سيادة المطران شكر الله نبيل الحاج

المطران شكرالله نبيل الحاج:
حين غابت الدولة عن الشعب كانت نصرة الجنوب بطوائفها المحلية تبلسم معاناة الجنوبيين.
كم نفتقد الى قامات عملاقة كالقائد المغيب والمقدس يوسف الخوري.

مازالت اذاعة صوت الفرح وموقعها الالكتروني، تستضيف شخصيات سيتم تكريمها في الثالث عشر من الشهر الجاري من قبل جمعية البر والاحسان وحركة امل، وهذه الشخصيات عاصرت بدورها القائد المغيب موسى الصدر، والشخصية التي اجريت معها المقابلة هذه المرة هي شخصية يفوح منها عبير الانجيل المقدس وعطر التعايش الحالم، هي شخصية المطران شكرالله نبيل الحاج راعي ابرشية صور للموارنة والذي سيمثل المكرم في التكريم المقدس يوسف الخوري.

وهذا ابرز ما جاء في المقابلة مع المطران شكرالله نبيل الحاج حيث حاوره الاعلامي الزميل هادي مكنا:

كان هناك علاقة روحية وانسانية راقية تجمع المقدس المطران يوسف الخوري والقائد المغيب، ماذا تخبرنا عن ذلك؟

بعد ان انتقل المطران المقدس يوسف الخوري الى ابرشية صور المارونية، كان القائد المغيب قد جاء الى صور فنشأت بينهما علاقة وصداقة حيكت يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة، فالامام المغيب تعرف الى شخصيات المنطقة بروح منفتحة وقام المطران المقدس يوسف الخوري بتعريف وتقديم الامام المغيب للشخصيات السياسية والدينية خارج منطقة صور.

المطران يوسف الخوري كان اول رجل دين مسيحي ساهم فعليا مع الامام الصدر في تاْسيس هيئة نصرة الجنوب، ما هو دور هذه الرجالات في تقديم يد العون والنصر الى منطقة الجنوب والتي عانت كثيرا وما زالت تعاني؟

عندما تأسست نصرة الجنوب، كان الجنوب يتعرض للاعتداءت الاسرائيلية على اثر الظروف التي كانت قائمة، والتي حدثت بعد العام 1967، عندما اتخذ القرار العربي بمحاربة اسرائيل بعد حرب النكسة لمتابعة النضال، وظهرت الثورة الفلسطينية وكان آنذاك القصف دائم على الجنوب، والانتهاكات العسكرية مستمرة وكان هناك تدمير للمنازل وقرى عديدة وكان الجنوب يعاني كثيرا في غياب الدولة ولكن رجال الدين كانوا في قلب المعاناة فرفعوا الصوت عاليا وحاولوا جاهدين تأمين حاجات الشعب سعوا الى بلسمة الجراحات، وهنا كان دور نصرة الجنوب فعال في هذه المرحلة، وتألفت نصرة الجنوب من رؤوساء الطوائف المحلية وصار هناك تعاون بين الجميع بهدف تخفيف معاناة الجنوبيين.

ماذا عن تعايش القائد المغيب مع المسيحيين؟

توطدت علاقة القائد المغيب مع القرى المسيحية وكانت البلدات المسيحية تستقبله بأهداب عينيها، فأحبته بكل معنى الكلمة ورأت فيه القائد والراعي والمحب وتردد باستمرار على قرانا كما كان المقدس المطران يوسف يزور القرى الشيعية.

هل شوه هذا التعايش حاليا وهل هناك من يجسد شخصية القائد المغيب في ايامنا هذه؟

التعايش بين المسلمين والمسيحيين هو تحدي دائم فهم يربحون هذا التحدي بعض الاحيان، ومرة اخرى يضعفون امامه، فالتعايش يتطلب منك ان تتخطى ذاتك وتذهب الى الآخر المختلف، ونحن نؤيد مقولة في الانجيل المقدس تقول:” الله يشرق شمسه على الاخيار وعلى الاشرار ويسكب غيثه على الابرار وعلى الفجار”.

والتحدي الكبير للبنانيين ان يحافظوا على رسالة الوطن التي هي التعايش واللقاء وان تعيش العائلات الروحية سويا وتساعد بعضها البعض ولذا نحن بحاجة الى قامات عملاقة تكون مثالا لنا ونقتدي بها باستمرار.

اين نلتمس اخلاق وقيم النبي عيسى(ع) في كيان الامام الصدر؟

التمسها بنواح عديدة، بشخصيته ومحبته الكبيرة التي تشمل الجميع دون تمييز، بحلمه وصبره وكان صاحب البسمة المشرقة في كل الظروف وكان سلام قلبه مستمر فلم يكن يحب العنف ويبادر دائما بالحسنى والحوار والاحسان، وكان يدعو الى كلمة سواء، وكل هذه الامور كانت صفات سماوية ساطعة تشرق وتبدد غيوم الياْس والحزن.

كيف تقيم تكريم جمعية البر والاحسان وحركة امل؟

فليباركهم الله وليبارك خطواتهم المباركة فنحن بحاجة ان نتذكر الامام الصدر واعماله واعمال كل الرجالات التي بنت لبنان، وجعلت من لبنان رسالة تعايش وسلام فهذه القامات العملاقة هي الخميرة التي نجدها في العجنة اللبنانية ونتاْمل بطيبة اللبنانيين كالاخوة في حركة امل وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري وجمعية البر والاحسان التي تصبو ان تجعل لبنان رسالة خير وسلام.

كلمتك الاخيرة لاذاعة وموقع صوت الفرح الالكتروني؟

كما كلمتي الاولى تحية كبيرة، والله يبارككم ويعينكم على نشر رسالة الفرح، فما احوجنا للعيش في هذا الفرح وكلما دعوتم الى الغفران والمحبة والمسامحة فأنتم تكونون بذلك تؤسسون وطن عامر بالفرح واتمنى ان تصل رسالتكم الى الانسان وان تذكرونا دائما بالرجالات الساطعة في سماء الجنوب وفي سماء لبنان.

Leave A Reply