأغنية الشعبية اللبنانية. قدّم أكثر من 500 أغنية لحنها وغنّاها بصوته، كما ألّف أخرى صدحت بها أصوات عدد كبير من المطربين، من بينهم فيروز.

اليوم يحضر طيف زكي ناصيف في الدورة الخامسة من مهرجان صور الموسيقي الدولي، بتكريمه تحت عنوان «تحية إلى زكي ناصيف».

وكان المهرجان نفسه قد قام بلفتات تكريمية مماثلة في دوراته الأربع السابقة، فاحتفى بالفنانين الراحلين نصري شمس الدين، وملحم بركات، وصباح، ووديع الصافي، إضافة إلى فيروز التي كرّمها في دورته الثانية في عام 2016.

يقام هذا التكريم ضمن فعاليات المهرجان في 12 يونيو (حزيران) الحالي، التي تتضمن عروضاً موسيقية وغنائية بمشاركة عدد من الفنانين، الذين اختيروا من قبل إدارة المهرجان، ويقدمون عروضاً مباشرة على المسرح وأخرى «أون لاين».

وستقدم خلال الحفل أشهر أغاني الفنان الراحل، مثل «راجع يتعمر لبنان»، و«أهواك»، و«فراشة وزهرة»، و«اشتقنا عا لبنان»، و«يا عاشقة الورد»، وغيرها بقيادة المايسترو لبنان عون. ويشير مؤسس المسرح الوطني اللبناني المجاني في صور الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي، إلى أنّ حفل التكريم سيجري بالتعاون مع برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية. كما تشارك فيه نقابة محترفي الموسيقى والغناء. ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «لقد اخترنا هذه السنة الراحل زكي ناصيف كونه أحد أهم الموسيقيين اللبنانيين الرائدين. فهو واحد من أعمدتها التي هوت في عام 2004، ولكن موسيقاه بقيت حية تنبض على الساحة الفنية حتى الساعة». ويتابع «لقد تميز عن غيره من الموسيقيين بأنّه أبقى على المواد القديمة، ولكن بروح جديدة متزاوجة مع تقاليد الضيعة اللبنانية. فرسّخ في موسيقاه وأغانيه الفولكلور اللبناني الأصيل وعرّفه إلى أجيال متتالية».

يُعرض خلال المهرجان فيلم وثائقي خاص بالفنان الراحل، يحكي عن أهم المحطات في حياته، ويطل على نشأته وترعرعه في بلدته الأم مشغرة البقاعية. كما يجري عرض مجموعة صور فوتوغرافية ورسومات تتناول مراحل مختلفة من حياته. ويعلق إسطنبولي «إن أحد أهداف المهرجان هو الإضاءة على رموز من الفن اللبناني والعربي الأصيلين. كما يتطلع دائماً إلى دعم الفرق الفنية المحلية ومدّ الجسور بينها وبين أخرى من العالمين العربي والغربي. وسيشهد المهرجان إضافة إلى إنشاد مجموعة من أغاني الفنان الراحل من قبل هذه الفرق، لوحات راقصة من الدبكة اللبنانية التي كان يطعّم بها ناصيف غالبية أعماله الفنية».

ويُفتتح برنامج التكريم بالفيلم الوثائقي ومعرض للصور الفوتوغرافية ليتبعه عرض موسيقي لفرقة قوى الأمن الداخلي. ومن بعدها تتوالى فقرات المهرجان لتتضمن فقرتين غنائيتين وثالثة موسيقية تُعزف خلالها أشهر مقطوعات الفنان الراحل على آلة الغيتار.

وسيحضر ابن شقيق الفنان الراحل نبيل ناصيف، منتدباً عن العائلة وكونه أحد المسؤولين في برنامج زكي ناصيف في الجامعة الأميركية. وعن كيفية ترجمة التعاون ما بين المهرجان والبرنامج المذكور يقول قاسم إسطنبولي «لقد تم التعاون بين الطرفين على صُعد مختلفة، ولا سيما تلك المتعلقة بالأرشيف الخاص بالفنان الراحل، والمحفوظ في مكتبة الجامعة. كما سنشهد حضوراً لنقابة محترفي الموسيقى التي سبق وواكبت المهرجان في حفل تكريم الموسيقار الراحل ملحم بركات».

الجدير ذكره، أنّ المهرجان الذي تُنظّمه «جمعية تيرو للفنون»، و«المسرح الوطني اللبناني»، و«مسرح إسطنبولي»، سيُنقل مباشرة عبر صفحاته الإلكترونية بموازاة إحيائه على خشبة مسرح «سينما الحمرا» في مدينة صور وبحضور الجمهور.

Leave A Reply