“الفيروسات تطور نفسها”.. مدير منظمة الصحة يحذر من “النزعة القومية” في توزيع اللقاحات

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الثلاثاء، من أنّ النزعة القومية في توزيع اللقاحات للوقاية من كوفيد -19 تضر بالجميع، وأن ضعف التعاون بين الدول يشكل عائقا رئيسيا أمام تحقيق الانتشار العالمي للتطعيم الضروري لإنهاء الوباء.

وقال غيبريسوس، لمجلة “فورين بوليسي”: “برغم العدد المتزايد لخيارات اللقاح، لا تلبي قدرة التصنيع الحالية سوى القليل من المطلوب على مستوى العالم”.

وأضاف “عدم السماح لغالبية سكان العالم بالتطعيم لن يؤدي إلى استمرار المرض والوفيات التي لا داعي لها فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى ظهور طفرات فيروسية جديدة مع استمرار انتشار كوفيد-19 وسط السكان غير المحميين”.

وفي هذا الخصوص، أعرب غيبريسوس عن تخوفه من أنّ تقاوم الطفرات الجديدة اللقاح، مشيراً إلى أنّ “بعض اللقاحات أظهرت ضعف فعاليتها ضد المتغيرات التي تم رصدها لأول مرة في البرازيل وجنوب أفريقيا”.

وتابع: “اللقاحات استندت إلى الإصدار 1.0 من الفيروس، لكن الفيروسات الجديدة، مثل البرامج، تتطور باستمرار.

وعن مدى توفر اللقاح، قال مدير المنظمة: “في الوقت الحالي، اشترت البلدان الغنية التي تضم 16 في المائة فقط من سكان العالم 60 في المائة من إمدادات اللقاحات في العالم”.

واعتبر أنّ “التعاون الدولي بين العلماء أمر ضروري لتطوير اللقاحات، لكن ضعف التعاون بين الدول الآن يمثل عقبة رئيسية أمام تحقيق التلقيح في جميع أنحاء العالم على النطاق المطلوب لإنهاء الوباء”.

ولفت إلى أنّه “في الوقت الحالي، لا توجد جرعات كافية من اللقاح في أي بلد، داعياً إلى المساواة في توزيع اللقاحات باعتبارها الأسلوب الأنسب لتعزيز قدرة المجتمع الدولي على الجائحة”.

واعتبر أنّ “الحل الدائم للسيطرة على الوباء هو تطعيم أكبر عدد من الناس في جميع أنحاء العالم بأسرع ما يمكن، وهذا يعني زيادة الإنتاج بشكل جذري”، مشدداً على ضرورة “المشاركة العلنية لتكنولوجيا تصنيع اللقاحات والتنازل المؤقت عن حواجز الملكية الفكرية وتوسيع نطاق العمل التطوعي”.

وزار فريق محققين تقوده منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء مختبرا كبيرا لأبحاث الفيروسات في مدينة ووهان بوسط الصين للبحث عن أدلة على منشأ جائحة كوفيد-19.

وكان المعهد محورا لعدد من نظريات تزعم أن تسربا في المختبر تسبب في أول انتشار لفيروس كورونا بالمدينة في نهاية عام 2019.

وبلغ عدد المصابين بفيروس “كورونا” على مستوى العالم، حوالى 103.19 مليون شخص، في حين وصل إجمالي الوفيات الناتجة عن الوباء إلى أكثر من مليونين و233 ألفاً.

Leave A Reply