دراسة: الوباء يعرض ملايين الأسر لخطر الفقر والجوع

حذرت دراسة جديدة من أن عشرات الملايين من الأسر المهمشة تواجه الفقر والجوع بسبب جائحة وباء كورونا وفقاً لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

وسلط مسح جديد شمل 30 ألف أسرة في 9 بلدان الضوء على حجم الضرر الاقتصادي الذي تسبب به وباء فيروس كورونا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وأفاد متوسط 70% ممن شملهم الاستطلاع بانخفاض في الدخل في الأشهر الأولى من انتشار الوباء العام الماضي، وأفاد 30% بأنهم فقدوا وظائفهم، بينما قال 45% إنهم خفضوا عدد وجباتهم بشكل يومي.

واستخدمت الدراسة البيانات التي تم جمعها مما يقدر بنحو 100 ألف شخص في بوركينا فاسو وغانا وكينيا ورواندا وسيراليون وبنغلاديش ونيبال والفلبين وكولومبيا بين أبريل ويونيو من العام الماضي.

وحذرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا وجامعة ييل وجامعة نورث وسترن، أن الفقراء بطبيعة الحال يعانون من صعوبات مروعة، وفي حال استمرت التداعيات الاقتصادية فسوف يتم دفع عشرات الملايين من الأسر إلى براثن الفقر.

ووصف الباحث إدوارد ميغيل وهو مؤلف ومشارك في الدراسة، النتائج بأنها رهيبة، وأكد أن هذا العمق لم يتم من قبل في البلدان الفقيرة.

وعلى الرغم من أن بعض المقاييس كالناتج المحلي الإجمالي والبطالة تشير إلى أن الوباء كان له تأثير أقل على اقتصادات الدول النامية مقارنة بالدول الغنية، فإن ذلك يرجع جزئياً إلى أن البيانات الرسمية غالباً ما تفشل في التقاط المستويات العالية من الأنشطة غير الرسمية لهذه الاقتصادات.

ويقدر صندوق النقد الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة الدول السبع الكبرى من الاقتصادات المتقدمة الرئيسية انكمش بنسبة 5.9% العام الماضي، مقارنة بمتوسط انكماش 3.3% في الاقتصادات الناشئة والنامية.

إلا أن مؤلفي الدراسة قالوا إن بياناتهم تظهر انخفاضاً حاداً في التوظيف والدخل في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل التي تنافي أو تتجاوز الخسائر الاقتصادية التي تعرضت لها الولايات المتحدة والدول الغنية.

ولاحظ مؤلفو الدراسة أن أكثر من ربع النشاط الاقتصادي ونصف العمال في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية يعملون في القطاع غير الرسمي.

وأشار التقرير إلى أن الارتفاع الحاد في انعدام الأمن الغذائي بين الأطفال كان مقلقاً بشكل خاص، وذلك نظراً للآثار السلبية الكبيرة المحتملة على المدى الطويل لنقص التغذية.

ففي كينيا على سبيل المثال أظهر استطلاع زيادة بنسبة 38% في معدل البالغين الذين فاتتهم وجبات طعام، وزيادة بنسبة 69% بين الأطفال.

وقال ميغيل: “الآثار المترتبة على الأطفال مع إغلاق المدارس وانخفاض دخل الأسرة وفقدان الوجبات وفقدان الوصول إلى الرعاية الصحية جميعها مزيج مقلق”.

وأضاف: “إذا كنت كينياً فقيراً تفقد وظيفتك ولا توجد لديك أي شبكة أمان أو مدخرات”.

وتابع أن نتائج الاستطلاعات تتفق تماماً مع تقرير البنك الدولي الذي حذر في أكتوبر من أن الوباء سيدفع ما بين 88 مليون إلى 144 مليون شخص إلى الفقر المدقع في عام 2020، ما يتسبب في أول زيادة لمعدل الفقر العالمي منذ عام 1998.

وقال التقرير إنه في حين أن حجم التأثيرات يختلف بين منطقة وأخرى، إلا أن البيانات تكشف عن صورة متسقة للضائقة المالية الاقتصادية المتزايدة التي تمتد عبر كل من الطبقات الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية.

Leave A Reply