وطن ديدنه النهوض ـ بقلم أمل كردي

أعرفُك تألفُ هبوبَ الرّيحِ و اشتدادَ العواصفِ ، و إن دنَتْ منك نارٌ قمْتَ من تحتِ رمادِها فينيقًا عصيًّا على الإحتراق . يا ميناءَ الحرفِ ، و مهدَه ، و مُصَدِّرَه للعالم . يا همزةَ وصلِ شرقِها و الغرب ، يا مُتنفّسَ كلِّ سائحٍ ، و مقصدَ الثّوّارِ التّوّاقينَ لحريّةِ العملِ السّياسي ، التاركُ بصماتِك في صفحاتِ الإعلانِ العالميِّ لحقوقِ الإنسان . ستعودُ أيقونةَ الديمقراطيّةِ في عالمٍ عربيٍّ يرزحُ تحت الديكتاتوريّات ، و نموذجًا في حريّةِ التّعبير ، ستعودُ سويسرا الشّرقِ ؛ ستعودُ ببحّارتِك مروّضي الموج ، بمفكّريك مُغْنِي المكتباتِ بزاخرِ علمِهم ، بشعرائك حابكي و سابكي القوافي . سينهضُك الخُلّصُ من أبنائك . ستعودُ بسهلِك الأخضرَ الممتنعِ على كلِّ غازٍ ، بجبالِك استراحةِ الشّمسِ و مُتّكَأ القمر ، ببقاعِك أهراءِ روما ، بجنوبِك أسطورةِ المقاومةِ الغازلِ وشاحَ عزِّك على منولِ الإنتصارات . ستعودُ ببيروتَ مطبعةِ العربِ الأولى ، و مدرسةِ القانونِ الأولى . ستعودُ درّةَ شرقيها . ستعودُ ، من قالَ أنَّ الحضارةَ تندثرُ أو أنَّ الباطلَ ينتصرُ ..

Leave A Reply