12 / 12/ 2012 … نهاية أم بداية؟

فاطمة شعيتو – هديل شغري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتخوّف الكثيرون من هذا الرقم لاعتقادهم باقتراب نهاية العالم وانتهاء وجودهم على وجه الأرض، بينما ينظره آخرون الى أنّه خرافة أو مجرّد دعابة توارثها الكثيرون بصورة منطقية ونشروها بمبالغة وهمية.

فنرى هناك وجود لمن يبرر صحتها باللجوء الى الدين بعبارة “آخر الزمان قريب”، وآخرون يبرّرونها بالعلم وفق جداول رياضية نسبة الى الأوضاع الجوية والزلازل والبراكين والدمار الذي يتعرّض له العالم.

فيظهر العالم الغربي بأفلامه المرتبطة بنهاية العالم، أنّ أغلب سكانه يؤمنون بهذه المقولة بل ويصدّقونها، فماذا بالنسبة للعرب…؟

في جولة لموقع صوت الفرح على مجموعة من العامة في مدينة صور وبمختلف فئات الأعمار والأجناس، تبيّن أن هناك شبه اجماع بين الناس على رفض هذه الفكرة وبشكل قاطع، اذ إنهم ينتظرون السنة القادمة ويتمنون أن تكون أفضل بكثير من هذه السنة بأحداثها ووقائعها، فالأغلب تمسّك بعبارة:” كل شيء بيد الله”، وأنّ هذه الفكرة محض خرافة وكذبة لا صلة لها بأية حقيقة.

فمنذر شريف طاهر اعتبر أن نهاية العالم سواء كانت بعد يومين أو بعد عشرين سنة، فهذا أمر لا يمكننا تحديده، فرب العالمين أدرى بذلك، أمّا فيما يتعلق بالفيلم الأميركي فهذا أسطورة لإبعاد الناس عن الدين وليُظهروا أنّ هذه النهاية كما رسموها هي الواقع على عكس ما نؤمن به، و نهاية العالم هي يوم القيامة المرتبط بعدة علامات تظهر قبل هذا اليوم بفترات، وتشير الى هذا اليوم بشكل واضح وليس بهذه الطريقة.

ويرى آخرون أنه ليس هناك من بوادر خير، ويعمّ التشاؤم في الأجواء من جوع وكفر متزايد والأخ لا يحب أخيه، لذلك أملوا بأن تكون الأيام القادمة خيرة ومشرقة، ولكن تبقى هذه المقولة لا ترعبهم فكل ما يأتي من عند الله جميل.

ويحيى دياب يرى بأن هذه الفكرة مجرّد معزوفة لاعلاقة لها بالعقل، فالحياة مستمرة وهو ينكر جماعة المايا التي لجأت الى العلم لتفسير نهاية الكون، فكل ما يستطيعون رصده يبقى مجرد أحداث يمكن ان تصدق أو لا، لذلك فهو لا يؤمن بفكرتهم ويتمنى أن يكون هناك رؤية لها علاقة بالعقل والواقع والأشياء المنطقية، لا الخيال والتصورات والتوقعات.

وهكذا تبيّن أن الأجواء والنفوس في المنطقة مطمئنة، بل وينتظرون الأفضل في الأيام المقبلة، فالإيمان في داخلهم يجعلهم يتجاهلون كل خرافة يمكن أن تشتت مسارهم على عكس الغرب الذين يؤمنون بشدة في اقتراب نهاية العالم على طريقتهم المرسومة بدقّة.

ترقّبوا معنا لتروا ما سيحدث بعد هذا الرقم…نهاية الكون أم التقاط أنفاس…

فنهايتنا حُدّدت قبل بدايتنا، لكن من يعلم بدقة متى سيكون هذا اليوم الموعود غير خالق هذا الكون الموجود؟

Leave A Reply