اللواء: اقتحام أميركي- غربي للضاحية: لمحاسبة قتلة لقمان سليم!

الحدث الدبلوماسي- الأمني الأبرز يتمثل في اقتحام السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا أرض حزب الله، في حارة حريك، لتدلي من هناك بمواقف، أقل ما يقال فيها، انها تصب في قلب الاشتباك الدائر على مساحة الشرق الأوسط بين المحور الغربي، تقوده الولايات المتحدة، في عهد الرئيس جو بايدن، والمحور الإيراني، وتقوده إيران، وهذا الاشتباك يتجاوز إلى الملف النووي، ليشمل الدور الإيراني في المنطقة، من اليورانيوم إلى الصواريخ إلى دعم الجماعات المسلحة في عدد من البلدان العربية.

وهناك، في الضاحية الجنوبية، احتشد سفراء المانيا وبريطانيا، وشخصيات لبنانية نيابية وروحية واعلامية.

وخاطبت السفيرة شيا المشاركين في الجنازة: «سننضم اليكم في المطالبة بالمحاسبة على هذه الجريمة المروعة، لقد كان هذا العمل، بربرياً لا يغتفر وغير مقبول». في حين قال السفير الالماني: «لن ننسى سليم وعمله لا يسمح لنا بنسيان ما حصل في السنوات الأخيرة في هذا البلد ونريد تحقيقا شفافاً».

وبعد انتهاء مراسيم سليم، تردّد ان الشيخ المقرئ في الدفن علي الخليل، بعد تعرضه لحملة على وسائل التواصل الاجتماعي مما اضطره لإصدار فيديو اعتذار.

وقال المقرئ انه تلقى اتصالا من الشيخ محمّد علي الحاج، دعاه إلى قراءة القرآن في تشييع حارة حريك من دون تحديد هوية الفقيد.

الا انه لم ينج من تجديد حملة الجمهور على المواقع، مع الدعوة إلى مقاطعته.

واثارت ترتيلة «انا الأم الحزينة» التي رتلت في المأتم ردود فعل على مواقع التواصل، وتوجيه أسئلة إلى مطران الموارنة في بيروت عبد الساتر.

ولم يسجل أي حضور رسمي للمسؤولين في العزاء، وتمكنت القوى الأمنية والجيش اللبناني من تأمين الحماية للمناسبة.

واعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة، بعد اجتماعها في حارة حريك ان بيان حزب الله حول «قتل الناشط لقمان سليم يعبر حكما عن موقف كتلة الوفاء للمقاومة، التي تجدد اليوم مطالبتها الأجهزة القضائية والأمنية المختصة العمل سريعا على كشف المرتكبين، ونعتبر أن الحملات الاعلامية الموجهة والاتهام السياسي والإدانة المتعمدة القائمة على البهتان والافتراء واستباق نتائج التحقيقات، أعمال مدانة تستوجب الملاحقة والمحاسبة لانها تستهدف التحريض وإثارة الفوضى وتقديم خدمات مجانية للعدو الإسرائيلي ومشغلته أميركا.

عودة الحريري

عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت امس، ولم يحمل لقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي معلومات او تسريبات تفيد بقرب تحقيق إنفراج على صعيد تشكيل الحكومة، فيما أفاد مصدر في الإليزيه لـ «سكاي نيوز»: ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة، ما يعني لو صحّت هذه المعلومة ان لا تقدم في المبادرة الفرنسية ما لم يحسم اللبنانيون خلافاتهم الداخلية، وهو الامر الذي لم يتحقق في ظل المواقف الثابتة للرئيسين ميشال عون والحريري من التركيبة الحكومية، برغم الحديث مجدداً عن احتمال توسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً بما يُرضي كل الاطراف وهو ما نفته اوساط تيار «المستقبل»، عدا عمّا يمكن ان يبرز من عقدُ جديدة، منها ما تردد عن عقدة شيعية بسبب عدم تسمية حزب الله للوزراء الذين سيمثلونه في الحكومة وعدم رضاه عن الاسماء التي طرحها الحريري في تركيبته.

وفي حين لم تصدر من القصر الجمهوري اي أصداء او معلومات عن لقاءات الحريري في باريس، قالت مصادره ان الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري وهو منفتح على استقباله ليستمع إلى ما عنده من معطيات واجواء جديدة ليُبنى على الشيء مقتضاه.

وقد كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: هل العشاء فتح الطريق للذهاب الى المريخ للتخلص من جليد الثلث المعطل؟.

ويبدو ان الامور ستبقى معلقة حتى يوم الاحد في14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث يُرتقب ان يتوجه الرئيس الحريري بكلمة الى اللبنانيين للمناسبة، يضمنها موقفاً من الوضع الحكومي وقضايا اخرى ووصفت مصادر بيت الوسط كلمته بانها ستكون شاملة. وتليها يوم الثلاثاء المقبل في16 شباط كلمة عند الثامنة والنصف مساء للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة ذكرى الشهداء القادة، يتطرق فيها ايضاً ألى مختلف القضايا المطروحة.

ولم ترشح اي معلومات عن فحوى ما دار في العشاء ألذي ضم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري امس الاول بالاليزيه. وفيما التزم الطرفان بالتكتم التام حول ما تم التوصل اليه من مقاربات لازمة تشكيل الحكومة الجديدة والمقترحات المطلوبة لحلها، ترددت معلومات في العاصمة الفرنسية بأن الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته وحريص كل الحرص على توفير مقومات نجاحها برغم كل المعوقات والعراقيل التي تقف في طريق تنفيذها باعتبارها تشكل الوسيلة المناسبة لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان. وكشفت النقاب بأن ماكرون ينتهج سياسة التحرك الهاديء بين كل الاطراف بعيدا عن الانفعالات والاستفزازات التي يمارسها البعض في سبيل ازالة الخلافات القائمة وتحقيق التفاهم بينهم على الحلول المطلوبة لهذه المشكلة. وتوقعت ان يواصل تحركاته في هذا الخصوص شخصيا او عبر ايفاد احد ممثليه الى بيروت في سبيل تحقيق هذا الهدف. الا ان المصادر المذكورة، توقعت ان ينشط بتحركاته تجاه الأطراف اللبنانيين بعد أنتهاء جولته على بعض دول الخليج العربي في غضون الايام القليلة المقبلة، بحيث تكون  صورة تطورات الاوضاع والمواقف العربية والاقليمية قد تظهرت اكثر لمعرفة مدى الترابط القائم بين العراقيل المفتعلة لتشكيل الحكومة الجديدة ومصالح بعض الدول وتحديدا ايران وكيفية فصل بعضها لتسهيل عملية تشكيل الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية.

التدقيق الجنائي

في بعبدا، بحث وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني مسألتين: التحقيق الجنائي بعد صدور القانون رقم 200/2020، المتعلق برفع السرية المصرفية، وموازنة العام 2021.

وكشف وزني ان شركة التدقيق «الفاريز»، طلبت الإجابة على أربعة أسئلة، ثلاثة منها يجيب عنها مصرف لبنان، لجهة الحسابات النهائية، والاسئلة الأخرى تنتظر الأجوبة من اجتماع المجلس المركزي، على ان يصل الجواب إلى وزارة المالية.

واما بالنسبة للموازنة فقال وزني انه في العام 2020 كانت الرواتب مؤمنة، ونتمنى في العام 2021، ان تبقى هذه الرواتب مؤمنة، كما كانت عليه في العام الماضي، لكن الأمر يحتاج إلى إقرار مشروع الموازنة عبر عقد جلسة لمجلس الوزراء، واحالتها إلى المجلس النيابي لاقرارها. ومن غير الممكن الاستمرار في الانفاق على القاعدة الاثني عشرية الذي يحد من قدرات الحماية، ومن تنفيذ المهام المتعلقة بالانفاق العام.

وفي الإطار المالي، قال مصرف لبنان، في بيان له: ان مصرف لبنان من خلال التعميم 154، الذي أصدره بمنح المصارف فترة تمتد إلى آخر شهر شباط لتلبية مطالب مصرف لبنان من زيادات في رأس المال، وتكوين السيولة لدى المصارف المراسلة، وهذه المهلة تنتهي في نهاية شباط.

امتحانات.. واحتجاجات

تربوياً، وفي الوقت الذي حددت فيه وزارة التربية والتعليم العالي مواعيد الامتحانات الرسمية نهاية أيّار المقبل، سجل الأساتذة المتعاقدون في التعليم الأساسي اعتصاما امام الأونيسكو للمطالبة بـ «احتساب عقودهم كاملة مع ساعات العمل خلال الاغلاق العام بسبب كورونا».

واتهم الأساتذة وزير التربية طارق المجذوب بأنه لم يفِ بوعده لجهة اللابتوب ولا الانترنت، وان كان من جهة الأهل أو من جهة الأساتذة، فقد تعرض الجميع للظلم.

وفي الإطار التربوي، علق أساتذة الجامعة اللبنانية الإضراب، بدءا من اليوم، بعد اجتماع لرابطة الأساتذة المتفرغين مع الوزير وزني.

وأصدرت الرابطة، بعد اجتماع لها برئاسة رئيسها الدكتور يوسف ظاهر بيانا، أعلنت عن تعليق الإضراب، بعد ما تمّ الاتفاق على تعديل نصوص المواد التي كانت تمس هذه الحقوق في مشروع الموازنة للعام 2021.

واليوم، تعقد الهيئة اجتماعا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، للبحث بالموازنة ومطالب الأساتذة.

الاستماع إلى قهوجي

قضائياً، استمع المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان إلى قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، بوصفه شاهداً في الانفجار في جلسة امتدت لساعة ونصف.

وأوضح وكيله كريم بقرادوني حيثيات ما جرى في التحقيق في بيان صدر عنه، وأوضح فيه ان المراسلات تمت بين الجيش والجمارك، وان الكرة في ملعب الأخيرة.

مأتم لقمان

وشيع الناشط سليم، إلى مثواه الأخير، في حديقة منزله في حارة حريك بحضور جامع وبحضور السفيرة الاميركية في لبنان دورثي شيا إلى جانب سياسيين ودبلوماسيين وإعلاميين ورجال دين تجمهروا في منزل لقمان على تخوم مربع تواجد قيادة حزب الله.

والدة لقمان الثكلى سلمى قالت: «نحن مع العقل مع الكلمة مع الفكر ولسنا مع السلاح، وعندما لا يرضينا القضاء لدينا فلماذا لا نطالب بقضية دولية».

ووقال السفير الألماني اندرياس كندل: «التقيت لقمان مرتين فقط والمرة الأخيرة في هذه الحديقة ومن ثم تناولنا العشاء في هذا المنزل. خسارته هي خسارة شخصية لي، أعزي زوجة الفقيد ووالدته وشقيقته وشقيقه. نتذكر لقمان من خلال اعماله وانجازاته، التي شاركته بها عائلته، فأغنت الثقافة في هذا البلد من خلال المعارض والاعمال المسرحية». ودعا الى عدم نسيان ما حصل الاسبوع الماضي، مشددا على «ضرورة معرفة الحقيقة والحاجة الى تحقيق شفاف».

من جهتها توجهت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى عائلة سليم واصدقائه بأشد تعابير التعزية، مؤكدة انها «فخورة ان تقف اليوم بينهم لايصال تعاطفها معهم بشكل شخصي». وقالت: «لقد خسرنا وصعقنا بفقدان شخصية عظيمة بسبب هذا العمل الوحشي غير المقبول والذي لن ننساه».

اضافت: «اليوم انا حزينة مثلكم، وسفارتي التي امثلها واعضاؤها تشاركني هذا العزاء والحزن»، مثمنة دور الراحل في «خدمة شعب لبنان وحريته والتي يجب الا تخضع للخوف ولا للعنف».

وشددت على «ضرورة الوصول الى حقيقة من ارتكب هذه الجريمة الشنيعة»، وتعهدت «بالاستمرار في دعم المؤسسات التي انشأها»، مبدية الفخر بهذه العملية التشاركية. وقالت: «ذكراه ستخلد فينا وسنستمر في اطلاق رؤيته».

بدورها، قالت السفيرة السويسرية مونيكا كيرغوز: «من لا يعرف تاريخ لقمان سليم لن يفهم الحاضر ولن يعرف كيف يخطط للمستقبل، سويسرا خسرت صديقا وسنحرص على أن العمل الذي كان يقوم به سيتواصل». واشارت الى ان لقمان وزوجته بدآ كتابة تاريخ لبنان منذ 5 سنوات، وان سويسرا شريكة معهما من خلال دعمهما».

وحضر التشييع النائب السابق أحمد فتفت الذي اعتبر ان حزب الله مسؤول عمّا جرى، بسبب امكانياته التي يتمتع بها، كما حضر الوزير السابق سليم الصايغ الذي أكّد ان الذي حرض على الجريمة والذي لا يريد الصوت الحر في لبنان والذي لا يريد ان تنكشف قضية انفجار المرفأ، ولقمان أدلى بمعلومات عن التفجير التي يجب ان تعتبر كإخبار.

كما حضرت المدعى العام في جبل لبنان القاضية غادة عون، بصفة شخصية، لأن علاقة شخصية كانت تربطها بالرجل.

ويتحرك على أساسه القاضي صوان، كما حضر النائب نهاد المشنوق الذي اعتبر انه ليس من المهم ان تعلم القاتل أم لا فمدرسة القاتل لا يهمها بناء البلد.

بدوره شدّد نقيب المحامين ملحم خلف في تصريح له «لا تسقطوا العدالة لأن اسقاطها هو ظلم جريمة كبرى».

331152 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة في عن تسجيل 3136 إصابة بفايرورس كورونا مع تسجيل و63 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 331152 مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

Leave A Reply